TOP

جريدة المدى > عام > بيت الشعر العراقي يحتفي بالأطفال الفائزين بمسابقته السنوية

بيت الشعر العراقي يحتفي بالأطفال الفائزين بمسابقته السنوية

نشر في: 10 يونيو, 2014: 09:01 م

في حفل توزيع جوائز الدورة الأولى من مسابقة بيت الشعر العراقيّ لقصائد الأطفال، المقام مؤخّراً، اجتمع ذكر اثنين من الروّاد والمجدّدين في تاريخ الشعر العربيّ المعاصر، الأوّل الشاعر بدر شاكر السياب الذي جرى افتتاح الحفل بغناء مقطع من قصيدته" غريب على الخ

في حفل توزيع جوائز الدورة الأولى من مسابقة بيت الشعر العراقيّ لقصائد الأطفال، المقام مؤخّراً، اجتمع ذكر اثنين من الروّاد والمجدّدين في تاريخ الشعر العربيّ المعاصر، الأوّل الشاعر بدر شاكر السياب الذي جرى افتتاح الحفل بغناء مقطع من قصيدته" غريب على الخليج"، لحّنها الفنّان جواد محسن، وأدّاها أطفال من البيت العراقيّ الآمن للأيتام، وهم ينشدون للجمهور في المركز الثقافيّ البغداديّ بشارع المتنبي (قاعة سامي عبدالحميد):"الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام/حتى الظلام - هناك أجمل، فهو يحتضن العراق/ واحسرتاه، متى أنام/ فأحسّ أن على الوسادة/من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟/ بين القرى المتهيّبات خطاي و المدن الغريبة/ غنيت تربتك الحبيبة / وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه..".
إما الشاعر الثاني فهو الراحل سركون بولص الذي اختارت اللجنة التحكيميّة للمسابقة مقطعاً من قصيدة له ووضعته على لوح الجائزة، ألا وهو "حثُّوا الخطى نحو بيت الحياة الذي لا يموت"، في تأكيدها على أنّ الشعر هو قصيدة أبدية لا نهاية لها، تتوالى الأجيال في كتابتها من الصغار إلى الشعراء المحترفين الكبار.
وفي بداية الحفل، نوّهت مقدّمته الفنّانة آلاء نجم، إلى سبب اختيار مقطع من قصيدة للسياب، "كون 2014 هو عام الاحتفاء به الذي أقرّه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب"، لتدعو ومعها الطفل رضا وجيه، رئيس بيت الشعر العراقيّ الشاعر حسام السراي لإلقاء كلمة مختصرة عن الجائزة ومغزاها الثقافي، إذ قال فيها:" أتت هذه المبادرة بوصفها نتيجةً أو شكلاً من أشكال اشتغالات الهيئة الإدارية الحالية وأهدافِها، والتي من بينها ألا ينحصرَ جمهورُ الشعر ومتابعوه بأهلِ الشعر أنفسِهم، سنواتٌ ونحنُ نقرأ لبعض ونسمعُ البعض الآخر، فلِمَ لا نبحثُ عن أصواتٍ جديدةٍ كي نُصغي إليها؟ وإن كانت شروطُ استمرارها لاحقاً غيرَ مضمونةٍ، المهمُ عندنا أن نبحثَ عنها ونُقدّمَها..".
ومن ثمّ قرأ ثلاثة من الأطفال الفائزين قصائدهم، وكانت البداية مع الطفل تميم لؤي حمزة وقصيدته "تمثالي"، التي جاء منها:" تمثالي لماذا لا تسمعني؟/فلك جسمي ولي جسمك/فلماذا لا تكلّمني؟/أنا مثلُك وأنت مثلي/ولكني لا أراك تمشي/فيحزنني وقوفك/وتحزنني من شدّة خوفك/فقل لي ما في نفسك/لنكتشف سرّ خوفك/وتحدّثني كما أحدّثك..".
تلته الطفلة روان سالم بقصيدتها "أجمل غنوة"، ومنها نقرأ: "أمّي حلوة/أجمل غنوة/تنهض في الصّبح من أجلي/توقظني فأقوم بسرعة/أمّي زهرة في البستان/تعطي عطراً للإنسان/تشعل شمعة/تزرع وردة/ مثل رسول للإيمان/ أمّي أمّي ما أحلاها/مثل طيورٍ في دنياها..".
وأخيراً قرأت الطفلة دانية صدوق أبو طالب قصيدتها "المستقبل"، وفيها نطالع:" سأتقدّم إلى الأمام/لن أنظر إلى الخلف/سأرى مستقبلي/ أمامي../وأضع أخطائي خلفي..".
بعدها قدّمت الطفلة أسيل عامر (من مدرسة الموسيقى والباليه) موشح "يا بهجة الروح"، صاحبها الفّنان جواد محسن بالعزف على العود مع عازف الإيقاع مرتضى جمعة.
أعقبها البدء بتسليم الجوائز الماليّة ولوح بيت الشعر العراقيّ إلى الفائزين، وهم "عبد الحق فاضل حسين" من "الموصل- مدرسة النعمان بن المنذر" - الجائزة الأولى عن قصيدته "الإصرار على العمل"، والفائزان بالجائزة الثانية مناصفة، "تميم لؤي حمزة" من "البصرة- مدرسة المعقل" عن قصيدته "تمثالي"، ومعه "روان سالم حسين" من "بابل- مدرسة النسور الابتدائية المختلطة" عن قصيدتها "أجمل غنوة"، والطفلان الفائزان بالجائزة الثالثة مناصفة أيضاً، كلّ من "دانية صدوق أبو طالب" من "بغداد- مدرسة راهبات التقدمة" عن قصيدتها "المستقبل"، ومعها "أبو الفضل صفاء" من "محافظة المثنى- مدرسة النهروان الابتدائية" عن قصيدته "يا رحلتي".ليتسلّم أقرباء الطفل عبدالحق في بغداد جائزته، لتعذّر حضوره إلى الحفل من محافظة الموصل، وليسهم عدد من ممثلي المؤسّسات والجهات الداعمة للمسابقة في توزيع الجوائز على الفائزين، إذ سلم الشاعر والصحافي جمعة الحلفي (ممثلاً عن عائلة الطفلة الراحلة انانا إبراهيم الساعدي) الطفل تميم لؤي جائزته، في حين سلم د.جاسم محمد عيدي (ممثلاً عن جامعة الإمام الصادق (ع)) الطفلة روان سالم جائزتها، وسلم الإعلامي كارناس علي (ممثلاً عن راديو ديموزي) الطفلة دانية صدوق جائزتها الثالثة، ولتعذّر حضور الطفل أبو الفضل صفاء، فقد تسلّم أقرباؤه ببغداد جائزته بالنيابة عنه.
ومن ثمّ انتهى الحفل بتوزيع كتاب "نبض الكتابة" على الجمهور الحاضر، من مثقفين وكتّاب وممثلي وسائل إعلام، وضمّ المطبوع الجديد وهو الثاني ضمن إصدارات بيت الشعر العراقيّ، قصائد الأطفال الخمس الفائزة، مع أكثر من 30 قصيدة لم تفز بجائزة، إذ نشرت بخط أيدي الأطفال ومطبوعة أيضاً، مع رسومات لأطفال من داخل العراق وخارجه، من بينهم أمين صابر من السويد، وتبارك جعفر جواد ورقية خالد أحمد وفيء محمد عبدالستار ومريم كركان مراد من بغداد، ورسومات ثانية من البصرة.
واختتم الحفل بتوزيع هدايا من دائرة العلاقات الثقافيّة التابعة لوزارة الثقافة، والتقاط صور تذكارية للأطفال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

أوليفييه نوريك يحصل على جائزة جان جيونو عن روايته "محاربو الشتاء"

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram