أعلنت قائممقامية قضاء السليمانية، أمس الأحد، عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة شؤون النازحين من المحافظات العراقية، وأكدت أنها تسعى إلى افتتاح مخيمات عدة لإيواء النازحين، وفيما أشارت إدارة قضاء جمجمال أنها استقبلت 1200 أسرة نازحة من مدينة الموصل بعد سيطرة

أعلنت قائممقامية قضاء السليمانية، أمس الأحد، عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة شؤون النازحين من المحافظات العراقية، وأكدت أنها تسعى إلى افتتاح مخيمات عدة لإيواء النازحين، وفيما أشارت إدارة قضاء جمجمال أنها استقبلت 1200 أسرة نازحة من مدينة الموصل بعد سيطرة تنظيم (داعش)، لفتت دائرة الهجرة والمهجرين إلى أن بغداد "لم تقدم المساعدة للنازحين".

وقال قائممقام قضاء السليمانية اوات محمد في حديث إلى (المدى برس)، إن "إدارة القضاء عقدت، اليوم، اجتماعاً مع مجلس محافظة السليمانية لمناقشة أوضاع النازحين من المحافظات العراقية"، مبينا أن "الاجتماع شهد الاتفاق على تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة استيعاب أعداد اللاجئين".
وأضاف محمد أن "المحافظة وبعد الاجتماع مع منظمات تابعة للأمم المتحدة تنوي افتتاح مخيمات عدة لإيواء النازحين من المحافظات العراقية منها في قضاء جمجمال،( 65 كم شرق السليمانية)"، مشيرا إلى أن "مخيم عربت الذي يقيم فيه النازحون السوريون في الوقت الحالي سيسلم إلى إدارة المحافظة بعد نقل السوريين منه ليخصص لنازحي المحافظات العراقية".
وتابع محمد أنه "منذ الأول من شهر كانون الثاني 2014، وحتى الثامن من شهر حزيران الحالي، بلغ عدد الأسر النازحة إلى محافظة السليمانية من المحافظات العراقية 6564 أسرة"، لافتا إلى أن "المحافظة استقبلت خلال الأيام الماضية العديد من النزحين لم يتم إحصاؤهم حتى الآن".
من جانبه قال قائممقام قضاء جمجمال، شرق السليمانية، امانج محمد في حديث إلى (المدى برس)، إن "القضاء استقبل اكثر من 1200 أسرة نازحة من مدينة الموصل"، مؤكداً أن "القضاء يعاني حاليا من أزمة في السكن بسبب ارتفاع أعداد النازحين".
وطالب محمد، مجلس وزراء إقليم كردستان بـ"الموافقة على افتتاح مخيم للاجئين وخاصة أن غالبية الأسرة النازحة محدودة الدخل ولا تستطيع دفع تكاليف أجور السكن".
من جهته قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين عثمان مصطفى في تصريحات صحافية تابعتها (المدى برس)، إن "وزارة الهجرة والمهجرين في بغداد لم تقدم لنا العون أبدا"، لافتا إلى أن "المخيمات تعتمد على مساعدة الجهات المعنية والمنظمات".
وأكد مصطفى أن "الدائرة فعلت ما بوسعها ونحاول تقديم المساعدة للنازحين ولكن الإمكانات لا تجعلنا نستقبل المزيد".
ومنذ سيطرة مسلحين على مدينة الموصل، في (العاشر من حزيران 2014 الحالي)، وبعض الأقضية التابعة لمحافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، وحركة النازحين من هناك إلى إقليم كردستان مستمرة، ومن بين النازحين من قصد المخيمات التي أقامتها منظمة الهجرة الدولية بالتنسيق مع حكومة الإقليم. وكان المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز قال، السبت،( 21 حزيران 2014)، إن "الوزارة لا تملك إحصائيات دقيقة عن موجة النزوح الثانية بعد أحداث الموصل، بسبب استمرار تدفقهم إلى المناطق المجاورة للعمليات العسكرية فضلاً عن إقليم كردستان".
وكشفت وزارة الهجرة والمهجرين، في وقت سابق، عن تشكيل لجنة فنية تشرف ميدانياً على النازحين في إقليم كردستان، وتوزع المساعدات العينية والغذائية والمياه الصالحة للشرب عليهم، لكنها اعترفت بأن المساعدات المقدمة "غير كافية" بسبب العدد الكبير للنازحين واتساع رقعة الأماكن التي لجأوا إليها.
يشار إلى أن إقليم كردستان، بات يؤوي مئات الآلاف من النازحين العراقيين والسوريين، بينهم نحو نصف مليون من نينوى وحدها.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (10حزيران2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
يذكر أن العراق يقف حالياً على مفترق طرق خطير، قد يؤدي إلى تمزقه، نتيجة تفاقم الأزمة السياسية وأعمال العنف في ربوعه، نتيجة سيطرة المجاميع المسلحة على مساحات واسعة من أرضه، وتمكنها من السيطرة على مدن كاملة، أهمها الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد).