واشنطن / أ.ف.ب - رويترز - يو بي اي ظلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مصدرا للأخبار كل يوم تقريبا منذ الإعلان عن موعد صدور كتابها " الخيارات الصعبة " في أواخر نيسان الماضي.وذكرت وسائل الإعلام أن أمس الثلاثاء والذي كان هو أول موعد ر
واشنطن / أ.ف.ب - رويترز - يو بي اي
ظلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مصدرا للأخبار كل يوم تقريبا منذ الإعلان عن موعد صدور كتابها " الخيارات الصعبة " في أواخر نيسان الماضي.
وذكرت وسائل الإعلام أن أمس الثلاثاء والذي كان هو أول موعد رسمي لطرح الكتاب في الأسواق، حيث بلغ سعر النسخة من الكتاب ذي الغلاف السميك 35 دولارا، وتم بالفعل بيع مليون نسخة تمثل الطبعة الأولى إلى تجار التجزئة.
وتعكس الصور الملونة المطبوعة على النشرة المدونة على الغلاف وداخل الكتاب - وهي مسألة نادرة في صناعة النشر التي تعاني من التراجع - مستوى الإثارة والترقب بوسائل الإعلام حول ما إذا كانت هيلاري كلينتون التي كانت سيدة أمريكا الأولى سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي عام 2016.
واقتربت كلينتون /66 عاما/ من اتخاذ قرار في هذا الشأن، فبعد أن كانت تعزف عن التحدث في مسألة الترشيح في أوائل العام الحالي، أكدت أمس لأول الأحد لمحطة أيه.بي.سي" أنها في طريقها لاتخاذ قرار بحلول نهاية هذا العام ".
ومن هنا سيكون أمامها فسحة من الوقت لاختبار الأجواء العامة أثناء جولتها المرهقة للترويج لكتابها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مقتدية في ذلك بالرئيس أوباما الذي كان منافسا لها في تصفيات الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة.
وفى عام 2006 ساعد روبرت غيبس -وهو مستشار سياسي أميركي- السيناتور أوباما وقتذاك على القيام بجولة للترويج لكتابه، وتحولت هذه الجولة إلى حملة انتخابية له، وقال غيبس لمجلة بوليتيكو إن جولة كلينتون للترويج لكتابها ستساعدها على جمع المعلومات عن الأشخاص " الذين سيصطفون منتظرين للحصول على توقيعها". وأضاف إنها ستتعرف "حينذاك على أنماط الأشخاص الواقفين في الطابور، وأين يعيشون وكيفية التعامل معهم".
وتوحي صورة كلينتون المطبوعة على غلاف الكتاب بالثقة، وبدت مرتدية ثيابا كلاسيكية وبتصفيفة الشعر القصير كانت تخلت عنها خلال معظم فترة توليها منصب وزيرة الخارجية.، وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على كتاب " خيارات صعبة " بقولها إنه يقدم النزر اليسير من المعلومات الجديدة.
ومن جانب آخر، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون ان أحدث جولة من التحقيقات في الكونغرس في شأن الهجوم الذي تعرضت له البعثة الديبلوماسية الاميركية في مدينة بنغازي الليبية في 2012 لن تردعها عن السعي إلى الرئاسة. وقالت كلينتون، في مقابلة مع محطة تلفزيون "ايه بي سي نيوز"، إنه "في الواقع سبب يزيد من قناعتي بالترشّح".
واتهم الجمهوريون كلينتون عندما وقع الهجوم بـ"عدم اتخاذ خطوات كافية لضمان سلامة الاميركيين في بنغازي". وقتل اربعة اميركيين، من بينهم السفير كريس ستيفنز في الهجوم. وفي المقابلة التلفزيونية التي أذيعت عشية صدور مذكراتها "خيارات صعبة"، قالت كلينتون انها كانت "مسؤولة في نهاية المطاف عن سلامة شعبي". لكن حينما سئلت عما اذا كانت هناك خطوات اضافية كان ينبغي لها ان تتخذها، أجابت قائلة ان المسائل المتعلقة بالاجراءات الامنية لم تكن في نطاق اختصاصها و"لذلك استأجرنا أناساً لديهم تلك الخبرة".
وقالت كلينتون التي يعتبرها كثر من المراقبين المرشحة الديموقراطية الأوفر حظاً إذا دخلت سباق الرئاسة في 2016، إنها ستتخذ قراراً في شأن مسعى محتملاً للترشح، "فيما أشعر انه مناسب لي أن أقرر". وسئلت عما اذا كان من المرجح ألا تعلن قراراً حتى العام المقبل، فأجابت قائلة: "لست متأكدة من ذلك، لكن ذلك قد يكون مرجحاً". فيما نشرت صحيفة الإندبندنت نص الحوار الذى أجرته وزيرة الخارجية السابقة الأمريكية "هيلاري كلينتون" مع قناة ABC الإخبارية حول كتابها الذى أصدرته حديثا "خيارات صعبة" Hard Choices. وقالت كلينتون إن عائلتها كانت على وشك الإفلاس عند انقضاء الفترة الثانية من رئاسة "بيل كلينتون".
وأشارت إلى أن العائلة عانت من الكثير من الديون التي صعّبت عليها دفع ضرائب عقاراتهم وتكاليف تعليم ابنتهم الطالبة آنذاك "تشيلسي"، الأمر الذى نفاه أعضاء من حزب الجمهوريين المنافس لحزب "كلينتون" الديمقراطي، زاعمين أن "كلينتون" حصلت على 8 ملايين دولار(56 مليون جنيه مصري) كمقدم من دار النشر التي أصدرت كتابها آنذاك "التاريخ الحي" Living history عام 2003.
على الجانب الآخر قال أعضاء من الحزب الديمقراطي، بأن عائلة "كلينتون" عرفت بكرمها وكثرة تبرعاتها للأعمال الخيرية، مما أثر على ثروتها. عندما سئلت عن فضيحة زوجها الجنسية في فترته الرئاسية الثانية مع الطالبة آنذاك "مونيكا لوينسكي"، أجابت "كلينتون" بأنها كانت فترة عصيبة جعلتها تفكر في الانتحار ولكنها استطاعت تخطى الأمر وتجاوزه. وأضافت "كلينتون" بأن هناك الكثير من التحيز ضد المرأة في عالم السياسة ذاكرة تصريح الرئيس الروسي بوتين عندما قال "من الأفضل عدم خوض النقاش مع امرأة، لكن السيدة "كلينتون" لم تبد من قبل أي لياقة في تعليقاتها"، معتبرة إياه تحيزا ضدها وضد جنسها.
وتصف كلينتون الرئيس الصيني السابق هو جنتاو بأنه رجل "متحفظ"، اما الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد فتقول إنه عبارة عن "طاووس عدواني" .
وتسلط كلينتون، التي زارت 112 بلدا في السنوات الاربع التي قضتها وزيرة للخارجية، على الطرق التي تعاملت معها مع اكثر السياسيين نفوذا في الكثير من المشاكل الدولية المستعصية وعن كيفية تأثر المفاوضات معهم بالعلاقات الشخصية. وتقول كلينتون في مذكراتها "للعامل الشخصي تأثير اكبر في الشؤون الدولية مما يتوقع كثيرون، سلبا وايجابا."
وتكشف كلينتون عن ان واحدة من اصعب العلاقات التي مرت بها كانت مع بوتين، خاصة بعد تدهورها اثر اخفاق سياسة "اعادة التعيير" التي انتهجتها ادارة الرئيس اوباما عندما تولت مقاليد السلطة. وتقول وزيرة الخارجية السابقة في مذكراتها إن بوتين "كان يمتحننا دائما، وكان يحاول دائما دفع الحدود الى الخارج." وتصف كلينتون الرئيس الروسي بأنه "زعيم أوتوقراطي ذو شهوة كبيرة للسلطة والأرض والنفوذ."
اما الرئيس الصيني السابق هو جنتاو، فتقول كلينتون إنه اقل عدائية واكثر تهذيبا وكياسة ولكنه يفتقر الى "الوزن الشخصي" الذي كان يتمتع به اسلافه من امثال دنغ شياو بينغ..وتقول إن هو "اشبه ما يكون برئيس مجلس ادارة متحفظ." وتنتقد كلينتون الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد انتقادا لاذعا، إذ تصفه "بناكر لمحرقة اليهود ومحرض لا يترك فرصة تفوته لإهانة الغرب." وتقول إن احمدي نجاد أشبه ما يكون "بطاووس عدواني يتبختر على خشبة المسرح الدولي"، وبأنه لم يكن راغبا بالانخراط في مفاوضات جدية مع واشنطن حول برنامج بلاده النووي، وهو عناد ساهم في دفع واشنطن الى فرض عقوبات على ايران.
وتقول "كانت فترة ولاية احمدي نجاد الثانية بمثابة كارثة، انهارت خلالها شعبيته داخل ايران".
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إن إعجابها بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ازداد حينما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية.
وتذكر كلينتون في مذكراتها ، أنها التقت أنجيلا، حسبما أشارت إليها، في برلين عام 1994 عندما كانت تخدم في إدارة المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول وكانت كلينتون السيدة الأولى. وتضيف كلينتون في كتابها أن ميركل قدمت إليها "كامرأة شابة يتوقع لها مستقبل كبير"، وبقيت المرأتان على اتصال. وتابعت عندما انتخبت ميركل مستشارة في عام 2005 كان شيئا "يثلج الصدر رؤية أنجيلا وهي تحدث تغييرات كبيرة في أوروبا".
وفي وقت لاحق، عندما التقى الاثنان بينما كانت كلينتون وزيرة للخارجية، كانت ميركل "حاسمة وذكية وواضحة، وكانت دائما ما تقول لي ما يدور في عقلها بالضبط "، حسبما ذكرت كلينتون في الكتاب. وأوضحت أن ميركل كعالمة كانت على دراية بشكل خاص بقضايا مثل تغير المناخ والطاقة النووية.
وقالت كلينتون إنها أمضت الكثير من الوقت في الحديث مع ميركل وغيرها من القادة الأوروبيين خلال الأزمة المالية. وسواء اتفق الناس مع سياساتها النقدية أم لا، " فمن المستحيل ألا تعجب بإرادتها الحديدية". وأضافت كلينتون "غالبية القادة الأجانب أكثر هدوءا في المجالس الخاصة مما هم عليه علنا، إلا ساركوزي"، وقالت "كان يروي أقاويل ويصف قادة أجانب بأنهم لا مبالون، ويصف آخرين بالجنون أو بالإعاقة. وقد يتهم أحد القادة بأنه مدمن مخدرات، وآخر بأنه يملك جيشا لا يعرف القتال، وينعت ثالثا بأنه ينحدر من سلالة طويلة من الوحوش".
وأشارت كلينتون أيضا إلى أن الرئيس الفرنسي السابق كان ينتقد العالم الذكوري جدا للعلاقات الخارجية، موضحة بأنه كان يتساءل بانتظام "لماذا كل الدبلوماسيين الذين يقابلونهم هم مسنون وشعرهم رمادي اللون وكلهم ذكور؟".
ويترافق صدور كتاب كلينتون مع حملة إعلامية كثيفة، كما ستقوم بجولة للترويج له في الولايات المتحدة، إلا أن بعض المراقبين ينظر إلى هذا الأمر على أنه تمهيد لترشح السيدة الأميركية الأولى سابقا إلى البيت الأبيض في العام 2016.
وكان ساركوزي قد التقى بكلينتون في نيويورك في نهاية نيسان/أبريل الماضي، ونشر بعدها صورة من لقائهما على حسابه على موقع تويتر، واصفا المسؤولة الديموقراطية بأنها "صديقة لفرنسا".
تغريدة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي مرحبا بلقاء كلينتون ويقول: "رائع أن ألتقي بك في نيويورك، لدردشة لطيفة وملهمة. نيكولا ساركوزي".
"الواشنطن بوست": برنامج انتخابي
كتب دان بالس: "هل انتم مستعدون لسماع هيلاري كلينتون؟ اذا كان الجواب "لا" عليكم ان تطفئوا أجهزة التلفزيون وتمتنعوا عن قراءة الجرائد وعن استخدام الأنترنت واستخدام التويتر أو الفايسبوك وتبتعدوا عن المكتبات. ولكن على رغم هذا كله سيكون من الصعب عليكم تجنب سماع وزيرة الخارجية السابقة والسيدة الأولى السابقة. فيوم الثلاثاء (امس) سيطلق كتاب هيلاري رودهام كلينتون "الخيارات الصعبة" الذي سيشكل على الأرجح بداية حملتها الرئاسية. إن كتاب كلينتون هو بمثابة سيرة منهجية للتحديات التي واجهتها خلال سني توليها منصبها... تتساءل كلينتون في كتابها عما اذا كانت تنوي الترشح للرئاسة سنة 2016، وتقول إنها لم تقرر بعد وينتهي الكتاب بالعبارة الآتية: قريباً سيحين الوقت لخيار صعب جديد. وفي الواقع من الصعب أن تجد شخصاً على صلة بكلينتون لا يصدق انها لن تكون مرشحة للرئاسة".
"النيويورك تايمس": لا خيار آخر
كتب روس دوثات: "المقتطفات التي نشرتها الصحف من كتاب مذكرات هيلاري كلينتون تشبه الى حد بعيد برنامجاً للترشح للانتخابات الرئاسية...
قد تشكل هيلاري الأمل الوحيد للرئاسة، فهي تخوض ترشيحها داخل الحزب الديموقراطي انطلاقاً من تجربتها في وزارة الخارجية وهي تتقدم غيرها من المرشحين الديموقراطيين، كما تتقدم أي مرشح من الجمهوريين بنحو 10 نقاط، واذا تابعت طريقها هذه حتى 2016، فأنها ستنجح في تقطيع هذا الوقت من دون الإساءة إلى صورتها الحالية".
"الموند": كلينتون تستعد
"الكلام الذي قاله باراك أوباما في نهاية الشهر الماضي من ان هيلاري كلينتون تشكل مرشحة ناجحة لمنصب الرئاسة، زاد جدية احتمالات تقديم هيلاري ترشيحها للرئاسة الأميركية في 2016... ومنذ أيلول 2013 تشير الصحف الأميركية الى ان كلينتون تتصدر قائمة المرشحين للرئاسة حتى المرشحين الجمهوريين المحتملين... وصدور كتابها في 10 حزيران سيشكل نقطة مهمة. ففي رأي عدد من المحللين ان الكتاب يفسر لماذا تستطيع هيلاري كلينتون ان تكون الرئيسة المقبلة. كما ان صدور الكتاب سيشكل الانطلاقة شبه الرسمية لحملتها الرئاسية، وخصوصاً في ظل الحملة الاعلامية الأميركية الكبيرة التي ستترافق مع صدور الكتاب".