بمبادرة من صالون مازاكان للثقافة والفن وبشراكة مع المكتبة الوسائطية "إدريس التاشفيني" وجمعية أصدقاء المكتبة بالجديدة، نظم لقاء مفتوح مع الشاعر والباحث خزعل الماجدي توزع على أمسيتن متتاليتين، الأولى أمسية شعرية يوم 22 ماي بمقر المكتبة شارك فيها كل من
بمبادرة من صالون مازاكان للثقافة والفن وبشراكة مع المكتبة الوسائطية "إدريس التاشفيني" وجمعية أصدقاء المكتبة بالجديدة، نظم لقاء مفتوح مع الشاعر والباحث خزعل الماجدي توزع على أمسيتن متتاليتين، الأولى أمسية شعرية يوم 22 ماي بمقر المكتبة شارك فيها كل من الكاتب والباحث محمد مستقيم والكاتب والناقد الدكتور إبراهيم الحجري والكاتب والناقد عزيز العرباوي.
حضر الأمسيتين جمهور كبير من مثقفي ومبدعي مدينة الجديدة ومفكريها.
الأمسية الأولى: يوم 22/5 /2014
أدار فيها اللقاء الكاتب رحال نعمان، استهل الأمسية محافظ المكتبة عبد سليماني، ، مرحبا في كلمته الهامة بالدكتور الماجدي ومعبرا عن غبطته بهذا اللقاء الذي شرّف مدينة الجديدة وأضاء ليلها الثقافي بإضافة لبنة إبداعية وفكرية وما تحتكم عليه هذه المدينة العريقة من تاريخ ثقافي وفكري وحضاري مشهود لها به، شاكرا الدكتور الماجدي بتلبية الدعوة وكان شكره موصولا لكل من تجشّم عناء السفر من خارج المدينة، مقدما الشكر لكل الحضور الكريم بعد أن هنأ كل من فكّر وساهم ونظم هاتين الأمسيتين الباهيتين.
كان الأستاذ الباحث محمد مستقيم أول المتدخلين بتقديم ورقة هامة حول مشروع الدكتور الماجدي الفكري والعلمي المتعلق بالبحث في التاريخ والحضارات القديمة ومقارنة الأديان، حيث قدم ورقة حول كتاب المفكر الماجدي الأخير والهام، الذي يتناول حضارة "إنكي" بجزءيه الأول والثاني والذي يصل إلى سبعمائة صفحة من الحجم الكبير من إصدارات "مؤسسة مؤمنون بلا حدود"، مستعرضا أهم فصوله وأفكاره العامة مع بعض التفصيل في منهج الباحث الذي اعتمد وبطريقة علمية وأكاديمية أسلوب التقصّي والتوثيق والتحقق والتنقيب في الآثار والحفريات المتعلقة بحضارة وادي الرافدين القديمة .
أما الدكتور إبراهيم الحجري فقدم ورقة نقدية لديوان الشاعر الماجدي الأخير الموسوم "شوغات" والذي أبدع فيه شعراً مفعماً بالحب والعشق سواء تجاه الأنثى/ المرأة أم تجاه القصيدة، حيث الشعر الجميل. إن خزعل الماجدي من خلال ديوانه هذا أو من خلال شعره الغزير الذي وصل إلى حدود ست مجلدات شعرية يكتب الشعر (يقول الدكتور الحجري) ليس من أجل الترف أو من أجل التعبير عن مشاعر محددة أو محدودة في الزمن أو المكان، بل هو شاعر مبدع يكتب شعره ضمن إطار ثقافي وحضاري أكبر.
ثم جاءت مداخلة الناقد والكاتب عزيزي العرباوي لتقدم دراسة لأعمال الدكتور الماجدي المسرحية، من خلال المجلد الأول منها، فقام بقراءة للمجلد، موضحاً أن مسرح الماجدي لا يمكن عزله عن باقي مجالات البحث والإبداع عنده، فالمسرح عنده استمرار لمشروعه الفكري والأدبي، حيث المسرح والشعر والسينما والصورة في علاقة جدلية ومتبادلة، ترتقي بإبداعه وفكره إلى مستوى الإبداع الثقافي المتطور في الزمن والفكر واللغة والأسلوب... وكان لابد للمتدخل أن يقرأ إحدى مسرحياته فقام باختيار مسرحية "عزلة في الكريستال" حيث الاستبداد بالموت والتعبير عن المتناقضات الاجتماعية والسياسية والحياتية في المجتمع العربي. إن المسرحية المذكورة تعبر عن الواقع العربي الحالي والذي نجده واقعاً متخلفاً متردياً ينحو نحو السقوط والانهيار.
وكان لابد من تقديم شهادة حول الشاعر والمفكر خزعل الماجدي، فقد شارك الشاعر والمترجم العراقي المقيم بآسفي جواد وادي بتقديم شهادته حول صديقه، متحدثاً عن علاقتهما ومشوار دراستهما معاً، وبداياتهما في الإبداع الشعري عامي 1968/1969 حتى وقت انفصالهما عن بعضهما، حيث غادر جواد وادي العراق قبل الماجدي بسنوات، ليظل هو في العراق متفرغا لمشاريعه الإبداعية.
قرأ الشاعر الماجدي بعضا من نصوصه الأخيرة والتي أختارها بعناية تناولت هموم الشاعر ومواجعه، سيما أنه مبتلي بمصاب جلل بفقد ابنه "مروان" المخطوف منذ العام 2006 من قبل عصابات القتل وميليشيات النحر اليومي للعراقيين، وبطريقة القاء مونودرامية تسيّد خلالها المنصة بطريقة القاء غاية في الإيحاء والتحكم بأحاسيس الحضور، فخيمت أجواء حزينة على فضاء القراءتين ما حدا بالحضور لأن يشاركوا الشاعر نوحه و"شوغاته" الموجعة.
كانت جل القصائد التي قرأها الشاعر من ديوان "أحزان السنة العراقية".