تعبث “ فانيسا ستافورد” بالاشكال، لتلامس بها سيريالية تصويرية ذات خصائص لونية شفافة. تتوازي فيها الخطوط والاشكال والفراغات المتراكمه بين الالوان الفاتحة ذات الصفات الجمالية، المتأثرة فنيا بالاساطير والفنتازيات التخيلية التي تحتل معظم مساحا
تعبث “ فانيسا ستافورد” بالاشكال، لتلامس بها سيريالية تصويرية ذات خصائص لونية شفافة. تتوازي فيها الخطوط والاشكال والفراغات المتراكمه بين الالوان الفاتحة ذات الصفات الجمالية، المتأثرة فنيا بالاساطير والفنتازيات التخيلية التي تحتل معظم مساحات لوحاتها، الممتلئة بالأشكال والألوان. مما يجعلها تتسم برمزية سيريالية تختلط فيها الرؤى الواقعية، والالوان التعبيرية التي توحي بفطرية المزج التقني، ولرومانسية تحرر انفعالاتها على الاقمشة، وضمن لوحات ترسم خطوطها ببساطة وتلقائية عشوائية نابعة من اللاوعي الفني ، ومن المخزون القصصي المشبع بالاحلام والسريالية المفرطة بعاطفة مشبوبة بفواتح الالوان التي تبث الهدوء النفسي للمتلقي.
تتشح عوالم " فانيسا ستافورد " بالمشاهد الغنية بالحركة البصرية ذات الخطوط الانعكاسية ، المتلاحمة مع الالوان القادرة على بث تغيرات داكنة وفاتحة في اللون الواحد . اذا تكثف من تدرجات الالوان الايجابية والسلبية ، ومن خلال اسلوب تكنيكي سينوغرافي، وكأنها تقدم عروضها المسرحية من خلال الريشة ، والخط، واللون، والابعاد المعرفية في مفاهيم الواقع، والاسطورة، والخيال. لتستفيض المشاعر الدرامية المخزونة في اللاوعي المتماثل من خلال الفروقات التعبيرية بين الانسان والكائنات الأخرى، وكأنها تسعى الى تصوير التعبيرات الانفعالية التي تبرز على الوجوه من خلال اللون، والحركة، والضوء، والظل المثير وجدانيا، والذي يمنح الحواس تأملات ذات طبيعة فنتازية .
ان حكايات الفنانة " فانيسا ستافورد" تداعب الخيال والاحاسيس بطفولتها الفنية، والفطرة الانسانية الواعية القادرة على ابراز الواقع من خلال لغة تشكيلية متنوعة في معطياتها الايحائية والرمزية، فهي تخوض مع الالوان انفعالاتها الخاصة من حيث تشكيل شخوصها ، وتكوين الكائنات الغريبة التي تختلط بمرونة مع انفعالاتنا الحسية التي تغني من قيمة المحاكاة، والحوارات الداخلية بين المتلقي واللوحة . فهي بمثابة تنشيط ذهني اذ تعصف رسوماتها بالذهن ، وتفتح ابواب عوالمها على مصاريعها. ليستكشف الكائنات كلها مع الخطوط والالوان، والتصويرات من خلال تشابكها وتلاحمها، وانسجامها المتأثر بالضوء والظل، والتفتيح، والتعتيم ، فالمشاهد الواقعية او الاسطورية من ايحاءات تخيلية تحاكي بها " فانيسا ستافورد " الانسان ، والمعاني الحياتية الاخرى. من طبيعة خلاقة عميقة الرؤية، وطفولية في معناها الفني، المندرج مع فطرية التشكيلات المستوحاة من سريالية وواقعية توحي بذهن فني منفتح نفسيا على عالم الالوان.
حوارات لونية، وجدليات خطوط عامودية ، وافقية، ومائلة، ومنحنية، وحتى خطوط اخرى وهمية مبنية على اسس ومفاهيم جمالية عفوية ، ولكنها ذات انطباعات غامضة ومعقدة. تكمن في التصويرات والاشكال السيمترية ذات الجماليات التشكيلية، والايقاعية التي تكشف عن ارتدادات بصرية ذات معاني اسلوبية. تنحصر في الصياغة الاخراجية التي تكشف عن تداخل بين اللون واللون ، واسلوب المزج المرن مع القدرة على استنساخ الاشكال من مخيلة غنية بشخوص حركية تلامس الكرتونيات الثلاثية الابعاد ، وتتناقض مع البعد الواحد، فزمكانية لوحاتها وسيميائتها تجعل من كل لوحة حكاية نقرأ من خلالها الواقع بلغة الاحلام السريالية المحببة للنفس، والتي تترجم انفعالاتنا ومخاوفنا من الواقع الحياتي.
تتراكم الاشكال الفوضوية احيانا في اعمالها، واحيانا تلتزم بالمنظور وبمسارات الخط المشدودة مع بعضها التي تتجلى في مساحات مفتوحة فضائيا نحو ازمنة تتشكل ضمن بصريات الألوان المتوهجة، والمستويات المرئية الغامضة مع التشكيل الجمالي الملموس في كل لوحة رسمتها الفنانة " فانيسا ستافورد " بطفولة واعية، وتعقيدات مسحت عنها النطم اللونية، وتدراجاتها. لنشعر بتفوق لون على لون اخر او بالاحرى سيطرتها على الالوان ، كالمزج بين الحار والبارد، وبالعكس. مما يمنح عشوائيتها جمالا له خاصية نفسية نتجت عن الوعي النفسي، وعن خلق تعبيراتها الموحية بقيمة الانسان والفروقات ذات المستوى الدلالي، وكأنها تحاول المرواغة الفنية او التلاعب بالأسلوب المنضبط والعشوائي. لتخلق لننفسها خاصية اسلوبية تساهم في توليد دهشة تجعلنا نتساءل عن المعنى الانساني في لوحاتها.
تتجاذب الحركة اطراف اللون والخط. مما يجذب البصر نحو عمق اللوحة ، فالتوازي، والتكرار ، والتعاقب، والتناسب، والنبرات اللونية ذات الايقاعات البصرية المريحة نفسيا . هذه العناصر الفنية تتألف من علاقات ذات سمات سريالية منسجمة مع ماهية كل شخصية تولدت من رؤيتها الجمالية. لعالم تخفيه في دواخل اللوحة التي تخلق محاكاة انسانية، نشعر من خلالها بقيمة الحياة ، والانسان المتصف بالتوازن والجمال . الا انها تعمقت بمفهوم الشر والخير ، والموت، والحياة ، والعوالم المتعددة الفائمة على سطوح اللوحات ، وفي اعماقها، فالاصفر، والاخضر، والازرق، والاحمر الخفيف الشفاف الممزوج برقة لون ابيض يمنح الصورة توهجات جمالية ـ وانعكاسات وظلال المتشابهة، والمنتظمة، والمتكررة ضمن معادلات تحقق السكن والحركة في مفهمومي اللون البسيط والمركب ، فالتقابل بين اطراف كل لون بتمثل كالبداية والنهاية، والموت والحياة، والتآخي بين العوالم المفتوحة فضاءاتها للانسان. ان تماسك اللون يضفي على محورية كل شكل معنى اضافي، وعلى الفراغات دينامية ذات الاجزاء الوهمية الملتبسة بغموض الواقع، والخيال المحقق للزخم الموضوعي داخل كل لوحة تحاكي من خلالها " فانيسا ستافورد" الدلالات الرمزية المبنية على رؤية فنية ذات فطرة عفوية تتميز بالبساطة والجمال.
اعمال الفنانة فانيسا ستافورد ( vanessa sttaford)