TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل

مسرح الطفل الرافد الأساسي للحفل

نشر في: 23 يونيو, 2014: 09:01 م

اهتمت الدول المتقدمة بمسرح الطفل كونه رافداً اساساً للتذوق الفني وتنشئة أجيال من محبي المسرح ومن العاملين وذلك لأنه المصدر الذي يغذي الأجيال بالروح الإبداعية ويعلمهم مبادئ العمل الجمعي التعاوني وحاجة المجتمع.
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو النشاط الذي أقامه دار ثقافة الأطفال التابع لوزارة الثقافة وذلك بتقديم عروض مسرحية مخصصة للأطفال في المسرح التابع لها فحمداً لها على هذه المبادرة التي آمل ان تستمر بها ولكن لابد من وضع خطة سنوية للعروض المسرحية، ولابد من تكليف هيئة مشرفة من الاختصاص تتحدد مسؤولياتها في اختيار النصوص والإشراف على العروض ابتداءً من التمارين وانتهاءً بالتقديم ومن ثم استطلاع آراء المتفرجين من الأطفال.
المعروف عن مسرح الطفل أشكاله و الواهن وفئات جمهوره العمرية. هناك مسرح طفل من الطفل أي أن الذين يقدمون المسرحية هم الأطفال انفسهم، وهناك مسرح الكبار للأطفال اي ان الذين يقدمون المسرحية هم الممثلون البالغون أو كبار السن. وهناك المختلط ان يمثل المسرحية ممثلون من الكبار والصغار.
هناك مسرح أطفال ينفذ بالدمى أي أن الممثلين يتنكرون بأشكال دمى الحيوانات أو البشر كما هو الحال في أفلام كارتون. وهناك مسرح أطفال يجمع بين شخصيات اعتيادية من الأطفال وشخصيات اخرى غير بشرية من الحيوان او من النبات او حتى من المواد الجامدة. المهم ان المسرحية تروي قصة تستهوي المتفرج الطفل وتشوقه وتبث في نفسه عامل الترقب والتوقع والتخمين. ويذكر (دليل أوكسفورد للمسرح والعرض) بأن مسرح الأطفال يعني مهنياً انتاج مسرحيات موجهة للأطفال حتى سن الثانية عشرة. وكان لهذا المسرح في اوروبا موقع عال اكثر مما كان في انكلترا نفسها. حيث ان معظم المدن الكبيرة في القارة الأوروبية واميركا الشمالية تمتلك ماهو متخصص في هذا النوع من العروض المسرحية ويعملون في أبنية مخصصة لذلك الغرض. وعلى سبيل المثال ، تأسس مسرح الطفل في موسكو عام 1918 وتنوعت عروضه من الإعداد عن الحكايات الخرافية او حكايا الجن، الى الروايات الكلاسيكية الى مسرحيات تؤلف خصيصاً لمسرح الطفل وتتعامل مع قضايا اجتماعية وتربوية معاصرة. وكان لكل من (مسرح غريبس) في برلين و (مسرح الإبهام الأخضر) في فانكوفر في كندا ، و (مركز المسرح) في لندن شخوص طليعيون في هذا الحقل وفي المملكة المتحدة هناك فرق متجولة تقدم مسرحيات للأطفال. في اسكتلندا تأسس مسرح للأطفال عام 1927 وقدم عروضاً للفئات العمرية المختلفة وخصوصاً الفئات الأصغر سناً. وفي اميركا تأسس مسرح الأطفال من قبل رابطة تسمى (المسرح الفيدرالي) عام 1936.
في العراق حدثت محاولات عديدة لإقامة (مسرح أطفال) وكانت أولى تلك المحاولات ما قام به (عبدالقادر رحيم) في الخمسينات من القرن الماضي وذلك في احدى المدارس الأهلية، وما قام به الراحل (عزي الوهاب) في السبعينات، وما قامت به دائرة السينما والمسرح منذ ذلك الحين ولكن بين فترة واخرى وليس بشكل دائم حيث قدمت عروضاً مسرحية للأطفال أخرجها كل من قاسم محمد وسليم الجزائري ومنتهى محمد رحيم وعواطف نعيم وغيرهم ولكن مثل هذا التقطع لايخلق جمهوراً دائمياً من الأطفال يتتبعون العروض والأحداث المسرحية. ولهذا لابد من تحقيق منجزات مهمة بهذا الخصوص سواء قامت بتحقيقه (دار ثقافة الأطفال) ام (دائرة السينما والمسرح) ومنها:-
اولا:- تكوين فرقة مسرحية او اكثر متخصصة في مسرح الأطفال يرأسها متخصص وتنظم عدداً من المتخرجين في معاهد الفنون الجميلة و كلياتها.
ثانيا:- تخصيص دار مسرح لا يقدم سوى مسرحيات للأطفال وعلى وفق برنامج سنوي يعد مسبقاً ويعلن للجمهور وخصوصاً لتلاميذ المدارس مع التعريف بفقرات وذلك البرنامج.
ثالثا:- تأسيس مصرف خاص بنصوص مسرح الأطفال وذلك للاستفادة منه عند وضع البرامج على ان يتم اختيار ماهو مناسب وماهو جيد من تلك النصوص وذلك عبر لجنة تفحص تلك النصوص، تتألف اللجنة من مسرحيين ومن أساتذة في علم التربية وعلم النفس.
رابعا:- تشكيل هيئة مشرفة على الفرقة او الفرق ومن مهماتها التخطيط والإشراف والمراقبة.
خامساً:- تخصيص موازنة مالية خاصة مكرسة لإنتاج مسرحيات الأطفال تتعهدها وزارة الثقافة.
سادسا:- وضع برنامج لأعمال مسرحية متجولة تعرض خلالها الفرق المسرحية انتاجاتها الى تلاميذ المدارس في أماكن تواجدهم .
سابعاً:- إدخال مادة (الفن المسرحي) ضمن مناهج التدريس في الدراسة الابتدائية والمتوسطة بغية تزويد الفئات المختلفة بمعرفة عن طبيعة هذا الفن و تقنياته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram