رغم شحة الأخبار الموثوقة من طرفي النزاع الدائر في العراق اليوم، الا ان هذا الشحيح لا يمنع من الاحتكام للعقل في تمييز الخبر الدغش عن الصحيح. تلوح أمامي مقاربة بين الأيام التي سبقت اجتياح الامريكان للعراق من أجل اسقاط صدام. كان الخلاف في وقتها عن قبول او عدم قبول تدخل اجنبي لتحقيق مطالب شعبية تتلخص في الخلاص من دكتاتور دموي. معارضو صدام انفسهم انقسموا بين موافق ومعارض للتدخل الأجنبي.
اليوم تعاد الصورة عند معارضي المالكي في المناطق السُنية. نعم انهم أصحاب مطالب مشروعة. والف نعم انه قد وقع عليهم حيف وظلم من الحكومة وصل الى حد تفريق تظاهراتهم بقوة السلاح. لكن البعض اليوم لجأوا الى الأجنبي أيضا بينما كانوا يعيبون على أغلب اهل الجنوب وقواهم السياسية عدم الوقوف بوجه الامريكان الذين جاؤوا لإنقاذهم من جرائم البعث وفاشيته.
وأي اجنبي استعانوا به؟ استعانوا بداعش لا غيرها! ياله من خيار خائب ومعيب لا بل ومرعب أيضا. أثورة في ظل داعش يا بعض أهل الانبار والموصل؟ كيف تنتظرون منا، نحن الذين لم تتحكم بنا النوازع الطائفية ولا العرقية ووقفنا بوجه المالكي من اجل مطالبكم المشروعة، ان نقف معكم اليوم حتى لو كان بينكم داعشي واحد. أجننتم انتم؟
يخرج علينا طارق الهاشمي امس ويطلب منا ان نحسب عدد رايات داعش بالموصل ونقارنها بعدد الرايات الأخرى. لو كانت ربع راية داعشية ستمنعنا من التعاطف معكم ولا نفكر بإيجاد ذريعة واحدة تحملنا على ذلك. سيد طارق الهاشمي انت نفسك لا تستطيع دخول الموصل اليوم لأنك تعرف بانهم لن يرحموك. لا لشي ربما لأنك فقط تضع ربطة حول عنقك وتلك في عرف داعش لوحدها تبيح جلدك ثم رجمك حتى الموت. أتدخل الموصل وأنت تعلم بان فيها من يريد تسوية قبور آبائك وأجدادك بالأرض لأنها حرام؟ من يفعل هكذا بالذين تحت الأرض، فلعمري ما الذي سيفعله بالذي او التي تمشي فوقها؟
ثم أية ثورة هذه التي ترفع صور عزة الدوري يا حضرات؟ ان كنتم تريدون ان تأكلوا وتقولوا لأنفسكم عوافي فكلوا الف عافية. لكن إن توقعتم انكم ستكسبون تعاطف عموم الشعب معكم خاصة في الجنوب فاعلموا انه لا احد فيهم يطيق حتى النظر في ملامح وجهه. أتبشرونا بعودة البعث من جديد؟ فال الله ولا فالكم.
لا يمكن لنا تصور سُنّي عراقي مخلص، وما أكثرهم، أن يقبل السير وراء مصاصي الدماء من داعش الا اذا كان مختطفا. ان كانت لديكم ثورة حقا فحرروها من قيد داعش أولا. لا تجهدوا أنفسكم لإقناعنا بحجة ان نسبتهم بينكم 5 او 10 او 30 بالمئة. نقتنع حين تكون النسبة صفر.
لنطهر بيتنا من التتار أولا كي يبقى لنا ولكم امل في الخلاص من كل مستبد يسعى لتكريس دعائم كرسي الدكتاتورية من جديد.
نعرف انها ليست مهمة سهلة لكنها هي البدّ الذي ليس غيره بدّ لمن يريد عراقا حرا يحتضن أهله ويحتضنونه بحب وصدق وأخوة.
قل "داعش" او لا تقل
[post-views]
نشر في: 16 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
عراقي
الاستاذ هاشم العقابي انا احد المتابعين لكتاباتك واعتبر لي حصه بك بقدر ما أتابع مقالاتك استفزني مقالك هذا لما به من مساومات اذا كنا ضد السيد المالكي فقط مجاملة للسنة هذا ظلم للسيد نوري المالكي واذا كان للسنة حقوق يجب ان نساعدهم بدون شرط او مساومة لا يسقط ح
ابو جعفر
أحسنت النشر استاذ هاشم وتصفيق لموقف جريدى المدى بصورة عامة التي ميزت بين معارضة الحكومة وبين الخوف من سقوط الوطن
ياسين كاظم
استاذ كاظم المحترم لايتوفر الانترنت لي بصوره مستمره كوني نازح من الفلوجه وفي باديه النخيب العراقيه ولكن ثق بكل شرف عراقيه وعراقي شريف ان داعش قد قام باحتضانهم احمد ابو ريشه قبل احداث الرمادي في مزرعته وحكومه المالكي على علم بذلك ولكن يبدو انه ضاع علينا ال