قدم لنا الباحث الدكتور عامر صباح المرزوك مجوعة من الكتب المهمة التي أغنت المكتبة المسرحية من تاريخ ودراسة وتوثيق ، حتى جاء كتابه الثامن (الوافي في مصادر دراسة المسرح العراقي) ليوثق كل الروافد التي تصب في مجرى الحياة المسرحية في العراق .جاء مسعى تأليف
قدم لنا الباحث الدكتور عامر صباح المرزوك مجوعة من الكتب المهمة التي أغنت المكتبة المسرحية من تاريخ ودراسة وتوثيق ، حتى جاء كتابه الثامن (الوافي في مصادر دراسة المسرح العراقي) ليوثق كل الروافد التي تصب في مجرى الحياة المسرحية في العراق .
جاء مسعى تأليف هذا الكتاب في ظل وجود تغافل ونقص في المكتبة المسرحية العراقية وعدم التقرب إلى توثيق نتاج المسرح العراقي في بغداد وفي بقية المحافظات ، وهذا التغافل يرجع سببه إلى عدم توافر جهات رسمية تختص بالأرشفة والتوثيق .
إن اهمية هذا الكتاب تكمن في توجيه الباحث عن المسرح العراقي الى ما يصبو اليه من مصادر ومراجع وفق نسق متكامل صائب لا يخلو من المتاهات والتدرجات التي لابد ان تندرج ضمن خط سير الباحث ، مؤكدا على ان التوثيق ينمي المعرفة عبر زيادة المعلومات وتراكمها وتبويبها ، لا سيما وان التوثيق ينمي القدرة على التعامل مع البحث العلمي اضافة الى انه ينمي العقلية العلمية وروح البحث ، وان المؤلف هنا لم يقدم كتابه هذا كوسيلة للبحث فقط ، بل كواجهة وصورة تعكس مدى أهمية المسرح العراقي كائن مستقل عن المسرح العربي في نتاجه الموثق والعملي.
جاء الكتاب ليوثق الكتب والمجلات والمقالات والرسائل والأطاريح التي تناولت المسرح العراقي منذ اول منتج خطي كتب عن المسرح العراقي متوقفا الى نهاية عام 2010 متبعا التدرج في المؤلفات على وفق الحروف الابجدية وليس التسلسل الزمني ، وهذا من شأنه ان يساعد الباحث بصورة اكثر وضوحا في عملية بحثه موضحا فيها ان الكتب التي ادرجها ضمن مؤلفه هي الكتب التي تناولت المسرح العراقي بكاملها او قد تضمنت فصولها شيئا منه ، كما انفتح المؤلف على الكتب العربية التي ضمت داخلها حيزا للمسرح العراقي .
اما فيما يخص الرسائل والأطاريح فقد ذكر المؤلف الرسائل والاطاريح التي ورد في عنوانها نص صريح باسم (المسرح العراقي) وقد استبعد المؤلف الرسائل والاطاريح التي كان المسرح العراقي فيها ضمنيا في البحث ، وبخصوص المقالات والمجلات فيوضح لنا المؤلف انه قد انفتح على ذكر جميع المجلات التي ذكرت المسرح العراقي مستبعدا المقالات التي وردت دون ذكر اسم كاتبها ، كما استبعد الصحف والنشرات على ان يصدرها في كتاب مستقل فيما بعد .
ومن الجدير بالذكر ان المؤلف في هذا الكتاب قد تناول النتاج المسرحي الكردي والتركماني المكتوب باللغة العربية وهي خطوة نجدها مميزة ومبادرة مهمة في جعل المسرح الكردي جزءا لا يتجزأ من المسرح العراقي برمته ، وفي ختام كتابه يدرج لنا المؤلف جدول بأسماء المجلات التي تناولت المسرح العراقي .
وهكذا نجد ان المؤلف قد انتبه الى ان هناك حاجة ماسة لترتيب هذا النتاج الهائل من الفكر اضافة الى ان عملية التوثيق هي عملية مهمة لحفظ حقوق المؤلفين بالدرجة الأساس ، والمؤلف هنا أراد ان ينشر ويحفظ ويعمم كون ان هناك تغافلا ونقصا في المكتبة المسرحية العراقية لتوثيق النتاج المسرحي في عموم البلاد.
واخيرا لا يسعني في قراءتي هذه إلا أن أقول : ان تقلب صفحات كتاب بأناملك فأنت قد أعطيت لتلك الأنامل معرفة لا تقل أهمية عن معرفة العقل ، وما قولي هذا الا دعوة لقراءة هذا المنجز المهم والذي لا غنى للباحث عن المسرح العراقي عنه وللمؤلف منا جزيل الامتنان لما قدمه ويقدمه للمسرح العراقي.