أعلن منظمو حملة (إحياء) في محافظة السليمانية، الاثنين، أنهم يهدفون إلى "جمع مبلغ 15 مليون دولار" عن طريق التبرعات "لشراء جهازين" لعلاج أمراض السرطان، مبينين أن المريض "ينتظر ثمانية أشهر" لتلقي العلاج الإشعاعي بسبب "الزخم الكبير" على المحافظة، وفيما د
أعلن منظمو حملة (إحياء) في محافظة السليمانية، الاثنين، أنهم يهدفون إلى "جمع مبلغ 15 مليون دولار" عن طريق التبرعات "لشراء جهازين" لعلاج أمراض السرطان، مبينين أن المريض "ينتظر ثمانية أشهر" لتلقي العلاج الإشعاعي بسبب "الزخم الكبير" على المحافظة، وفيما دعت ناشطة مدنية أصحاب المعامل إلى "التبرع وإراحة ضمائرهم" كونهم "سبباً" في الإصابة ببعض أنواع السرطانات، تمنى متبرع أن تشمل الحملة "إنقاذ الأيتام والمسنين ومساعدة الأسر الفقيرة".
وقالت إحدى المنظمات لحملة (إحياء)، الدكتورة أختر نجم الدين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحملة تهدف إلى جمع مبلغ مالي لشراء جهازين لعلاج أمراض السرطان حيث يوجد في محافظة السليمانية مركزان لعلاج أمراض السرطان والحكومة وفرت جهازين في المركز لكنهما غير كافيين بسبب حالات الزخم الحاصلة"، موضحة أن "العلاج في هذين المستشفيين يشمل أنحاء العراق كافة لذلك تطول مدة انتظار المرضى لتلقي العلاج الإشعاعي لمدة تصل إلى ثمانية أشهر فلا يستفيد المريض منه إذا لم يأخذه في وقته المحدد، لذلك نجد ان المرضى بنسبه 35 % يلجأون إلى العلاج في الخارج". وأضافت نجم الدين، وهي اختصاص فيزياء العلاج بالإشعاع، أن "الفكرة تعتمد على التبرع من قبل أهل الخير ومنظمي الحملة معظمهم من الأطباء والصيادلة الشباب كما يشارك بها جمع من المثقفين والفنانين"، لافتة إلى أنه "لغاية الآن تمكنا من جمع مبلغ 1.852.931 دولاراً بالنسبة لصندوق التبرع بالدولار و 536.207.500 دينار بالنسبة لصندوق التبرع بالعملة العراقية".
وبينت نجم الدين أن "هذا المبلغ مقارنة مع ما نحتاجه يعد قليلا حيث نحتاج إلى نحو 15 مليون دولار لشراء الجهازين مع كافة مستلزماته وإنشائه"، مؤكدة أنه "لو تمكنا من جمع المبلغ فسيكون العلاج بهذه الأجهزة في السنة المقبلة متاحا للمرضى بدل تكبد عناء السفر إلى ألمانيا أو الهند من اجل إكمال جزء من العلاج".
من جانبه، قال الفنان الكردي عدنان كريم، احد المنظمين لحملة (إحياء)، في حديث إلى (المدى برس)، إن "هناك إقبالا كبيرا على التبرع في هذه الحملة، التي انطلقت أمس الأول، من قبل مواطني السليمانية وتلقينا اتصالات من أنحاء العراق كافة للمشاركة بالتبرع"، مشيرا إلى أن "بعضهم بدأ بإيصال المبالغ إلى أقاربهم الموجودين في السليمانية من أجل جلبها إلى مقر الحملة".
وأضاف كريم أن "مكان الحملة التي من المقرر ان تستمر لغاية السابع من أيلول المقبل سيكون في السليمانية"، لافتا إلى "أننا سننتقل إلى محافظات أخرى فيما لو وجدنا الدعم المناسب في هذه المدن". بدورها، قالت الناشطة المدنية سروة جمال، في حديث إلى (المدى برس)، "ندعو أصحاب رؤوس الأموال والمعامل والشركات العاملة في الإقليم إلى التبرع لإنقاذ أرواح مرضى السرطان"، مشيرة إلى أن "العديد من المعامل والمصانع والشركات تسهم إلى حد كبير بتلوث البيئة الأمر الذي يتسبب في الإصابة ببعض أنواع السرطانات والتبرع سيكون جزءاً من الضريبة لإراحة ضمائرهم".
إلى ذلك، قال المواطن المتبرع احمد عبد الكريم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفكرة جيدة وآمل ان تستمر ليس فقط للتبرع لمرضى السرطان بل حتى لعلاج أمراض أخرى ومشاكل اجتماعية وإنقاذ الأيتام والمشردين والمسنين ومساعدة الأسر الفقيرة". وأضاف عبد الكريم "نلاحظ أن في مصر هناك حملات تبرع مستمرة وناجحة بالرغم من أن اغلب مواطنيها من ذوي الدخل المحدود لإنشاء مستشفيات لمعالجة السرطان ومساعدة الناس وكذلك الحال في إيران"، داعيا وسائل الإعلام إلى "دعم هذه الحملات والقيام بتثقيف المجتمع وتشجيعه للمشاركة فيها". وكانت وزارة الصحة العراقية كشفت، في (6 آذار 2014)، عن أن معدل الإصابات بالسرطان سنويا تبلغ 18 ألف إصابة، وأشارت إلى أن أغلب الإصابات هي لسرطان "الثدي"، وفيما لفتت إلى أنها تعاني قلة "الملاكات التخصصية"، أكدت أنها تعاقدت لشراء "أجهزة إشعاعية". وكانت محافظة بغداد، أعلنت في (6 كانون الثاني 2014)، عن شراء أجهزة حديثة لعلاج مرضى سرطان الدم (اللوكيميا)، وأكدت تعاقدها مع شركة إيرانية لعلاج مرضى السرطان في الخارج، مبينة أنها بانتظار مصادقة مجلس الوزراء على إنشاء مستشفى الحرية بـ400 سرير لأن تكلفة إنشائه تتجاوز صلاحيات المحافظة.
وتعد أمراض سرطان الرئة والثدي، أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشاراً على مستوى العالم، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2008، كما تشير المنظمة إلى أن عدد الحالات الجديدة لمرض سرطان الرئة التي تم تسجيلها على مستوى العالم وصل إلى 61،1 مليون شخص، وحل سرطان الثدي في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض 38،1 مليون شخص ثم سرطان الأمعاء 23،1 مليون شخص.
وينتشر مرض السرطان بشكل كبير في الدول الأكثر فقراً على خلفية التدخين والتلوث البيئي وعوامل أخرى، منها وراثية، وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد الحالات الجديدة للإصابة بمرض السرطان خلال العام 2008 وصل إلى نحو 7،12 ملايين حالة في حين بلغت الوفيات بهذا المرض لنحو 6،7 ملايين. يشار إلى أن الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية انتشرت في العراق بشكل لافت بعد حرب الخليج الثانية 1991، وغزو العراق سنة 2003، من جراء عوامل عدة أبرزها بحسب مختصين وتقارير دولية، استعمال القوات الأميركية أسلحة غير تقليدية، والتلوث واسع النطاق من جراء انهيار شبكات الخدمات لا سيما تلك الخاصة بالماء والصرف الصحي، وما خلفته الحرب من معدات مدمرة ملوثة إشعاعياً الكثير منها كان وسط الأحياء السكنية.
ولاحظ الخبراء أن نسبة كبيرة من المصابين بالأمراض الناجمة عن التلوث الإشعاعي، يسكنون مناطق قريبة من مواقع التلوث، لاسيما في قضاء الزبير، وأبو الخصيب، والقرنة، والأحياء الشعبية في مركز محافظة البصرة، (يبعد مركزها، 590 كم جنوب العاصمة بغداد)، كونها تحتوي على المواقع التي تعرضت إلى قصف بذخائر مصنعة من اليورانيوم المنضب، أو نقلت إليها أجزاء ملوثة من الآليات العسكرية للمتاجرة فيها، من دون معرفة مدى خطورتها.