صارت لدينا الآن أربعة سيناريوهات أو نظريات لـ"المؤامرة" التي أخرجت في غضون أربع وعشرين ساعة نحو ثلث مساحة البلاد من سيطرة الدولة واضعة إياها في أيدي تنظيم (داعش) الارهابي وجماعات مسلحة أخرى تجمع ما بينها مناهضة العملية السياسية الساعية بصعوبة بالغة الى تأسيس نظام ديمقراطي فيدرالي.
أول هذه السيناريوهات او النظريات يقول ان اجتياح مدينة الموصل ومحافظتها ثم مدينة تكريت ومحافظتها ومناطق من محافظتي كركوك وديالى، من دون أي مقاومة من القوات العسكرية والامنية المحلية والاتحادية، كان ثمرة "مؤامرة" مُدبرة سلفاً بين رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي وشقيقة محافظ نينوى أثيل النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
السيناريو الثاني يُوسّع نطاق الحلف المُفترض ويمدّه الى ما وراء الحدود الشمالية، فيضم اليه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
السيناريو الثالث يجعل المؤامرة صناعة سعودية قطرية فحسب.
أما السيناريو الرابع فيُخرج من الصورة كل الذين مرّ ذكرهم أعلاه، ويحصرها بجارنا الغربي، سوريا. وبحسب هذا السيناريو فان الاجتياح الداعشي أعدّت له المخابرات السورية منذ مدة، فسلّحت الدواعش ودرّبتهم ثم دفعت بهم الى الأراضي العراقية لإبعادهم عن الأراضي السورية من جهة ولتوريط الولايات المتحدة بهم، فواشنطن ملزمة بالدفاع عن العراق بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، وبهذا يخفف النظام السوري من الضغط الأميركي عليه ومن دعم واشنطن لمعارضيه.
لستُ في معرض تقييم هذه السيناريوهات وتحديد أكثرها ترجيحاً، فقد لا يكون أي منها هو السيناريو الحقيقي. كما ان الأكثر أهمية من تحديد "المتآمرين" بالنسبة لي، هو كيف تمكن "المتآمرون"، أياً كانوا، من تحقيق أهدافهم على هذا النحو الصادم وبكل هذه السرعة الفائقة من دون أن تشمّ لها رائحة أجهزة مخابراتنا، والأدهى من دون أن تقف قواتنا المسلحة التي أنفقنا عليها مئات المليارات لتحمي البلاد وتضمن أمن العباد في وجه القوات الزاحفة لكي تعرقل اندفاعتها ولو لبضع ساعات ريثما يأتي مدد الدعم من مكان آخر، فينحصر وجودها في محافظة نينوى ولا تمتد الى صلاح الدين وكركوك وديالى!
وقبل تشخيص "المتآمرين" يهمّني وسائر العراقيين أن نسمع اعترافاً من القيادة العسكرية والسياسية للقوات المسلحة بأنه كان هناك تقصير، وهو تقصير لا ينحصر بالمؤسسة العسكرية والأمنية وانما يشمل أيضاً المؤسسة السياسية.. هذا الاعتراف مهم للغاية كيما نستعيد تعويلنا على مؤسستنا العسكرية والأمنية وثقتنا بها، وكيما يُدرك "المتآمرون" أننا قد وعينا الدرس وأخذنا العبرة ولا مجال بالتالي لخداعنا واختراق حدودنا وجبهاتنا الداخلية في المستقبل.
مهم جداً جداً ألا يتكرر ما جرى منتصف الأسبوع الماضي بأي شكل من الاشكال.. والاعتراف بالتقصير هو الخطوة الأولى اللازمة لعدم التكرار.
سيناريوهات المؤامرة
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو همس الأسدي
لو كنا نمتلك الشجاعة والأستعداد للتضحية والأعتراف بالخطأ أو التقصير ؟ لما فقدنا شبرا من العراق ؟ولا شهيدا واحدا من الألاف التي نحرت دون سبب !! ولما وجدت داعش أصلا !! ولما كانت أي من السيناريوهات الأربعة ( أو الخمسة ؟؟)تلك قد ظهرت أصلا ؟؟