الناصرية/ حسين العامل على مدى ثلاث سنوات لم يترك المواطن محمد عباس بابا الا وطرقه لاستعادة جثمان طفله ( سجاد ) الذي أصيب بمرض مفاجئ وتوفي في عمان نتيجة إهمال إحدى المنظمات الايطالية التي تعهدت بنقله للعلاج الى خارج العراق وإجراء عملية تجميلية له من تشوه خلقي في أعلى سقف الفم
في احد المستشفيات الايطالية وذلك ضمن برنامج صحي ممول من الحكومة الايطالية. يقول والد الطفل الذي لجأ الى مكتب المدى في ذي قار محملا بالوثائق الرسمية لعرض قضيته أمام الرأي العام بعد ان عجزت المحاكم والسلطات العراقية والبرلمان والسفارة الايطالية عن مساعدته في استعادة جثمان طفله المدفون منذ ثلاث سنوات في مقبرة سحاب بالأردن ومحاسبة منظمة الابتسامة الايطالية التي تنصلت عن مسؤولياتها اتجاه الأسرة المنكومة، يقول عباس: بعد ان تعهدت منظمة الابتسامة الايطالية في العاشر من تشرين الثاني 2006 بنقل ولدي سجاد البالغ من العمر ستة أشهر الى ايطاليا، والتكفل بعلاجة من تشوه خلقي في أعلى سقف الفم في احد المستشفيات الايطالية ضمن مجموعة من الأطفال العراقيين، وعلى حساب برنامج صحي ممول من الحكومة الايطالية، تعرض طفلي الذي كان برفقة امه لانتكاسة صحية مفاجئة (التهاب وضيق في التنفس )عند توقف الطائرة في مطار عمان للاستراحة والمبيت هناك، وعند محاولة أمه نقله الى احد المستشفيات للعلاج لم تعثر على أي من مسؤولي المنظمة او الوفد الحكومي الايطالي المرافق لمساعدتها في ذلك. وأضاف: وبعد عدة ساعات من البحث وعلى اثر تدهور حالة الطفل الصحية اضطرت أمه الى نقله وفي ساعة متأخرة من الليل الى مستوصف قريب بمساعدة العاملين بالفندق، لكنه توفي عند الثالثة فجرا أي بعد وصول المستوصف بنصف ساعة . ويشير والد الطفل وهو يعرض الوثائق التي تؤكد ذلك وتحتفظ المدى بنسخ منها، الى ان التغيرات الجوية وإهمال الوفد المرافق وعدم وجود طبيب مرافق لمجموعة الأطفال المرضى، ناهيك عن إسكان الأطفال وذويهم في منطقة معزولة بعيدة عن الخدمات الطبية، كان وراء وفاة طفله الذي لم يكن يعاني من مرض خطير في السابق . وتابع عباس وحين توفي الطفل. قامت المنظمة بعزل الطفل عن أمه وإسكانها في مكان معزول عن الوفد ودفن الطفل في مقبرة سحاب، ومن ثم مواصلة رحلتها في اليوم التالي الى ايطاليا تاركة زوجتي في عمان بصحبة احد المترجمين العراقيين، الذي استكمل لها إجراءات العودة وحيدة الى العراق . ويواصل عباس حديثه وحين طالبت ام الطفل مسؤولي المنظمة ولاسيما رئيسها المدعو (دومنيك اسكوبليتي) بنقل جثمان طفلها الى بلده لم تحصل على الرد المقنع، ما اضطرنا الى رفع دعوى قضائية أمام محكمة بداءة الناصرية على رئيس المنظمة وذلك في عام 2007 وعملت المحكمة المذكورة على تبليغه من خلال مجلس القضاء الأعلى ووزارة الخارجية وعبر سفارة بلاده، لكن لم نلمس اي تعاون في هذا المجال، لا من السفارة ولا من الحكومة الايطالية، وما زالت القضية معلقة وغير محسومة أمام المحاكم العراقية رغم مخاطبات البرلمان العراقي ووزارة الخارجية ومجلس القضاء الأعلى والمحاكم المختصة في هذا المجال. وطالب عباس الحكومة الايطالية مساعدته على نقل جثمان طفله من الأردن الى العراق والتعاون مع السلطات القضائية العراقية في محاسبة المتسببين بوفاة ولده وتعويض أسرة الطفل عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بها.
مأساة عائلة
نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 05:08 م