TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المحاربون ضربوا الشمشون

المحاربون ضربوا الشمشون

نشر في: 23 يونيو, 2014: 09:01 م

كانت أمسية ولا أروع منها بعد ان أمتع محاربو الصحراء الملايين في أرجاء المعمورة بذلك الأداء الراقي الذي أبهرنا وأذهلنا وجعلنا نرفع لهم القبعة حقاً بعد أن تمكنوا بضرب الشمشون الكوري بيد من حديد استطاعوا ازاءها من هـزّ شباكه أربع مرات كانت قابلة للزيادة لولا مجانبة الحظ لهم بعض الأحيان.
منح ممثل العرب منتخب الجزائر الشجاع ليلة أول من أمس الأحد جميع المنتخبات العربية درساً رائعاً بالمجان يتعلم منه الكثيرون أن العزيمة تفوقت على المهارة والكفاءة الفنية بعد ان تناقلوا الكرة في ملعب بيراريو في مدينة بورتو أليغري البرازيلية التي شهدت صولتهم الخضراء التي أثلجت صدور العرب لترد اعتبار المنتخب الجزائري خسارته في مباراته الأولى أمام المنتخب البلجيكي بعد ان كان متقدماً بهدف السبق لتكون تلك الاخفاقة بمثابة درساً قاسياً تعلم منه محاربو الصحراء الكثير من خفايا الساحرة المستديرة التي ابتسمت لهم بعد أن منحوها جهداً مضاعفاً وكانوا أبطالاً بحق تمكنوا من التفوق على انفسهم قبل ان يتفوقوا على منتخب كوريا الجنوبية الذي يشكل كابوساً مرعباً لفرق القارة الصفراء لكنهم الجزائريين لم يبالوا بهذا الأمر ومنحوا أنفسهم الضوء الأخضر ليكونوا على الموعد بعد تجلت صورة الفوز بأعينهم منذ الدقائق الأولى للمباراة من خلال عطائهم الذي لم ينضب طوال دقائق المباراة التي تعد بمثابة الصاعقة التي عصفت بالشمشون الكوري لتلقنه درساً لم ينسه مهما حيينا.
فوز الجزائر أعاد للاعبيه ومن يقف وراءهم من ملايين العرب الروح المعنوية والثقة المفرطة انهم سيكونون رقماً صعباً في منافسات المونديال خلال الأيام المقبلة خصوصاً ان مباراة في غاية الأهمية ستجمعهم بعد غد الخميس مع منتخب روسيا الذي يحاول هو الآخر لخطف بطاقة التأهل كونه يمتلك نقطة واحدة والفوز على المنتخب الجزائري يعيد الأمل له في التأهل لكن التساؤل الذي نطرحه هنا هو هل يستطيع ان يخطف نقاط الفوز الثلاث من أحفاد رباح مادجر والأخضر بلومي وعصاد وحارس المرمى سرباح الذين تلاعبوا بقدرات منتخب كوريا وضربوا دفاعاته بقوة لتهز كراتهم شباكه بعنف بعد أن أبى سليماني ورفيق حليش ودجابو وياسين براهيمي إلا ان يتركوا بصماتهم على تلك الشباك التي كادت تمزق من هول وقوة ضرباتهم التي انتزعوا بها الفوز الذي أطرب الوطن العربي من شماله الى جنوبه ليجعلوا الجميع يصفق لأدائهم الرجولي الكبير الذي برهن للجميع ان الكرة العربية بخير وفي طريقها الى التحدي وفرض اسمها بقوة اسوة بالكرة الأوروبية التي لم تعد تخيفنا ولم تعد بذات المستوى والأداء الذي أدهشنا من قبل خصوصاً بعد تهاوي عمالقتها الواحد تلو الآخر في هذا المونديال الذي يعد حقاً مونديال العجائب الذي ابتسم لفرقاً لم تكن بالحسبان على حساب بطل العالم ومن تضمه قائمة الفرق الأوروبية الكبيرة امثال انكلترا والبرتغال وحتى ايطاليا والمانيا التي حفظت ماء وجهها بهدف التعادل مع غانا التي تقدمت عليها بهدفين مقابل هدف واحد حتى الدقائق الاخيرة أو الأرجنتين الذي حبس لاعبو ايران انفاس محبيه 90 دقيقة قبل ان يبتسم الحظ لمنقذه ليونيل ميسي ويسجل هدف الفوز اليتيم في الوقت بدل الضائع.
هكذا هي كرة القدم تعطي لمن يعطيها وتبتسم لمن يفك طلاسمها بقوة ويتعامل معها باسلوب يختزل الطريق أمامه لينال استحقاقه بكل جدارة والجزائر كانوا كما عهدناهم من قبل ليسطروا أروع الملاحم البطولية على المستطيل الاخضر متمنين لهم دوام التألق لفرض اسم العرب بقوة في أقوى وأرقى البطولات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram