عبدالقادر البراك يتمتع الاستاذ هلال ناجي، بطاقات قلما تهيأت للسابقين واللاحقين من المعنيين بالتعقيب على ما يضعه ويحققه الادباء المعاصرون في الوطن العربي، وفي القدرة على تعميم اثاره واخباره على اوسع المجالات والميادين،
فلا يكاد يخلو عدد من مجلة (الكتاب) التي يتولى الاشراف عليها بوصفه الرئيس لاتحاد جمعية المؤلفين والكتاب من مقال له وعنه وعن اخبار خاصة وعامة لما يمارسه من نشاطات، ولايكاد عدد من مجلة عربية يتخلف عن نشر الكثير الوفير من انبائه واخباره وفي الحق فان قدرته الاعلامية تتسع لتغطية اخبار بلد بكامله، وليس اخبار شخص واحد كما يفعل في الوقت الحاضر!. وكثير من تعقيبات الاستاذ وتعليقاته، تتسم بالمجاملة احيانا، وبالغلظة، والشدة احيانا اخرى تبعا لعلاقة ذوي الاثار التي يتعرض لها بشخصه وبادوارهم في دعم مخططاته ومشاريعه ومن هذا التفاوت في (اسلوب الكتابة) فقدت هذه التعقيبات ماكان يجب ان تناله من الثقة الكاملة، وطلب المزيد ولو تصدى بعض ذوي هذه الاثار للرد عليه بما يدحض مؤاخذاته، لما استمر فيما دأب عليه ولاتجرأ –وهو الجريء- على ان يدعو جميع اساتذة الجامعات العراقية الى عدم تقديم اثارهم وتحقيقاتهم الى الطبع والنشر قبل عرضها عليه لتستكمل ما لايمكن ان تستكمله قبل ان ينفخ عليها (الاستاذ) من انفاسه! وهذه – كما لايخفى- دعوى عريضة وعدوان مرفوض ماكان ينبغي سكوت هؤلاء الاساتيذ عليه الا اذا اعتبرنا سكوتهم في معرض الحاجة بان كما يقول علماء القانون. ولقد كان يهون امر الصديق العزيز الاستاذ هلال ناجي لو قصر نقوده على انداده من الباحثين الاحياء، لانه اقدر على هؤلاء من غيرهم، وان فيهم من يستطيع لو شاء، الذياد عن نفسه، ورد العدوان الواقع عليه بمثله، ولكنه تجاوز هؤلاء الانداد الى من هم اعلى مكانة، وارفع شأنا في مجالات البحث والتأليف والتوجيه والتسديد دون ان يشفع لبعض هؤلاء ارتحالهم الى عالم البقاء منذ زمن طويل، وانه سكت عن نقد اثارهم في وقتها، وعندما كانوا في هذا العالم، عالم الفناء، وكان في الطليعة ممن شملهم بما يمارس من (النقد) العلامة الكبير والفقيد المأسوف العلمية والادبية، قبل الاوساط الوطنية،، على انه قد ادى رسالته كاملة، في مجالات البحث العلمي والادبي والتاريخي- على قدر استطاعته وان مايحسب عليه من هنات هينات، لايمكن ان ينال من مقامه الرفيع ولايمكن ان يبعث الجرأة في بعض اعضاء الاسرة العلمية والادبية، لتوجيه النقد الحاد والكلمات الجارجة التي وجهها اليه الاستاذ هلال ناجي في محاضراته التي شرع باعدادها منذ اكثر من سنة عن الكتاب الذي اودع فيه معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية محاضرات المرحوم الشبيبي التي القاها على طلبة هذا المعهد عن (ادب المغاربة والاندلسيين) وهي محاضرات اعدها لتحيط الطلاب ببعض مايجب ان يقفوا عليه من هذا الادب لا ان يتخذوه مادة درس اساسية، او حقائق علمية، او تأريخية لاتقبل الدحض او الانتقاد، ومن شأن مثل هذه المحاضرات ان يعقب عليها حال صدورها وفي حالة استمرار ملقيها على قيد الحياة بمقالات ودراسات قد تحمل صاحبها على الرجوع عما ارتأى، وعما توصل اليه من نتائج. اما ان يتوفر الاستاذ هلال على محاضرات الشبيبي بعد ان مر على القائها زمن طويل يوشك ان يصل الى عقدين من السنين، لينقدها بالاسلوب الجارح الذي انتقدها به دون ان تصده عن ذلك مكانة هذا الرجل ولا فضله على الاجيال الطالعة ودون تقدير لان العدوان على رجل فارق دنيانا منذ زمن طويل يخالف المروءة ويجانف قواعد الادب والنقد والذوق فذلك ما كنا نعيذ الاستاذ هلال منه! وما كنا ننتظر من اعضاء الاتحاد ان يستنكروه ويستفظعوه بل ماكنا ننتظر من بعض شهود (المهرجان) الذي تمت فيه عملية الثلب والتجريح والتعقيب عليه بما يلزم. اما وقد خاب الظن في كل ذلك فقد رأيت من اللازم على ان اتصدى للاستاذ هلال ناجي فاجابهه بحقيقة الانطباع الذي خلفته في نفوس الصفوة الطيبة من ادباء البلد حملته الظالمة على الشيخ الشبيبي، وان اتصدى للدفاع عن المثل والقيم الاخلاقية التي يجب ان يحرص عليها الادباء والنقاد في هذا البلد وغيره من بلداننا العربية، وليس قصدي من كل ذلك للدفاع عن الشبيبي فان الحق عندي اعز عليّ من هذا الرجل الكبير، ولان ماناله من حملات ظالمة في حياته وبعد وفاته لايمكن ان تنال منه منالا.. ولا يسعني وانا انتظر نشر مقالة الاستاذ هلال ناجي لاعقب عليها الاّ ان اتوجه للشبيبي في قبره بقول المتنبي: فدتك نفوس الحاسدين فإنها معذبة في حضرة ومغيب وفي تعب من يحجب الشمس ضوءها ويجهد ان يأتي لها بضريب مجلة الف باء1972
دفـــــــــــــاع عـــن العـلامــة الشبـيبــي
نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 04:13 م