اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > فلاحو ديالى يحرقون بساتينهم بسبب الجفاف وأحداث العنف

فلاحو ديالى يحرقون بساتينهم بسبب الجفاف وأحداث العنف

نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 05:35 م

المدى / وكالاتاقدم فلاحو منطقة أبي صيدا (27 كم) شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق، التي كانت تعرف ب"مدينة البرتقال" على حرق بساتينها، التي جفت بسبب اعمال العنف، على امل يحدوهم في التمكن من زراعة غيرها.
 وقال عبد الرحمن الربيعي (73 عاما) صاحب مزرعة بحسب وكالة انباء (شينخوا)، وهو يقف على مشارف بستانه المتهالك في منطقة أبي صيدا ، "إنه حزين لانه لم يعد يستفيد من هذه الاشجار كما في السابق لان اغلبها مات". واضاف أن اغلب البساتين الزراعية في منطقته، التي كانت تسمى "مدينة البرتقال" لكثرته فقدت بريقها منذ اربعة اعوام واصبحت اسواقها تستقبل الحمضيات المستوردة بعدما كانت بساتينها الغناء مصدرا لاحسن انواع الحمضيات وفي مقدمتها البرتقال. وتابع وهو يحمل بيديه شعلة نار لكي يحرق ما تبقى من البستان، الذي تحول الى كمية من الحطب بسبب الجفاف والامراض واعمال العنف التي منعته من القيام باعماله اليومية، "أخيرا ساطلق رصاصة الرحمة على بستان يحتضر منذ اعوام، وكل شجرة فيه تروي ذكريات الطفولة والصبا". واوضح الربيعي وهو يضرم النيران في بستانه، الذي تبلغ مساحته سبعة دونمات (الدونم يساوي 2500 متر مربع) أن هذا البستان تملكه العائلة منذ نحو 150 عاما، ولكل شجرة فيه قصة جميلة. وتابع أن جده زرع أول شجرة وهكذا توارث الابناء عمل الاباء فاصبح لديهم بستانا زاهرا يحتوي كل اصناف الحمضيات (الموالح) والنخيل والاعناب والرمان. لكنه اشار بحسرة الى ان "جهد وتعب عقود من الزمن في العمل الدؤوب انهارت في سنوات معدودة ليتحول ذلك البستان من اللون الاخضر إلى مكان مقفر ويحتضر"، ثم يسكت هنيهة ليقول "اطلقت للتو رصاصة الرحمة عليه واحرقته". ووصف الربيعي قراره بحرق البستان بانه صعب للغاية واتخذه بعد تفكير طويل لانه كان في صراع داخل نفسه بين حبه الشديد لكل شجرة فيه، وقراره ازالة البستان واشجاره اليابسة، لكنه في نهاية الامر استسلم للواقع واتخذ القرار حتى يتمكن من زراعة اشجار جديدة لعلها تعيد الامل. بدوره، قال زاهر عبد الخالق التميمي (60 عاما)، إن بستانه البالغ مساحته نحو 12 دونما تضرر في السنوات الماضية بنسبة كبيرة جدا تصل إلى (90 في المائة)، مؤكدا أن اربع عوائل يبلغ تعدادها نحو 30 شخصا كانت تجد في البستان مصدر رزق وفرص عمل لكنهم خسروها حاليا. واضاف انه ترك عمل الزراعة واتجه إلى التجارة مثلما فعل الكثير من المزارعين سعيا وراء لقمة العيش. وربط التميمي بين تدمير البساتين الزراعية وتزايد نسبة البطالة باعتبار أن 80 في المائة من ابناء القرى الزراعية يمتهنون الزراعة، داعيا الحكومة العراقية الى الاهتمام بالزراعة لانها النفط الذي لا ينضب. من جانبه، اعتبر محمد حسين صريوي المسؤول الاداري لناحية ابي صيدا، أن هذه المنطقة تعد من اهم الوحدات الادارية الحكومية في محافظة ديالى في زراعة الحمضيات، وقال "يبلغ حجم الاراضي المزروعة في ابي صيدا نحو 27 الف دونم". واستعرض صريوي اسباب تراجع الانتاج الزراعي في منطقة ابي صيدا وغيرها من مدن المحافظة، قائلا"إن احداث العنف الدموية والعمليات العسكرية قبل نحو ثلاثة اعوام في اغلب القرى الزراعية اسفرت عن تلف 35 في المائة من مجموع الاراضي الزراعية". واضاف أن شحة المياه تسببت بموت نحو 20 في المائة من الاراضي الزراعية، لافتا إلى أن الخطر الابرز الذي يهدد ما تبقى من البساتين هو الامراض الفتاكة التي تصيب اشجار الحمضيات والنخيل وسائر النباتات، مما ادى إلى تقلص المساحات الخضراء في محافظة ديالى التي تمتلك حوالي 200 الف دونم صالحة للزراعة. وخلص صريوي الى القول "إن تراجع الانتاج الزراعي في المحافظة إلى حوالي 90 في المائة، ادى إلى غياب المهرجان السنوي الذي تعرض فيه انواع الفواكه والخضار في المحافظة، التي تنتظر اعادة الحياة لبساتينها. وكانت محافظة ديالى مسرحا لعمليات عسكرية وصراع بين الجماعات المسلحة للسيطرة في اعوام 2005 و2006و 2007، وهو ما حرم المزارعون من الخروج الى بساتينهم لرعايتها، كما واجهت مشكلة قلة المياه بسبب الجفاف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram