حمل غلاف مجلة "تايم" الأمريكية، في عددها الأخير، صورة معبرة عن مأساة العراق، وما يشهده من أزمة شديدة تهدد أمنه ووحدته، بل وتهدد استقرار المنطقة بأكملها. ووضعت المجلة على غلافها صورة لخريطة العراق، وتشتعل النيران بحدودها، خاصة "الشمالية الغرب
حمل غلاف مجلة "تايم" الأمريكية، في عددها الأخير، صورة معبرة عن مأساة العراق، وما يشهده من أزمة شديدة تهدد أمنه ووحدته، بل وتهدد استقرار المنطقة بأكملها.
ووضعت المجلة على غلافها صورة لخريطة العراق، وتشتعل النيران بحدودها، خاصة "الشمالية الغربية مع سوريا" ، ووضعت بداخلها عبارة "نهاية العراق".
وقالت المجلة، إن الانتصارات العسكرية المفاجئة التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ينذر بإغراق الشرق الأوسط في دوامة الصراعات.ورصدت مجلة (تايم) الأمريكية مخاوف أمريكية أثارتها الأزمة التي تعصف بالعراق حاليا، ومدى إمكانية تكرارها في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأمريكية من هناك بشكل كامل بحلول عام 2016.
وقالت المجلة - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - إن "الوضع المتدهور في العراق دفع الكونجرس الأمريكي إلى إعادة التفكير بشأن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاصة بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2016، وسط مخاوف من أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس هناك يمكن أن تمحى من قبل حركة طالبان الأفغانية".
وأشارت إلى إصرار مسؤولين بارزين في إدارة أوباما على أن أفغانستان ليست العراق، من ناحية عدد سكان الأكثر تقبلا لاستمرار التواجد الأمريكي..ورأت أن المسؤولين قد لا يقدمون أية ضمانات بأن أفغانستان لن تتحول إلى الفوضى بعد مغادرة الأمريكيين، مثل ما حدث في العراق.
وأضافت "انتهت المهمة العسكرية الأمريكية في العراق في ديسمبر عام 2011 بعد 8 سنوات من الحرب التي تكلفت مئات المليارات من الدولارات وأودت بحياة أكثر من 4400 جندي أمريكي"..مشيرة إلى أن أمر الانسحاب قوبل بالترحيب من الدولة التي مزقتها الحرب.
ونوهت إلى أن إدارة أوباما كانت قد اقترحت الحفاظ على قوة أمريكية في العراق لمواصلة تدريب العراقيين، ولكن بغداد رفضت طلب واشنطن، بأن يتم منح قواتها حصانة ضد المحاكمة أثناء وجودها في أفغانستان.
ونقلت المجلة مخاوف أبداها مشرعون أمريكيون من تكرار حدوث الاضطرابات العسكرية، التي تشهدها العراق حاليا، في أفغانستان بعد رحيل القوات الأمريكية في 2016، لافتة إلى أنه في شهر مايو الماضي أعلن أوباما أن نحو 10 آلاف جندي سيبقون في أفغانستان في نهاية هذا العام إلى أن يتم سحبهم بالكامل بحلول نهاية عام 2016.
وسلطت المجلة الضوء على اجتماع خاص عقد في البيت الأبيض أول من أمس الأربعاء، حيث ضغط خلاله زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وهو جمهورى، على أوباما، في ما يتعلق بالجدول الزمني الذي حدده لسحب القوات الأمريكية، لا سيما في ضوء الأزمة في العراق. منتقدا بشكل علني قرار الانسحاب بحجة أنه تم اتخاذه دون النظر في عواقبه.
ودافع الرئيس الأمريكي عن خطته واصفا إياها بـ "النهج الصحيح"، وفقا لما ذكره مساعد في الكونغرس مطلع على المحادثات التي لم تناقش علنا لأن الاجتماع كان خاصا.
وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطى بوب مينينديز أن الجدول الزمنى لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان "يشجع المتشددين في البلاد على انتظار خروج القوات الأمريكية".
من جانبه، توقع السيناتور الجمهورى جون ماكين أن تشكل حركة طالبان أفغانستان تهديدا لكابول، كما فعلت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق.. قائلا "لقد رأيت هذا الفيلم في العراق".
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى - خلال اجتماع الكونغرس - إنه "يشعر بالقلق حيال مستقبل أفغانستان"، مؤكدا أن الجيش الأمريكي سيواصل العمل على بناء قوة أفغانية قادرة على التغلب على المشاكل والتعاطي معها.
وفي سياق آخر نشرت التايم تقريرا حول القرار الذي يمكن ان يتخذه أوباما من أزمة العراق جاء فيه : قال مساعدون بارزون من الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقيادات الكونغرس يعتقدون أنه لا يحتاج إلى تفويض من الكونجرس لتنفيذ خطوات قد يتخذها لقمع مسلحي تنظيم القاعدة الذين اجتاحوا أجزاء واسعة من العراق. غير أنهم أشاروا، وفقا لمجلة تايم الأمريكية، إلى أن احتمال تجاوز أوباما للكونجرس من الممكن، مع ذلك، أن يتسبب في وقوع خلافات بين البيت الأبيض والنواب العاديين بالكونجرس، لاسيما إذا قرر أوباما شن ضربات عسكرية باستخدام طائرات بدون طيار أو اتخاذ أي إجراء عسكري مباشر آخر بالعراق.
ووفقا للمجلة، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الضربات الجوية أصبحت أقل ما تركز عليه المناقشات التي أجريت مؤخرا، غير أنهم نوهوا أيضا إلى أن أوباما قد يأمر باتخاذ مثل هذه الخطوة إذا ما تمكنت أجهزة المخابرات من تحديد أهداف واضحة على الأرض.
وأضافت المجلة أن السيناتور الجمهوري ميتش ماك كونيل قال إن أوباما أشار خلال اجتماع مع مجموعة من الأعضاء البارزين بالكونجرس إلى أنه "لا يشعر بالحاجة إلى موافقة المشرعين الأمريكيين على أي خطوة قد يتخذها في العراق".
ونقلت المجلة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله إن قيادات الكونجرس هم من أشاروا إلى أن أوباما لديه سلطات بالفعل لاتخاذ إجراءات إضافية في العراق دون تفويض من الكونجرس، وقلل المسؤول من فكرة اتفاق أوباما مع هذا التقدير، وقال فقط أن أوباما أوضح أنه سيواصل مشاوراته مع المشرعين.