TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أزمة العراق تثير جدالاً داخلياً بالجيش الأمريكي

أزمة العراق تثير جدالاً داخلياً بالجيش الأمريكي

نشر في: 20 يونيو, 2014: 09:01 م

أسفر الانهيار المفاجئ للقوات العراقية في مواجهة مقاتلين مسلحين بأسلحة خفيفة، عن مناقشة ساخنة داخل الجيش الأمريكي بشأن حرب كانت على وشك أن تسجل في التاريخ على أنها نجاح وهي الحرب في العراق .وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير بثته على موقعها

أسفر الانهيار المفاجئ للقوات العراقية في مواجهة مقاتلين مسلحين بأسلحة خفيفة، عن مناقشة ساخنة داخل الجيش الأمريكي بشأن حرب كانت على وشك أن تسجل في التاريخ على أنها نجاح وهي الحرب في العراق .
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أمس الخميس، أنه في خضم صدى حقبة ما بعد فيتنام، يعتقد بعض الضباط العسكريين الأمريكيين أن الحرب من الممكن بل وينبغي أن تسفر عن الانتصار ، كما أنهم يلقون باللوم على القادة المدنيين- وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما- لفشلهم في الضغط بصورة أقوى للتوصل إلى اتفاقية سياسية تتيح للجيش الأمريكي البقاء على الأراضي العراقية لفترة أطول تكفي لضمان تحقيق النصر.
ونسبت الصحيفة إلى بيتر منصور- وهو جندي أمريكي متقاعد وكان أحد كبار مستشاري الجنرال ديفيد بترايوس في بغداد- قوله إن أي شخص تواجد هناك في فترة الطفرة شعر بحماس شديد تجاه مستقبل البلاد في حال استمرار مشاركة (القوات).
وأوضحت الصحيفة أن هذا الجدال يذكرنا بأعقاب حرب فيتنام عندما ألقى الجيش مسؤولية هزيمته على الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون وغيره من القادة المدنيين من الإدارة المنفصلة الذين وضعوا قيودا على استخدام الجيش للقوة العسكرية واختيار البيت الأبيض لأهداف للقصف.
وفى السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن شهادة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى أمام مجلس الشيوخ قوله إن "المشكلة اليوم تتمثل في عدم تصرف الحكومة (العراقية) بمسؤولية".
وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن للجيش الأمريكي حل النقاش الداخلي الدائر اليوم والذي من الممكن أن تكون له آثار عميقة على شكل قواتها مستقبلا؟
وأوضحت الصحيفة أنه من الممكن أن تؤثر نتيجة هذا الجدال الداخلي على النصائح التي يقدمها كبار القادة العسكريين بشأن مستقبل الصراعات. وفي السياق ذاته، قال المدير السابق لمجلس الأمن القومي بيتر فيفر إن "العراق بات ممهداً للنقاش عن أفغانستان وسوريا والعراق".
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش حول من الذي خسر في العراق لا يزال أوليا وعاطفيا حيث لا يزال العديد من الضباط العسكريين الأمريكيين يتذكرون أصدقاءهم الذين قُتلوا في المعركة. وتنتاب العراق وشعبه حالة من الغموض عن الوضع الحالي والسابق حيث أنه خلال الحرب في العراق كانت القوات الأمريكية تقوم بدوريات في المدن العراقية مستقلة مدرعات وتقطن في قواعد محصنة محاطة بجدران واقية من الانفجارات وأسلاك شائكة !
وفي سياق متصل أكدت الواشنطن بوست" إن التطورات الراهنة في العراق تمثل تحديا كبيرا أمام الرئيس باراك أوباما خلال منتصف فترة ولايته الثانية.
وذكرت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في منتصف ولايته الثانية وجد نفسه في مواجهة كارثة في السياسة الخارجية، كانت من صنعه إلى حد كبير, فقد أمر بغزو العراق دون قوة كبيرة كافية لاحتلال البلاد ودون خطة مدروسة جيدا لإعادة إعمارها. وتحت توجيهاته، تم حل الجيش والحكومة العراقيين دون أن يحل أحد مكانهما، وبحلول عام 2006 كان العراق على شفا حرب طائفية شاملة.
وتتابع الصحيفة قائلة إن بوش، ودون أن يعترف صراحة بسياساته الخاطئة بتغيير المسار، وغير وزير دفاعه قادة الجيش الميدانيين. وتجاهل نصيحة لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لقبول الهزيمة، وقرر أن الأمن القومي الأمريكي سيلحق به الضرر بسبب انقسام العراق، وأمر بزيادة في القوات و ستراتيجية جديدة ساعدت على استعادة الاستقرار.
وها هو أوباما يواجه أيضا في منتصف فترة ولايته الثانية تحديا مشابها، وفي مؤتمر صحفي أمس عرض الرئيس الأمريكي بعض المؤشرات التي توحي باستعداد مشابه لإعادة التفكير. فقد راهن أوباما على أن بإمكان الولايات المتحدة أن تسحب قواتها من العراق، وتنسحب أيضا من أفغانستان بحلول عام 2016، مع البقاء بمعزل عن الحرب الأهلية في سوريا. وكانت النتيجة اضطرابا متزايدا لم يعد قادرا على تجاهله: كوارث الإنسانية في كل من العراق وسوريا، واتساع الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات التابعة للقاعدة بهدف إرسال مهاجمين إلى الولايات المتحدة، والتفكك الدموي المحتمل مرة أخرى للعراق.
وتابعت الافتتاحية قائلة، إن على أوباما أن يكون حريصا على ألا تطغى الأحداث التي تفاجئ المسؤولين الأمريكيين مرارا على حكمته، وعليه أن يفسر للشعب الأمريكي أنه لن تكون هناك نتيجة آمنة دون مشاركة أمريكية تستمر لسنوات وليس لعدة أشهر.
وشددت الصحيفة على أن الإعلان القوي عن المصالح الأمريكية هو بداية مهمة، ومثل بوش، ربما يواجه أوباما فترة ولاية ثانية مختلفة تماما عن تلك التي كان يأملها. وسينسب له التاريخ الفضل بأنه استطاع يرد على المخاطر التي كان يأمل أن تكون قد تراجعت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

رجل دين إيراني: إسرائيل تريد قتل الإمام "المهدي المنتظر" في العراق

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

بالوثائق والتفاصيل.. كل ما تريد معرفته عن هدنة وقف اطلاق النار في غزة

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مقالات ذات صلة

برلين وباريس تحثان أوروبا على الاستعداد لفترة حكم ترامب

برلين وباريس تحثان أوروبا على الاستعداد لفترة حكم ترامب

متابعة / المدىحذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد "يسحقا" بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب الذي يؤدي اليمين الدستورية أمس الاثنين، إذا لم يتحركا.وأضاف بايرو أن "الولايات المتحدة قررت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram