اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > كيف اختفى الطفل الرضيع؟

كيف اختفى الطفل الرضيع؟

نشر في: 22 يونيو, 2014: 09:01 م

 بغداد / المدى حكاية اغرب من الخيال ، ربما يقف العقل أمامها حائرا بين تصديقها واستنكارها ، لكن في النهاية لا يملك احد إلا أن يذكر أنها جريمة بشعة بكل الصور ... تلك الحكاية نرويها على لسان احدى بطلاتها التي جاءت الينا وفي جعبتها مأساة أرادت ان نستمع

 بغداد / المدى

حكاية اغرب من الخيال ، ربما يقف العقل أمامها حائرا بين تصديقها واستنكارها ، لكن في النهاية لا يملك احد إلا أن يذكر أنها جريمة بشعة بكل الصور ... تلك الحكاية نرويها على لسان احدى بطلاتها التي جاءت الينا وفي جعبتها مأساة أرادت ان نستمع لها ونعرضها على الملأ بعدما ضاقت أمامها كل السبل وأغلقت أمامها كل الأبواب وهي تبحث عن حقها الضائع الى ان عجزت حتى الآن عن الوصول اليه ... ذلك الحق لم يكن أموالا ضاعت منها ولا عقارات ... هذا الحق هو "قطعة منها" سرقت كرها وتم بيعها كرها ايضا، هذا الحق هو ابنها ... طفلها الذي لم يتم العامين من عمره !

تحكي السيدة (ص) حكايتها قائلة : جئت من مدينة جلولاء الى بغداد بحثا عن حياة افضل تحت سماء العاصمة بعدما ضاقت بنا الحال في مدينتنا ... زوجي يعمل حدادا وتلك هي مهنته التي يكسب منها قوته ويحاول على قدر المستطاع ان يوفر لنا قوتنا ، لكن الحياة كانت اقسى مما نتحمل وأخذنا زحام بغداد فخضنا مع الخائضين لا ندري الى أين نذهب ولا الى أين نسير ... ولكن استقرت بنا الأيام في منطقة الحيدرخانه بالقرب من شارع الرشيد ... ومع مرور الوقت وإنجابي طفلي الاول ومرض أمي بدأت الأمور تزداد ضيقا وأصبحت حاجتنا للمال اكثر وما يكسبه زوجي من عمله كحمال في السوق العربي اصبح لا يكفي حتى قوتنا الأساسي وحتى الخبز الذي نأكله ... وكلما مر علينا يوم كان الأمل يتضاءل من ان يصبح هذا اليوم افضل من سابقه بل كان يصير بشكل أسوأ حتى اضطررنا لبيع كل ما نملك من غرفتنا واصبحنا نفترش الأرض ... وأخيرا خرجت للعمل كخادمة في البيوت لكي أساعد زوجي على تحمل نفقات المعيشة وفي نفس الوقت أساعد في علاج أمي المريضة وابني الرضيع وبدأت اعرف طريقي الى خدمة البيوت وأتحامل على نفسي لتحمل مشقة هذا العمل بكل ما فيه من مشاكل ومضايقات ... حتى جاء اليوم الذي اشتغلت فيه لدى سيدة ثرية تعيش بمفردها في شارع الضباط في زيونة ... فقد كانت هذه السيدة ثرية وتملك عقارات في مختلف ضواحي بغداد ... ولا انكر إنني وقعت أسيرة الإعجاب بها فقد كانت امرأة جميلة وذكية للغاية والى جانب كل هذا كانت كريمة كرما حاتميا معي ومع زوجي وكانت تغدق علينا من أموالها وهداياها دون مبرر وهو ما جعل حياتنا تتغير شيئا فشيئا ... وبعد فترة شعرت ان بيتها الذي اخدم فيه هو بيتي حيث اولتني ثقتها للتصرف كيفما أشاء في أمور المنزل ... وأصبحت أقيم في هذا المنزل الكبير اكثر مما أقيم في غرفتي في الحيدرخانه واصطحبت معي طفلي الصغير (ك) الذي كان رضيعا دون خوف منها على عكس باقي الناس الذين خدمت في بيوتهم ... بعدها وجدتها تحب ابني الصغير وتشتري له الملابس والحلي الذهبية واعتبرته وكأنه ابنها هي بمعنى الكلمة حتى أنها كانت تطلب مني مرات عديدة ان اتركه لها وان قلبها انفتح لهذا الطفل وكأنها هي التي أنجبته وليس انا وانها لا تستطيع فراقه أبدا ... وكنت اعتبر كلامها مجرد كلام صادر من امرأة طيبة القلب ترأف بحالي وحال طفلي الصغير ... بعدها بدأ زوجي يتعرف عليها ويستغل طيبتها وعطفها ويستنجد بها ليحصل منها على الأموال سواء أكانت لحاجة او لغير حاجة لكنها كانت تعطيه كل ما يطلب . وبمرور الأيام بدأت علاقتي معها تتوطد اكثر الى ان جاء يوم عيد ميلاد ابني (ك) حين أصرت وبإلحاح ان تحتفل به في بيتها ... وافقنا على ما امرت به وبالفعل أقامت السيدة الثرية حفلا كبيرا وأغدقت على ابني الهدايا وبعد انتهاء الحفل أصرت على ان يبيت ابني (ك) معها في تلك الليلة وأصريت على الرفض لكنها في النهاية أقنعتني بذلك ... تركت لها ابني (ك) وعدت الى غرفتي وعندما سألني زوجي عن الطفل أخبرته انه سيبيت الليلة مع السيدة الثرية ... هاج زوجي وافتعل مشاجرة معي لم اجد لها ما يبررها فهو يعلم مدى حب السيدة لابني ... وفي اليوم التالي اشتد المرض على والدتي جدا واضطررت لكي أكون معها في البيت ولم اذهب الى عملي وأمضيت طول اليوم معها بعدها أخبرت السيدة بأنني لا استطيع الذهاب اليها للعمل اليوم ووافقت وعرضت علي ان ارسل زوجي لكي يأخذ (ك) ... وفي المساء عاد زوجي من عمله واندلعت شرارة ثورته العارمة بعدما علم ببقاء (ك) مع السيدة العجوز ليوم اخر وفوجئت به يذهب اليها مهرولا وهو يتوعدها ويطلب مني الا اذهب اليها مرة اخرى وخرج ثائرا قاصدا منزلها لكنه لم يعد في تلك الليلة فاتصلت بالسيدة لكي اعرف منها ما حدث ... فوجئت بها تؤكد انه لم يحدث شيء وانها أعطته الطفل بمجرد طلبه وانصرف بعدها ولا تعرف الى أين ذهب ... وظللت طول الليل مستيقظة وفكري مضطرب فيما حدث لزوجي وطفلي حتى انتفضت من فراشي على صوت طرقات الباب فهرولت لكي افتح الباب ... وجدت زوجي بمفرده ... فبادرته بالسؤال عن (ك) فبادرني بقوله ( لما هو غالي وتحبيه لماذا تركته في بيت غريب ... ) ثم استطرد قائلا : أريد ان اتكلم معك بصراحة ونعرف مستقبلنا... وعلمت بحدسي ان هناك شيئا غريبا قد حدث وبالفعل وجدته يدس يده في جيبه ويخرج الاف الدولارات ويعطيها لي ... ولما سألته ما هذا ؟ أجابني ... بانه ترك ابنه لدى السيدة يعيش معها مقابلة (5 دفاتر ) . لطمت على وجهي وانا اردد : بعت ابنك .... بعت (ك) ، حاول ان يهدئ من ثورتي ويقنعني بان ما فعله ليس بيعا لكن السيدة الثرية أخذته ليعيش معها وتتبناه ... وليس هناك فرق ان يعيش معنا او مع السيدة الثرية ! .. تكمل (ص) كلامها بالقول : لم اقتنع بكلامه وارتديت ملابسي وهرولت الى بيت السيدة لكي استرد ابني ... ولما وصلت البيت لم أجدها وظللت انتظرها في البيت وفي الشركة التي تعمل فيها ثلاثة أيام الى ان عثرت عليها عند احد أقربائها ولما سالتها عن (ك) فوجئت بها تقول لي أنها أعطته لأبيه ولا تعرف عنه شيئا ! ازدادت ثورتي وواجهتها بكلام زوجي ولكنها أنكرته جملة وتفصيلا ولما اشتدت حرارة الشجار بيننا طردتني من البيت شر طردة بحجة انني تطاولت عليها والقت في وجهي باقي راتبي الشهري ... أتيت الى بيتي فوجدت زوجي لا يهتم بما أقوله ومتجاهلا الموقف تماما ويؤكد لي إنني لم اسمع كلامه ... واخيرا لم اجد سوى ان الجأ للشرطة لتعيد لي ابني من زوجي او من السيدة الثرية ... وبالطبع لم اجد رد فعل سريعا منها ولم احتمل ما حدث فسقطت أسيرة للمرض مصابة بجلطات في المخ والقلب ومكثت في المستشفى عدة اشهر ... ولما خرجت من المستشفى كانت أمي تصارع الموت ومكثت بجوارها الى ان انتقلت الى بارئها ... فوجدت نفسي وحيدة أمام كل تلك المصائب ... زوجي تخلى عني وظفر بالمبلغ ولم اعد أراه ... لم يعد أمامي من الجأ اليه الا الله عساه ان يعيد لي ابني بعدما عجزت عدالة الأرض ان تنصفني ... وكذلك الشرطة التي كانت ايضا مع الباطل الذي ملأ الدنيا بالشر والشرور .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram