من يسمع اسم "بوابة العراق " يتبادر الى ذهنه بان المراكز الحدودية العراقية الشرقية والغربية والجنوبية ،اصبحت في وضع متطور، تلبي متطلبات الراحة للمسافرين ، وتنجز اجراءات الدخول والخروج بدقائق ، وسط عبارات الترحيب وطيب الاقامة في البلد الآمن المستقر، وابتسامات عريضة ارتسمت على وجوه رجال الامن ، "بوابة العراق " اسم شركة طيران اسطولها يضم طائرات صغيرة سعة 20 راكبا ، يمتلكها ابن مسؤول في الحكومة ، فحصلت الشركة على امتيازات الخدمة المجانية وكذلك الوقود من المطارات العراقية ، لان صاحبها يقدم خدمة وطنية كبيرة ، بتأجير طائراته الى المسؤولين والقادة السياسيين ، لنقلهم الى مطارات عواصم دول خارجية ، ثم العودة بهم منصورين غانمين محققين انجازات كبيرة في تطوير علاقات العراق بدول الجوار ، ومساعدتهم على الهروب عندما تضطرب الاوضاع .
كفل القانون العراقي لاي شخص القيام باي نشاط اقتصادي ، سواء بفتح المولات وتأسيس شركات النقل البرية والجوية والبحرية ، وبامكان الاشخاص خوض هذا النشاط بحرية بموجب ضوابط حددها القانون ، الذي يقف دائما على مسافة واحدة امام الجميع ، فابن زاير موحان يستطيع ان يؤسس شركة طيران لنقل المسافرين ،بوصفه يمتلك الخبرة المكتسبة من عمله عندما كان نائب ضابط في القوة الجوية بالجيش العراقي المنحل، ولا توجد موانع تعرقل رغبة ابن الزاير في تأسيس شركته ، ولكن توجد عقبات كثيرة تقف عائقا امام تحقيق رغبته من ابرزها عدم توفر رأس المال ، فضلا عن ذلك امكانياته المادية ضعيفة لا تساعده على شراء "ستوتة" .
ابن الزاير، فاتح اباه في احد الايام لمساعدته في شراء "سايبا" ليعمل سائق سيارة اجرة ، بدعوة افراد العشيرة الى جمع المبلغ ثم اعادته الى اصحابه من وارد العمل ، والفكرة لم تعجب الاب ، وقال انه لا يستطيع شراء "فتيلة فانوس" ولا يريد تكليف الاقارب للدخول في مشروع تجاري معرض للانهيار في اية لحظة ، العلاقة بين فتيلة موحان و"بوابة العراق " تتمثل باستعانة الابناء بالآباء في تحقيق المشاريع التجارية ، وعلى الرغم من الفارق الشاسع والكبير بين الاثنين يبقى توفر رأس المال هو العامل الاهم في ولادة مشروع انشاء شركة طيران او شراء سيارة "سايبا" ايرانية الصنع بالتقسيط المريح .
زاير موحان ذو الدخل المحدود ، لم يطرأ اي متغير على اوضاعه الاقتصادية ، بل زادت عليه الاعباء والهموم ، والنفقات ، وأحلامه في تطوير اوضاعه المعيشية تبددت ، منذ ادرك بان المناضلين الجدد من الساسة والمسؤولين ، انصب اهتمامهم على مضاعفة ثرواتهم ، بحصولهم على صلاحيات تمنح الابناء تأسيس شركات استيراد البيرة الإسلامية والسجائر ، والاجهزة الكهربائية الصينية ، ومفردات البطاقة التمونية لصالح وزارة التجارة .
كيف استطاع ابن المسؤول تأسيس شركة طيران ، وأبوه قبل الغزو الاميركي للعراق لم يكن قادرا على شراء "فتيلة" لفانوس الصريفة الواقعة في منطقة حدودية قريبة من بوابة العراق الشرقية .
فتيلة ابن المسؤول
[post-views]
نشر في: 13 يونيو, 2014: 09:01 م