TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باب الجارة

باب الجارة

نشر في: 23 يونيو, 2014: 09:01 م

المسلسل السوري باب الحارة ،حقق انتشارا واسعا ، وخير دليل على نجاحه متابعة الجمهور في معظم الدول العربية لحلقاته ، الجزء الجديد من المسلسل سيعرض خلال شهر رمضان ، وقد يثير الحزن والالم عندما يقارن المشاهدون بين سوريا اليوم والامس، الجمهور العراقي المعروف بتعاطفه مع اشقائه السوريين ،لانهم استقبلوا الفارين من بغداد ومدن اخرى في سنوات الاحتقان الطائفي، سيذرف الدموع ويشارك الاشقاء مصيبتهم ، متمنيا لهم ولبلدهم الاستقرار والسلام والقضاء على المجاميع الارهابية بكل مسمياتها وألوانها وأشكالها .
لكن "باب الجارة " مسلسل عراقي احداثه واقعية بلا رتوش ، يعرض يوميا، وبزوايا متعددة ، يختزل مأساة الملايين بلقطات مباشرة ، تنقلها وسائل الاعلام باخبار عاجلة ، وتصريحات سياسيين ومسؤولين ، اعتادوا الظهور على الشاشات بكامل اناقتهم وابتساماتهم الزائفة لترسيخ خديعة فشل قبلهم محمد سعيد الصحاف في اقناع الرأي العام بصحتها .
في باب الجارة صراع على السلطة ، مكائد ومؤامرات ، صفقات ومضاربات ، وادعاءات ورفع شعار الدفاع عن النظام السياسي للحفاظ على الامتيازات والمكاسب ، لا يحتوي باب الجارة مشاهد كوميدية باستثناء ظهور شخصيات متورطة بالفساد كانت مسؤولة عن استيراد اجهزة الكشف عن المتفجرات ، كلفت بواجبات امنية ، وهذه الشخصيات هي الاخرى اصبحت من نجوم الشاشة ، وادعت تفوقها في ادارة الملف الامني ، فقدمت عرضا من نوع الكوميديا السوداء .
الابرز في مسلسل باب الجارة ما يتعلق بعلاقة العراق بدول الجوار ، فمنها صديق حليف، اعلن دعمه وتأييده للعراق، واستعداده للدفاع عن شعبه وارضه ومقدساته ، والاخر من دول الجوار عدو لدود ، يدعم الجماعات الارهابية ، ويخطط للاطاحة بالنظام ، ويضغط على الدول الكبرى لابعاد صاحب الاستحقاق الانتخابي من الحصول على منصبه في ادارة الدولة.
علاقة القادة السياسيين العراقيين بدول الجوار صورة طبق الاصل لمواقفهم المتقاطعة والمتباينة ، فمنهم من يقف على باب الجارة السعودية واخر على ايران وثالث على تركيا ورابع على الكويت وخامس على سوريا ، والاخير هو الاكثر ذكاء بين زملائه ، لقدرته على مسك رمانتين بكف واحدة ، فاستحق بجدارة ان يكون بطل مسلسل باب الجارة.
بحلول شهر رمضان سينشغل الجمهور العربي بمشاهدة المسلسلات المصرية والسورية ، اما المشاهد العراقي ، فسيتواصل الضغط الاعلامي الموجه على "يافوخه" ولم يشعر بلذة تناول "زنود الست" عندما يظهر مسؤول في برنامج تلفزيوني، ليتحدث عن مؤامرات دول الجوار على العراق، ومخططاتها الساعية لتقويض التجربة الديمقراطية.
مسلسل باب الجارة العراقي سيكون بلا نهاية ، مادام الصراع للحصول على السلطة قائما ، و"النضال الجديد" يتجسد في البقاء داخل المنطقة الخضراء المحصنة ، ومنع الاخرين من الوصول اليها والتمتع بخيراتها وامتيازاتها ، ولهذه الاسباب لن يسدل الستار على فصول مأساة طويلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram