اهتمت الدول المتقدمة بمسرح الطفل كونه رافداً اساساً للتذوق الفني وتنشئة أجيال من محبي المسرح ومن العاملين وذلك لأنه المصدر الذي يغذي الأجيال بالروح الإبداعية ويعلمهم مبادئ العمل الجمعي التعاوني وحاجة المجتمع.
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو النشاط الذي أقامه دار ثقافة الأطفال التابع لوزارة الثقافة وذلك بتقديم عروض مسرحية مخصصة للأطفال في المسرح التابع لها فحمداً لها على هذه المبادرة التي آمل ان تستمر بها ولكن لابد من وضع خطة سنوية للعروض المسرحية، ولابد من تكليف هيئة مشرفة من الاختصاص تتحدد مسؤولياتها في اختيار النصوص والإشراف على العروض ابتداءً من التمارين وانتهاءً بالتقديم ومن ثم استطلاع آراء المتفرجين من الأطفال.
المعروف عن مسرح الطفل أشكاله و الواهن وفئات جمهوره العمرية. هناك مسرح طفل من الطفل أي أن الذين يقدمون المسرحية هم الأطفال انفسهم، وهناك مسرح الكبار للأطفال اي ان الذين يقدمون المسرحية هم الممثلون البالغون أو كبار السن. وهناك المختلط ان يمثل المسرحية ممثلون من الكبار والصغار.
هناك مسرح أطفال ينفذ بالدمى أي أن الممثلين يتنكرون بأشكال دمى الحيوانات أو البشر كما هو الحال في أفلام كارتون. وهناك مسرح أطفال يجمع بين شخصيات اعتيادية من الأطفال وشخصيات اخرى غير بشرية من الحيوان او من النبات او حتى من المواد الجامدة. المهم ان المسرحية تروي قصة تستهوي المتفرج الطفل وتشوقه وتبث في نفسه عامل الترقب والتوقع والتخمين. ويذكر (دليل أوكسفورد للمسرح والعرض) بأن مسرح الأطفال يعني مهنياً انتاج مسرحيات موجهة للأطفال حتى سن الثانية عشرة. وكان لهذا المسرح في اوروبا موقع عال اكثر مما كان في انكلترا نفسها. حيث ان معظم المدن الكبيرة في القارة الأوروبية واميركا الشمالية تمتلك ماهو متخصص في هذا النوع من العروض المسرحية ويعملون في أبنية مخصصة لذلك الغرض. وعلى سبيل المثال ، تأسس مسرح الطفل في موسكو عام 1918 وتنوعت عروضه من الإعداد عن الحكايات الخرافية او حكايا الجن، الى الروايات الكلاسيكية الى مسرحيات تؤلف خصيصاً لمسرح الطفل وتتعامل مع قضايا اجتماعية وتربوية معاصرة. وكان لكل من (مسرح غريبس) في برلين و (مسرح الإبهام الأخضر) في فانكوفر في كندا ، و (مركز المسرح) في لندن شخوص طليعيون في هذا الحقل وفي المملكة المتحدة هناك فرق متجولة تقدم مسرحيات للأطفال. في اسكتلندا تأسس مسرح للأطفال عام 1927 وقدم عروضاً للفئات العمرية المختلفة وخصوصاً الفئات الأصغر سناً. وفي اميركا تأسس مسرح الأطفال من قبل رابطة تسمى (المسرح الفيدرالي) عام 1936.
في العراق حدثت محاولات عديدة لإقامة (مسرح أطفال) وكانت أولى تلك المحاولات ما قام به (عبدالقادر رحيم) في الخمسينات من القرن الماضي وذلك في احدى المدارس الأهلية، وما قام به الراحل (عزي الوهاب) في السبعينات، وما قامت به دائرة السينما والمسرح منذ ذلك الحين ولكن بين فترة واخرى وليس بشكل دائم حيث قدمت عروضاً مسرحية للأطفال أخرجها كل من قاسم محمد وسليم الجزائري ومنتهى محمد رحيم وعواطف نعيم وغيرهم ولكن مثل هذا التقطع لايخلق جمهوراً دائمياً من الأطفال يتتبعون العروض والأحداث المسرحية. ولهذا لابد من تحقيق منجزات مهمة بهذا الخصوص سواء قامت بتحقيقه (دار ثقافة الأطفال) ام (دائرة السينما والمسرح) ومنها:-
اولا:- تكوين فرقة مسرحية او اكثر متخصصة في مسرح الأطفال يرأسها متخصص وتنظم عدداً من المتخرجين في معاهد الفنون الجميلة و كلياتها.
ثانيا:- تخصيص دار مسرح لا يقدم سوى مسرحيات للأطفال وعلى وفق برنامج سنوي يعد مسبقاً ويعلن للجمهور وخصوصاً لتلاميذ المدارس مع التعريف بفقرات وذلك البرنامج.
ثالثا:- تأسيس مصرف خاص بنصوص مسرح الأطفال وذلك للاستفادة منه عند وضع البرامج على ان يتم اختيار ماهو مناسب وماهو جيد من تلك النصوص وذلك عبر لجنة تفحص تلك النصوص، تتألف اللجنة من مسرحيين ومن أساتذة في علم التربية وعلم النفس.
رابعا:- تشكيل هيئة مشرفة على الفرقة او الفرق ومن مهماتها التخطيط والإشراف والمراقبة.
خامساً:- تخصيص موازنة مالية خاصة مكرسة لإنتاج مسرحيات الأطفال تتعهدها وزارة الثقافة.
سادسا:- وضع برنامج لأعمال مسرحية متجولة تعرض خلالها الفرق المسرحية انتاجاتها الى تلاميذ المدارس في أماكن تواجدهم .
سابعاً:- إدخال مادة (الفن المسرحي) ضمن مناهج التدريس في الدراسة الابتدائية والمتوسطة بغية تزويد الفئات المختلفة بمعرفة عن طبيعة هذا الفن و تقنياته.
مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...