ضيفت جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجها الأسبوعي ليوم الخميس الدكتور صالح زامل في ندوة بعنوان "المقاومة والإنسان في السرد القصصي لدى المبدع غسان كنفاني" وقد أوضح مقدم الجلسة الدكتور عبد جاسم الساعدي ان العلاقة التي كانت تربط كنفاني بالمقاومة تكمن في أ
ضيفت جمعية الثقافة للجميع وضمن منهاجها الأسبوعي ليوم الخميس الدكتور صالح زامل في ندوة بعنوان "المقاومة والإنسان في السرد القصصي لدى المبدع غسان كنفاني" وقد أوضح مقدم الجلسة الدكتور عبد جاسم الساعدي ان العلاقة التي كانت تربط كنفاني بالمقاومة تكمن في أدب القضية الفلسطينية، فهو أول من نادى بأدب المقاومة حاملاً معه الجرج الفلسطيني. مبيناً ان غسان كنفاني كان قائدا سياسيا، وتحرك بحيوية ونشاط في حياته الأدبية والثقافية متنقلاً ما بين الكويت ولبنان، وانتمى بوقت مبكر الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكانت له علاقة مميزة مع جورج حبش، حتى تم استهدافه من قبل الموساد الاسرائيلي عام 1973في بيروت تاركاً لنا ارثاً أدبياً وطنياً يحكي للأجيال معاني الجهاد والتضحية وأهمية مقاومة المحتل. ومن عناوين كتبه: "عائد الى حيفا" و"أرض البرتقال الحزين" و "موت السرير رقم 12" و "رجال في الشمس" و"ماتبقى لكم" وهو بذلك يمثل رمزاً من رموز أدب المقاومة العربية. وبعد هذه المقدمة رحب الساعدي بالضيف قائلاً: يسرنا ان يكون بيننا الناقد الدكتور صالح زامل الذي استجاب لدعوتنا للحديث عن غسان كنفاني.
من جانبه أشار زامل الى ان الذاكرة تعود حزينة الى الخامس من حزيران لما تعرض له الشعب الفلسطيني بعد ما آلت بنا الأمور الى هذه النهاية. واصفاً كنفاني بالشخصية الأدبية المهمة الى جانب محمود درويش وتوفيق زياد وأميل حبيبي وغيرهم العشرات من الكتاب والشعراء الفلسطينيين الذي حاولوا بقدر ما يستطيعون ان يحتووا القضية الفلسطينية في منجزاتهم الأدبية، لكن غسان كنفاني الذي ولد عام 1936 في عكا وتوفي عام 1972 في بيروت نهج تجربة محمولة على الأبداع والتجلي في المجالين السياسي والأدبي اضافة الى الفن المسرحي كذلك. موضحاً: ان تجربته الروائية خلال فترة الستينات في روايتي "رجال في الشمس" و"ماتبقى لكم" كانت من انضج التجارب على المستوى الرواية العربية، فهو يعد من اهم كتاب السرد وبالتحديد في الرواية المتعددة الأصوات والتي تميز بها. وقال: أتمنى ان اقف عند نقد غسان كنفاني وما كتبه في هذا المجال. مبيناً انه كتب ثلاثة أعمال نقدية، الأول بعنوان "أدب المقاومة في الداخل" والثاني "أدب المقاومة في الخارج" اما في كتابه الثالث فعمل على الأدب الصهيوني على اعتبار ان الصراع مع اسرائيل هو صراع سياسي. وهو بذلك نقل الصراع بصيغة أخرى من خلال فحص الأدب الصهيوني، وخرج بحصيلة هي تأليفه لكتاب بعنوان "قمة الأدب الصهيوني" ويتألف من ثمانية فصول، وكل فصل منه يعنى بقضية معينة، ومن أهم القضايا التي تناولها في كتابه هي ما يتعلق باللغة العبرية. وكيف تحولت من لغة دينية الى لغة قومية، وتابع: كان طموح الصهيونية ان تكون لها لغة خاصة بها، لأن أية قومية ليست لها لغة لا تعد قومية. لذا عملت الصهيونية على تحويل التراتيل والشعائر في الدين اليهودي الى لغة قومية.