TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أحمد أبو ريشة والكرد العراقيون

أحمد أبو ريشة والكرد العراقيون

نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 04:57 م

طارق كاريزي في لقاء نشرته "الشرق الأوسط" في عددها 11311 بتأريخ 16/11/2009 هاجم السيد أحمد أبو ريشة رئيس الصحوات في العراق الكرد العراقيين وفتح عليهم جبهة حرب كلامية ساخنة. تباري القوى والشخصيات السياسية في مضمار الحملات الانتخابية وما يتبعها من تصاعد حماها،
 أمور مفهومة وتؤخذ ضمن إطارها وينظر اليها حسب قواعد اللعبة الانتخابية، وكل هذه الأمور تؤكد أسس و مبادئ وحيثيات ثابتة وأعرافاً معروفة، وأما أن يتم اتخاذ الدعايات الانتخابية كستار للتهجم على شعب بكامله كالشعب الكردي الذي قدم الكثير من الضحايا في سبيل نيل حقوقه المشروعة، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه. من مفارقات القدر أن الساحة السياسية العراقية باتت كملعب مشرع الأبواب يدخلها كل من هب ودب. وأصبح البعض من دعاة العمل السياسي وحاملي اليافطات العريضة والشعارات الطنانة، يطلون عبر القنوات الإعلامية ويطلقون التصريحات الرنانة التي لا تزيل هماً عن كاهل مواطن ولا توفر خدمة للعراقيين الذين باتوا بأشد الحاجة اليها. السيد أحمد أبو ريشة ضابط في الجيش العراقي السابق، يبدو أن ثقافته العسكرية هي المسيطرة على تفكيره ورؤيته للحياة. وأكثر من ذلك فهو مازال تحت تأثيرات الفكر الشوفيني الضيق للنظام الدكتاتوري السابق الذي جلب للعراق والعراقيين الكوارث والويلات. وهذه الأقوال ليست تهماّ أطلقها بل حقائق عبر عنها أبو ريشة علانية ودون تردد. ولعل في مراجعتنا لأقواله وتصريحاته التي نشرتها "الشرق الأوسط"، يتبين لنا الأفق السياسي الضيق والتوجهات الخطيرة التي يتبناها هو وأمثاله ممن جادت بهم الظروف وقادتهم اللعبة السياسية للدخول في معترك السياسة، فيما يبدو أنهم غير ملمين بأبجدياتها. نحن على قناعة تامة بأن مصالح العراقيين لا تتقاطع بل تتكامل مع بعضها البعض. واستخدام سياسية العنف والإكراه ولي الأذرع، والتي مارسته الحكومات العراقية المتعاقبة وأثبتت لا جدواها وفشلها الذريع والهجوم الأهوج الذي قام به أبو ريشة سيطول سيئاته هو ومن هم على شاكلته من ذوي التفكير الضيق وانعدام البصيرة، فالشعب الكردي قد واجه بكل شجاعة ومروءة العشرات من أمثاله ومن هم في أعلى المواقع السياسية والسلطوية، وظل يقارع العتاة والمتعصبين وكل من يود التجاوز على حرماته، بدءاّ من الانكليز والحكومة الملكية مرورا بحكم العارفين و فترتي حكم البعث. الكرد لا طمع لهم بأراضي غيرهم، وقد عانوا دوماّ ظلم وقهر السلطات. فالحكومات العراقية المتعاقبة هي التي هجرت الكرد ونفذت حملات الأنفال وضربت المدنيين الكرد بالغازات الكيمياوية المحرمة دولياّ، فيما ينبري السيد أحمد أبو ريشة ليدافع عن منفذي الأنفال، أنه يعتبر وزير الدفاع في النظام السابق (هاشم سلطان) "وطنياً خدم العراق بكل صدق"، هذا يعني أن حملات إبادة الكرد وباقي العراقيين ودفنهم في المقابر الجماعية، كان عملاّ وطنياّ وخدمة صادقة ومخلصة للعراق! أي منطق هذا، وما مدى المعقولية فيه؟ التصريحات التي أدلى بها أبو ريشة لـ"الشرق الأوسط" تنم عن السطحية وعدم الإلمام بسوابق الأمور وتواليها. فهو ينطلق من خلفية فكر طائفي وعنصري ويقسم العراقيين على أسس مذهبية وعرقية، فهو يقول"الأكراد استفادوا من الصراع السني الشيعي لصالحهم، فمنذ الستينيات هم ضد العراق الموحد.." وهو يعاتب الكرد كونهم لم يشاركوا في الحرب ضد إيران. الحقائق الموثقة تقول أن الكرد (سكان ولاية الموصل) هم الذين اختاروا الانضمام الى العراق الموحد عوضاّ عن تركيا الحديثة التي تأسست على أنقاض الإمبراطورية العثمانية. وانضمامهم الى المملكة العراقية التي أسقطها الزعيم عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية، كان على أساس ضمان حقوقهم القومية ضمن العراق الحديث. وقبل أن يثبّت القاسم الشراكة العربية الكردية في الوطن العراقي، اضطر الكرد لمقارعة الحكومات العراقية المتعاقبة التي تنكرت للحقوق الكردية وعاملت الشعب الكردي بالحديد و النار. والكرد كانوا السابقين في الدفاع عن وطنهم كردستان من خلال مواجهتهم القوات البريطانية في موقعة دربندبازيان الشهيرة بين كركوك و السليمانية عام 1919. وهذا قاد الأمور بأن يقوم البريطانيون بإسناد القوات الملكية العراقية في سعيها لإخماد الثورات الكردية المتتالية ضد الإنكار الذي واجهته الحقوق والمطالب الكردية. ومن الغريب أنه يلقي أبو ريشة بطارف من مسؤولية الصراع الطائفي في البلد على كاهل الكرد وهم منه براء. فهو يقول بحق الكرد أنهم يستغلون"ظرف صعب نمر به."ويتطاول على الدستور والنظام السياسي الجديد في العراق ويعتبر وجود"إقليم وحكومة وميزانية 17% من مجمل التخصيص العام" منة على الكرد، وكأنهم غرباء دخلوا البلد في غفلة من الزمان. تصريحه هذا يدل على أن الدستور والنظام الفدرالي الذي أقر بعد سقوط الدكتاتورية في وادٍ والسيد أبا ريشة في وادٍ آخر. "الأكراد يطالبوننا اليوم بكركوك"، هكذا يقول أبو ريشة. والحقيقة أن الكرد يطالبون بممارسة حقوقهم ضمن أطار إقليمهم الجغرافي والتاريخي. الحكومات العراقية المتعاقبة هي التي تنكرت للحق الكردي. والنظام الدكتات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram