قبل سنوات ،أطل طفل في احتفالية حضرها اعضاء مجلس الحكم ليلقي عليهم قصيدة عن طفل اسمه (علاوي) يدخل الى المدرسة ويتعلم اول درس له (دار دور) فيسأل والده عن معنى الدار ليقول له الوالد انه الوطن فيعود ليساله بفضول الاطفال الطبيعي ان كانت الحجرة التي تسكنها عائلته وطنه فيقول له الوالد انها وطن ايضا لكنه (وطن بالايجار).. ويسترسل الطفل في وصف متاعب الشعب العراقي ومعاناته مبرراسبب عدم ثورته على الطاغية فيغرق اعضاء مجلس الحكم في الضحك ويصفقون بحرارة للباقة الطفل وقدرته على الالقاء فيبتسم من تابع الاحتفالية من الشعب العراقي لابتسامات المسؤولين الجدد لتوقعه الخيروالتغيير منهم ماداموا قد جاءوا الى العراق من اجل ذلك بعد ان فشل العراقيون في ازاحة الطاغية عن مقعد الحكم لانشغالهم باحصاء شهدائهم المتساقطين في حروبه ثم تسابقهم للحصول على (قوطية حليب اطفال) او (دواء مفقود) لمريض يموت غالبا قبل ان يتوفر الدواء في فترةالحصار الاقتصادي ..
في تلك الفترة ، تسلح العراقيون بأمل جديد ليقاوموا به متاعبهم وصارت الوجوه السياسية التي شكلت مجلس الحكم ثم الجمعية الوطنية عملة جديدة مغرية دغدغت آمالهم بطرد العملة القديمة الفاسدة واصبح لبعضهم معجبين ومؤيدين توقعوا منهم الخير الكثير قبل ان يجربوهم ..
ولأن التجربة اكبر برهان ، ولان تلك الوجوه عشقت دور المسؤول فالتصقت بمقاعدها بغراء الطموح السياسي فقد اكتشف العراقيون مثالب وعيوب كل من وسع حدود ابتسامته وضيق افقه السياسي وكل من اطلق الوعود الدسمة بالتغييرنحو الافضل والتطوير ثم انشغل بتغيير منصبه السياسي نحو الافضل وتطوير ثروته الشخصية.. وكان لابد من تغييرهم ..
بعد تلك السنوات ، وبعد ان اكتشف العراقيون كم كانوا على خطأ حين وثقوا بمن لم يجرب معاناتهم ويشعر بها في قهقه حين يسمع قصيدة عنها، مازالوا يبحثون عن تبريرات لمن يعتبرهم سببا في بقاء الطغيان فهم منشغلون ايضا باحصاء شهدائهم المتساقطين في الانفجارات والمعارك الداخلية والبحث عن اوطان حقيقية بلا ايجار وتدبير معيشتهم في زمن الغلاء الفاحش ...لكنهم هذه المرة اسهموا في زيادة التصاق السياسيين بمقاعدهم بأسم ( الديمقراطية ) ومازال بعضهم يتامل خيرا من تلك الوجوه التي اثبتت فشلها في شفاء الجرح العراقي فهل ننتظر حتى يتحول الحكام الى طغاة ينسفون حتى الديمقراطية ليواصلوا الحكم؟...اعتقد اننا اعتدنا الانتظار واحصاء شهدائنا حتى ياتي التغيير مناي مكان آخر ..الداخل ..الخارج ..لاضير فنحن ارض للتجارب ولنيضيرنا ان نسحق سنوات جديدة من عمرنا لنجرب وجوها قديمة او جديدة لنكتشف بعد فوات الاوان ان ( التجربة اكبر برهان ) ...
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
تاريخ العراق الاسود يقول سنبقى ارض للتجارب الرخيصة والقذرة وسنبقى نحارب بالنيابة هذا تاريخ لايستطيع ان يغيره شعب اناني وانتهازي ومتردد ومهزوز ومتلقي