اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما الفشل ؟

ما الفشل ؟

نشر في: 20 يونيو, 2014: 09:01 م

ما الفشل؟.. في التعريف اللغوي ، هو الضعف، ويقول صاحب كتاب "المخصص" ابن سيده: فشل الرجل فشلا، وفشل: كسل وضعف وتراخى ، ولان الفشل أنواع حسب معجم علم الاجتماع، منه الشخصي الذي يضر بصاحبه فقط، ومنه العام الذي يؤثر على المحيطين به ، ولهذا النوع من الفشل ينتمي الخبر الذي نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية ، حيث قامت شركة الملابس الأمريكية الشهيرة "أمريكان أباريل" بطرد مؤسسها دوف تشارنى من منصبة كرئيس للشركة، كما أعلنت نيتها الإطاحة به من منصبه كرئيس تنفيذى للشركة، بعد فشله المتواصل في إدارة الشركة . وتضيف المجلة أن دوف تشارنى أسس شركة "أمريكان أباريل" الأمريكية، لتكون واحدة من العلامات التجارية العالمية، ولكن تراجعت حظوظ الشركة بسبب أسلوب حياته الفاشل الذي تسبب فى العديد من المشاكل للشركة .
هل يمكن ان نطبق هذا القرار على المسؤول الفاشل عندنا ؟ لا أعتقد ان الأمر سينجح ، فنحن نعيش في ظل حكام لا يعترفون بالفشل ويعتقدون ان "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بالفشل.. حين حوّل مرسي، أكبر دولة عربية مثل مصر إلى بلد مفلس يخضع لحكم "الأهل والعشيرة "، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب "، وحين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام.. فان الأمر يدخل أيضا في قائمة " تجارب الهواة ".. فلا مشكلة ان يتدرب "الفاشلون" على إدارة مؤسسات الدولة؟ وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لايقرأون سوى دعاء الرزق ، ولايحفظون سوى أرقام حساباتهم في الخارج ، ، ولا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب الفلسفة، ويعتبرون الاعتراض على الحاكم رجساً من عمل الشيطان فاجتنبوه ، ونراهم يوما بعد اخر يفقدون اتصالهم بالواقع يوميا لأنهم مهمومون بالامتيازات والصفقات السياسية والأهم بالضحك على الناس البسطاء، ولهذا يجدون في السلطة فرصتهم لتصفية الحسابات مع الجميع، فلابد من استخدام كرسي الحكم في هزيمة " الخصم".. فهواة السلطة لا يعرفون شيئاً سوى ان الدولة ومؤسساتها وبيوتها وناسها وأطفالها هي ملك خاص لهم.
اليوم نعيش في ظل ساسة ومسؤولون وصلوا إلى السلطة ليديروا نفس الماكنة التي أدارها صدام على مدى أربعة عقود وبنفس الآليات وفي خدمة شيء واحد : " كرسي السلطة " .. احد عشر عاما وماكينة السلطة القديمة نفسها ، لا ترى في الدولة غير الساكنين في المنطقة الخضراء . . لا شىء تغير، لم يفعل قادة العراق بعد 2003 شيئا سوى تفصيل الكرسى على مقاسهم..كلهم تعاملوا بمنطق ورثة نظام صدام .
يصنع الناجحون تاريخا جديدا لبلدانهم . لم يتوقع العالم ان خروج مانديلا من السجن، سيفتح صفحة جديدة للتقدم والرقي والحياة الحرة الكريمة لكل أبناء جنوب أفريقيا البيض قبل السود ، لم يحرر الناجحون بلدانهم فقط ، بل حرروا نفوس مواطنيهم من الثأر والضغينة . أهم ما في سجل الناجحين ، أنهم صفحوا عن أعدائهم ولم يطلقوا سوى جملة واحدة : " تعالوا نبني المستقبل ونعلن موت الماضي "
في هذه اللحظات العصيبة يحتاج العراقيون الى سياسيين ناجحين وشجعان لا يمارسون لعبة قذف التهم بينهم، ولا تعليق المشاكل على شماعات وهمية.. يحتاجون الى سياسيين يرفضون توريط الشعب في مغامرات غير محسوبة المخاطر، هذه مسؤوليات لا تحتاج إلى دفاع عن المخطئ لتقويته أو لحمايته. فالأمر في النهاية يتحول الى لعب بالنار. والخطأ يولد خطأً اكبر، و ان لايتصور احد انه سيجلس في مقاعد المتفرجين، الجميع جزء أساس فيما يجري، ، وعليهم ان يقفوا موقفا موحدا ضد كل من يريد ان يحرق العراق او ان يذهب به الى خيار التقسيم، فأهم من ان يفوز فلان في هذا الصراع، هو ان نطمئن على العراق وعلى مستقبله وعلى مصيره، واهم من ان يطمئن البعض على استمراره المالكي في ولاية ثالثة ورابعة، هو ان نطمئن جميعا على امن البلد واستقراره ومستقبله.. العراقيون انحازوا للديمقراطية، لكن الفاشلين انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن بأطماعهم السياسية.
في النهاية، الناجح من يصدق وطنه وشعبه، لا اقاربه واحبابه ، ومن ينصرف منذ اليوم الأول إلى البناء والتنمية وبث الطمأنينة والاستقرار ، لا إلى التجهيز لحروب الطوائف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram