يُعــد الخوف الذي يُصيب المرأة قبل الزواج شيئاً طبيعياً لأسباب عــدة يمكن أن تكون بسبب تغيـُّر الوضعين العائلي والنفسي بسبب عدم معرفة الشريك بصورة جيدة. ومن الأمور الأخرى أن الحياة التي يمكن ان تعيشها هل ستكون جيدة بالمستوى الذي ترغب فيه؟ ويُعــد الخ
يُعــد الخوف الذي يُصيب المرأة قبل الزواج شيئاً طبيعياً لأسباب عــدة يمكن أن تكون بسبب تغيـُّر الوضعين العائلي والنفسي بسبب عدم معرفة الشريك بصورة جيدة. ومن الأمور الأخرى أن الحياة التي يمكن ان تعيشها هل ستكون جيدة بالمستوى الذي ترغب فيه؟ ويُعــد الخوف من الزواج مشكلة شائعة عند المرأة وهو يفسر حالات عــدة من فشل الخطوبة أو الطلاق السريع ، وأيضاً يمكن أن يُفسِر هذا الخوف عدداً من حالات العنوسة التي أصبحت منتشرة بشكل واضح في مجتمعاتنا .
هناك مخاوف من القصص التي سمعناها من نساء غير متزوجات ومن النساء اللواتي ارتبطن قبلهن بزواج أشبه ما يكون فاشلاً ،
وبالطبع هناك أسباب أخرى معقولة ومفهومة للفشل السريع، الزواج بعد الموافقة عليه من قبل الفتاة مثل اتضاح معلومات جديدة سلبية لم تكن معروفة عن الرجل أو كذبه واحتياله أو أن الفتاة مرتبطة عاطفياً بشاب آخر وغير ذلك .
والتفسيرات النفسية لحالات الخوف من الزواج عند المرأة تؤكد على نقاط عــدة تشكل خلفية وأسباب هذه المشكلة الشائعة ..
وجود عُقــد وصراعات نفسية داخلية عند المرأة تتعلق بعلاقتها بأبيها وأمها : حيث نجد أن هناك تعلقاً خاصاً بالأب وقرباً منه مع ابتعاد نسبي عن الأم وعن تمثلها داخلياً . ويحدث ذلك لدى كثيرات ولكن تجارب الحياة المتنوعة والتبصر النفسي يجعل مثل هذا الصراع والقلق الناتج عنه خافتاً أو مقبولاً أو مسيطراً عليه من دون سلوكيات متطرفة غير مقبولة أو مرضية ، حيث يمكن للمرأة عندها أن تتفهم حبها لأبيها وتعلقها به وأن تتمثل جوانب في شخصية أمها كأنثى مثلها مما يجعلها أكثر صحة وتوازناً من النواحي النفسية العميقة .. وأما عندما تكون هذه الصراعات حادة والفتاة تنحاز إلى أبيها وتمثل أدواره بعيداً عن أمها فالصراع سيبقى حاداً وخطراً.
ويمكن له أن يظهر على شكل خوف مرضي من الزواج وعند اقتراب الزواج تتغير المشاعر والآراء تجاه الخطيب أو العريس بشكل سلبي حيث يُمثل الزواج والحـب إثارة لتعلقها بالأب ومنافستها للأم .
وبالطبع فإن بعض الأساليب التربوية المنتشرة يمكن لها أن تثبت مثل هذه الصراعات وكذلك الأساليب التربوية الخاطئة حيث يدلل الأب ابنته كثيراً ويقترب منها بشكل مبالغ فيه ، وكذلك عندما تنافس الأم ابنتها وتقسو عليها بشكل مبالغ فيه وغير ذلك وكل ذلك يطرح أهمية الوعي التربوي والنفسي وأهمية تعديل الأساليب الخاطئة.
وفي حالة الخوف من الزواج المرتبطة بهذا السبب لابد من المناقشة والحوار وتفهُّم التفاصيل وخلفيات الفتاة وتاريخها الشخصي والحديث معها بشأن ضرورة تعديلها لمخاوفها وقلقها وتفهمه والسيطرة عليه ..
وربما يحتاج ذلك إلى وقت وجهد وفقاً للحالة والعلاج الشعبي الشائع إضافة لنصائح الخبراء تؤكد على إعطاء الفتاة وقتاً للتفكير ثانية ومناقشة تبريراتها وإقناعها من قبل الأهل أو المقربين منها وأحياناً من قبل الاختصاصيين بضرورة تغيير رأيها والقبول ثانية بالخطبة أو الزواج مع ممارسة درجة من الضغط عليها ويمكن أن يفيد كل ذلك،وهو لا يفيد في الحالات الشديدة أو المترافقة مع أسباب أخرى.