أن تجلس ببيتك وتمتنع عن السفر لأي مكان في العالم حتى لا تدهسك سيارة او تنقلب بك الطائرة او يصيبك مرض بفعل العدوى، فهو الخوف. لكن اذا قررت عدم السفر للمناطق الموبوءة او التي بها حروب أهلية او ينتشر بها الارهاب، فذلك هو الحذر.
الخوف، كمرض، لا يؤثر، في اغلب الحالات، إلا على صاحبه. لكنه اذا انتاب الحاكم فسيدفع المحكوم الثمن. الحاكم الخائف مثل المسودن الذي بيده فالة. لا يميز بين العدو والصديق. ولا بين ما يضره وينفعه.
دخل المالكي على الحكيم حاملا بطل الماء وعلبة الكلينكس والفناجين والاستكانات. من جاء بالخبر قال انه تحجج بالمرض. لا تتوقفوا عند أعذار الخائف، فإنها كعذر ملّوح. ولو صح الخبر، فهذا يعني انه يتوقع الغدر. أزيارة هذه أم محنة؟ والسؤال للحجي: اذا كنت خائفا لهذا الحد فشودّاك هناك؟
عندما يسافر الخائف على حياته ويخرج من داره "الآمنة"، فهذا يعني ان خوفا اكبر اجبره على مثل هذه الحركة. شجابرك على المرّ غير الامرّ منه؟و"الزوّادة" التي حملها مرافقو الحجي الى حيث ذهب توحي بانه يخاف على حياته، فما هو الذي عنده اغلى من الروح؟
لا أظننا نحتاج الى فك شفرة دافنشي ولا كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين او فرويد لنعرف بانها الولاية الثالثة.
وما الذي يمكن ان يفعله بالشعب والوطن والجيش والدولة هذا الذي عنده الولاية اعز من الروح؟
استميحكم عذرا في ان اكرر عليكم حكاية ولدي امجد مع العصفور:
يوم كان عمره بحدود ست سنوات، شاعت في حارتنا موضة شراء الأطفال لعصافير صغيرة لم تكتمل اجنحتها كي تطير. كل اقرانه اشتروا منها. كان به فزع من كل أنواع الطيور لكنه اضطر لشراء عصفور مثل باقي الأطفال حتى لا يقال عنه انه خائف او ربما حتى لا ينعزل عن اقرانه وقت اللعب. اهتدى امجد الى حيلة دفاعية وهي ان يكلف صديقه احمد بشراء العصفور ويحمله بدلا عنه الى دارنا. حل المساء واراد صديقه ان يذهب. رفض امجد صارخا به: وهذا العصفور منو يلزمه؟ اجابه والدي: جدو انت اشتريته وانت لازم تهتم بيه. شلون اهتم بيه وأنا أخاف منه؟ ضحك والدي حتى سقط على الأرض من شدة الضحك رادا على حفيده: اذا تخاف منه شجابك عليه؟