لا يمكن ان يكون سقوط الأمطار وعلى قلتها هو من هموم المواطنين. كما نعلم ان الجفاف وشحة مياه الأنهر أصبحت مشكلة كبيرة بالنسبة لبلد مثل العراق نتيجة للسياسات التي اعتمدتها بعض الدول المجاورة وقطعها مياه الأنهر والجداول التي تم تحويل مساراتها عن مصباتها . كان يحق للمواطن في العراق ان يبتهج لغزارة المطر الذي تساقط مؤخرا .
لكن بيئته تحول دون ذلك ، اذ مازالت اغلب مناطقنا بحاجة الى ان تسوية الشوارع العارية التي تتحول بعد تساقط اية كمية من المطر الى مستنقعات طينية تحول دون حركة المواطن بيسر ما بين مكاني عمله وداره .هذه الظاهرة تحول المناطق الى مستنقعات اتسعت رقعتها وشملت أحياء سكنية كانت بالأمس القريب لا تبالي بالشتاء وأمطاره نتيجة الى تأخر تسوية شوارعها وتبليطها بعد ان كشطت طبقة الإسفلت نتيجة لأعمال حفريات قابلوات الكهرباء وأنابيب شبكات المياه والصرف الصحي .مدن عديدة في ضواحي مدينة بغداد سواء في شمالها أو شرقها إحالتها الأمطار المتساقطة الى مناطق معزولة بعضها عن بعض .نعرف العديد من الموظفين والكسبة والطلاب انقطعوا عن الالتحاق بوظائفهم أو مدارسهم وكان يومهم يمكن وصفه بيوم من الإحراج والمعاناة البعض منهم وجد نفسه وقد أحاطت ببيته بحيرة من المياه .المواطن كان يأمل بأن الزمن والجدية في العمل من اجل جعل مناطقنا وخاصة الأحياء الفقيرة في حي الكفاءات او العبيدي او حي البساتين تكون أكثر ملائمة للعيش خاصة عند سقوط الأمطار. الوعود التي أطلقتها الجهات ذات العلاقة الى الآن لم تجسد على أرض الواقع والشارع الموحل بفعل الأمطار مازال يتحدى العابرين ولا نعلم متى نجعل من شوارعنا سالكة في حالة سقوط المطر.
شــوارعــنــا والـمـطـــر
نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 05:06 م