القرضاوي المتلبس بالتحريض وقطر المشتبهة بالتمويل والتسليح فخري كريم دون تأخير، طلع القرضاوي، الممسوس باللوثة الطائفية، والمشتبه به سياسياً، ليعلن التعبئة " السنيّة " ودعم المجاهدين الذين سجلوا " مأثرة الموصل " وتأمي
القرضاوي المتلبس بالتحريض وقطر المشتبهة بالتمويل والتسليح
فخري كريم
دون تأخير، طلع القرضاوي، الممسوس باللوثة الطائفية، والمشتبه به سياسياً، ليعلن التعبئة " السنيّة " ودعم المجاهدين الذين سجلوا " مأثرة الموصل " وتأمين الزحف على " معاقل المجوس الصفويين "! والقرضاوي بات معروفاً بصفته الواجهة المذهبية والسياسية لشيوخ قطر، هذه الدولة النانوية، المتخمة بترليونات الغاز، المورد الرئيس للجزيرة، وهي أموال يبددها الشيوخ في ملاهيهم وملاعبهم السياسية، يتألقون فيها بلعبة " الفيل والفار " كلما اختلوا الى محارمهم، ليُظهروا "عظمتهم" التي تغيّبها "قزامة" الدولة المتباهية بالثـروة، خلافاً لأية مقوماتٍ أخرى.
والقرضاوي، لا يمكن القول انه يمثل الطائفة السُنية، ربما باستثناء الضالعين في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والموالين لهم من اتباع التنظيمات المتطرفة المعزولة عن المجتمعات السُنية اليقظة إزاء نشاطات الأطر المتطرفة. وهو ليس بمؤثر على سُنَّة العراق دون شك، سوى من تشبّه بداعش والضاري والجيش الإسلامي، وقد يطيب لعزة الدوري المحتقن بالجهالة والأحقاد، أن يركب تيار القرضاوي ولو لغرض في نفسه لن يتحقق له مهما تفنن في التحالف مع شذّاذ الآفاق من أمثال بقايا حزبه ونظامه وطريقته النقشبندية المنحرفة.
لكن من الضروري، تحديد هوية القرضاوي ومِن ورائه مشايخ قطر، وأفعاله التي حمل أثقالها، ومواقع فعله، لمعرفة مدى علاقة القرضاوي وتياره " الاسلاموي " بالمسلمين عامة والطائفة السُنية على وجه الخصوص، وبأيها يستطيع التأثير والتعبئة في الأوساط التي يتوجه اليها مذهبياً وسياسياً....
( ٢ )
ولمعرفة ذلك، ينبغي الانطلاق من مصر، حاضنة الأزهر، والمركز الرئيس لجماعة الإخوان المسلمين التي يتولى القرضاوي قيادة التنظيم الدولي لهم. وقد أراد الشيخ القرضاوي، الإجهاز على الدولة المصرية العميقة، وتدمير نسيج المجتمع المصري ووحدته، وهو مجتمع " سُني " والدولة فيه " سُنيّة " لا شائبة مذهبية عليها. ورغم مليارات الدولارات التي وضعتها مشيخة قطر تحت تصرف إخوان مصر وتنظيمهم الدولي، ورغم كل ما أراد أن يفعله القرضاوي من تعبئة وتحريض ذميم على المجتمع السنّي، والقوات المسلحة المصرية السنّية، فإنه ومشيخة قطر خرجوا من ساحة مصر، وقد حمل الشيخ اكثر من لقبٍ لا يشرف من يضع عمامة على رأسه، وكذلك انطوت المشيخة القطرية على فشلها، بعد أن ووجهت بعزلة خليجية وما تستحق من تقييم الشعب المصري.
وتجربة مصر الإخوانية، ودور قطر التخريبي، ومهمة القرضاوي، تعكس بوضوح، أن المهام الموكلة لهم، هي أكبر من
" هَمٍ مذهبي " معزول، أو جهدٍ لنصرة السُنة. وكيف لها ان تلعب هذا الدور، في دولة سُنية المجتمع والهوية الإسلامية..؟
( ٣ )
وفي تزامن ملفت مع انبعاث الربيع العربي، الذي أُريد له الانكسار، تحركت الآلة الإعلامية والسياسية والمالية القطرية، يصاحبها أو يتقدمها الشيخ القرضاوي، لتستغل اللحظة المفاجئة والفراغ السياسي - التنظيمي، الذي خلفته الأنظمة الشمولية المستبدة، لتخرّب ساحات الاعتصامات والانتفاضات الجماهيرية الناهضة بلا قياداتٍ مجربة سياسياً وتعبوياً، وتدفعها بكل الوسائل، موظفة كل ما لديها من قوة المال والسلاح والإعلام والطابور الخامس الى أحضان جماعة الإخوان والتنظيمات السلفية والجهادية، وتحول بذلك دون بناء أنظمة ديمقراطية مدنية بديلة .
ولم تكن بين هذه الدول، ولا دولة واحدة يحكمها " الشيعة " أو "الصفويون المجوس"، كما يحلو لهم القول. بل كلها تتبع المذاهب السنيّة، تونس، ليبيا، اليمن، مصر، إلّا سورية التي تتبع المذهب السُني، ويحكمها العلويون.
وقد اسفر التدخل القطري، وشيخه، عن كوارث في كلٍ من هذه البلدان، إذ تحولت بعضها الى ساحات قتال بين الميليشيات التي مولتها وسلحتها المشيخة، وحاولت فرض قياداتها أينما أمكن قدر رخاوة وفساد قياداتها، واستعدادها للاستسلام لمشيئة هذه الدويلة المارقة.
مصر، انتصرت بشعبها، وتونس استطاعت بوعي حركتها الجماهيرية، وحكمة القيادات المقررة، أن تعبر الى حدٍ ما بوابة المتأسلمين، وعصابات القاعدة والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعليها أن تخطو خطوات أخرى، لتضع نفسها على طريق الديمقراطية والمجتمع المدني.
اليمن، تحبو على الطريق، وتضيع من قيادتها معالم الطريق احياناً، لكن فيها قوى وأحزاباً تمتلك وعياً متقدماً ومراساً سياسياً ورصيد تجربة غنية، تساعدها على أن تعيد البلاد، ولو عبر خسائر وتضحيات، الى شاطئ الأمان.
وفي ليبيا، تلتم القوى المدنية الواعية على نفسها، وتتحرك بما يؤمّن لها حرية الحراك، لمواجهة تحديات التنظيمات الإرهابية والمتطرفين، وبناء إطار وطني واسع يجنب البلاد الغوص في أوحال الحرب الأهلية، والانقسامات العشائرية والجهوية، وبناء دولة المواطن المدنية الديمقراطية.
( ٤ )
تبقى سورية.. وفيها انطلق حراكٌ شعبيٌ، كان شعاره وبرنامجه، إجراء اصلاحات جذرية في بنية النظام الشمولي الفردي، ووضع البلاد على طريق يفضي في نهاية المطاف الى نظامٍ ديمقراطي تعددي تداولي. فمن أين جاءت " النصرة " ومن مول آلاف "الجهاديين" من الأفغان العرب وغيرهم، وكيف تضخمت التنظيمات المتطرفة المتأسلمة، ومن كان وراء تسليحها بالمال والسلاح والدعوة للجهاد المذهبي، ضد " الصفويين " ، ثم دفعهم ليصبحوا قوة حرب لمقاتلة الفصائل التي لا تستجيب للنهج الطائفي والتكفيري..؟
ليس في ذلك سر : انها قطر، والشيخ القرضاوي، مدعومة بالقاعدة وأشياعها.
نعم تورطت تركيا دون ان تنتبه ان في ذلك ما يرتد عليها، ويضعها في مرمى نيران كثيرة.
ونعم ايضاً، ان دولاً خليجية، غير قطر، تورطت هي الأخرى، متغافلة عن أن الأفغان العرب حولوا بنادقهم من كتفٍ الى كتف، بعد ان وجدوا انفسهم في مواجهة أنظمة تقع بين " البينين " من وجهة نظر هؤلاء الجهاديين الملوثين. فلا راية الإسلام تخفق في ظلها، ولا للشرك فيها من معالم!
وقد انتهت تضحيات الشعب السوري، وخراب سورية ودمارها، الى متاهة لا احد يعرف كيف الخروج منها.
( ٥ )
وفي كل هذه البلدان ليس من خاسر، سوى شعوب مغلوبة على أمرها، دُمرت آمالها في العيش الآمن، وفي ظل نظامٍ ديمقراطي، ومساحة مفتوحة على مستقبلٍ أفضل ..
إذن من المستفيد من هذا التجييش المتطرف الاسلاموي، الممول، والموجه سياسياً وفكرياً وعسكرياً ..؟
( ٦ )
وكيف انتهت داعش الى درجة ان تصبح قوة تذكر، لدى الدولة الأعظم في العالم، تجعلها تقول بأن عليها أن تنتبه الى أمنها القومي المهدد، من هذا التنظيم، وتبقى يقظة من " تسرب الإرهاب " الى معاقلها، وقد يضرب مصالحها، وينوش خطوط إمداداتها من الطاقة ..؟
كيف لم تنتبه الولايات المتحدة، الى أن الأوضاع الأمنية والعسكرية في العراق على درجة من الهشاشة والتفكك، بحيث انها غير قادرة على صد بضعة مئات من المتطرفين عن ثاني اكبر مدينة عراقية ..؟
ولماذا لم ينتبه الرئيس الى أن الخطر يتطلب "نصيحة صريحة" غير خجولة منه مباشرة في اتصال هاتفي، او زيارة ميدانية لنائبه جون بايدن أو رسالة "سهلة الفهم" بالمعايير الدبلوماسية مع السفير الاميركي، مصحوباً بالمبعوث الرئاسي المعروف لدى القيادات العراقية، محتواها أن استمرار الأمور على ما هي عليه منذ ولايتين عفا عليه الزمن؟!
لماذا انتبهت القيادة الأميركية لخطورة الوضع بعد سقوط الموصل، وهي تعرف حق المعرفة بالوجود الكثيف لضباط الحرس الجمهوري السابق، وقادة البعث، وتنظيمات النقشبندية، وعصابات داعش والقاعدة، وخلاياهم النائمة في المؤسسة العسكرية والأمنية ومرافق الدولة الحساسة ..؟
( ٧ )
في الموصل الآن تنظيمات متنافرة العقائد والتوجهات والأطماع السياسية. ومها فعلت، فإنها ستنتهي الى خصام وصراع وقتال .
والبيئة المطلوبة لتحويل هذا الواقع الهش في الموصل، لصالح المصلاويين الذين صاروا رهينة تحت سلاح الإرهاب في المدن والمناطق الاخرى، هي البيئة التي من شأنها في الواقع وليس بالشعارات والدعوات والاهابات، توحيد الصف الوطني العابر للطوائف والهويات الفرعية.
وحُكماً أن هذه البيئة تتعارض تمام التعارض مع الدعوة لتشكيل جيش رديف، او اطلاق الميليشيات المذهبية في الملاحقة والترويع .
وهي بيئة تنفر من العسكرة المجردة. وتتحاضن مع التوجه السياسي والحلول التي تتمخض عنها.
والحل السياسي الملح والمباشر، يتحقق عبر حكومة انقاذٍ وطني تتحدث بلغة العراقيين الوطنية، وتعزل الأوباش من داعش والقاعدة وجماعات الضاري والدوري والنقشبندية والمسلحين المتطرفين أياً كانت ولا ءاتهم .
حكومة مؤقتة مهمتها الأساس إعادة توحيد القوى، على أسس تستجيب لمصالح جميع الأطراف المعبرة عن المكونات الوطنية، بالاستناد الى أحكام الدستور وروحه ومنطلقاته التي تتجاوز الحساسيات والاستقواء بالسلطة الغاشمة .
إن التعبئة الطائفية والأصوات النشاز التي تتناثر في وسائل الإعلام الطائفية الملوثة ، تعمق الأزمة وتغلق أبواب الحل، وتستنفر القوى المضادة .
إن القرضاوي لا يمثل قيمة وأداة تعبئة للسُنّة، بل هو أداة فتنة وتحريض ضد كل دولة ومجتمع عربي.
ومثل هذا القرضاوي يبان له وجه وصوت، حين تتصاعد أصوات أسوأ النماذج الطائفية التي تحرض على الآخر، السُنّي والكردي والشيعي المختلف، كما تفعل فضائيات مسمومة، أو نكراتٍ ممن وجدن ووجدوا في مخلفات وحاويات النظام السابق ..
( 8 )
ربما حان الوقت لرفع دعوى ضد قطر في مجلس الأمن، بعد التحقق من مصدر سلاح داعش، والشبهات تميل الى ان المشيخة هي من اشتراه، من ليبيا وغيرها.
وما هي خطوط المواصلات لنقله..؟
انه سؤال آخر جدير بالإدارة الأميركية التحقق منه.
( 9 )
بدلاً من تكميم وسائل الإعلام، على المعنيين بإنقاذ العراق من الغرق في أتون الحرب الأهلية ومخالب التكفيريين الداعشيين والبعثيين والحثالات الأخرى، وضع المواطنين في صورة ما يجري، فخلافاً لذلك تصبح الإشاعة التي يروجها العدو، بضاعة فعالة سريعة الانتقال...
جميع التعليقات 2
عبد العزيز منور
أنتم لسم جديرين بحكم العراق ، ما دمتم تستنجدون بأمريكا الإمبريالية وإيران الصفوية المجرمة لإنقاذ عروشكم ، وإن كان ذلك ليس بغريب عليكم ما دمتم قد قدمتم إلى العراق على ظهر الدبابة الأمريكية وبمساعدة ملالي طهران المنافقين السفلة ، من حق العراق العظيم وشعبه ا
غازي سلمان
مع كل اتفاقي مع رؤيتك في تعيين مسالك الخلاص والخروج من الازمةالتي تحتدم والتي ينزلق بها السياسيون الى مهاوي الطائفية .. الا انني اختلف معكم حول مايخص تشكيل حكومة انقاذ وطني ،، ولا ادري اذ ربما سبقكم اليها السيد اياد علاوي الغائب عن البرلمان والعراق لسنوات