هل حقاً يُمكن لظهور وزير كوزير الشباب والرياضة ورئيس بلدية كأمين بغداد وإمام جامع كإمام جامع براثا وسواهم باللباس العسكري في ندوة تلفزيونية أو اجتماع وزاري أو مؤتمر صحفي، أن يشحذ همم الجنود والضباط فيقتحمون ساحات الوغى بُسلاءَ غير هيّابين؟
وهل تجهزت قواتنا المسلحة بكل ما يلزمها من عدة وعتاد ومن تخطيط سليم وادارة جيدة، ولا يعوزها سوى ما يرفع من معنويات أفرادها لينطلقوا في حرب تحرير محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وسواها من ارهابيي (داعش) وحلفائهم؟
في حروبه الكثيرة فرض صدام حسين على وزرائه وأعضاء قيادة حزبه، ثم سائر كبار المسؤولين في الدولة والحزب أن يلبسوا الزيتوني، وسار في ركابهم كثيرون تزلفاً أو درءاً لمخاطر محتملة.. بيد ان ذاك كله لم يفد صدام في شيء.. لا ربّحه الحرب ضد ايران ولا أبقاه في الكويت أكثر من ستة أشهر.
أتعجبُ إذ أرى مسؤولين في دولتنا يتصرفون كما كان إسلافهم في قيادة النظام السابق يتصرفون.. هؤلاء المسؤولون كانوا معنا في المعارضة وكنا، هم ونحن، نتربص بصدام وقيادات دولته لنعيب عليهم لبس الزيتوني والاحتفال بيوم الطفل أو يوم المرأة وتقديم المكرمات بينما يلقون بالشعب في جحيم الحروب والجوع والتخلف.. كنا جميعاً نكتب ونقول ان ذلك تصرف ملعون من قيادة نظام صدام، لأنه خداع للشعب الذي كنا نريد له الا تنطلي عليه الحيلة.
يا جماعة الخير.. اذا كان ارتداء اللباس العسكري المرقط زاهي الالوان في ظروف الحرب ضد داعش وحلفائه سُنةً حميدة لماذا كنتم إذاً، ونحن معكم، تعيبونها على صدام ووزرائه وقيادة دولته وحزبه؟
بل لابد من السؤال الأكبر من هذا السؤال: لماذا في الأساس ثرتم ضد صدام مادمتم معجبين بسيرته وسلوكه إلى الحد الذي تقلدونه في اللباس وفي منح العطايا والمكرمات والهبات؟ ولماذا عملتم مع الأجانب، إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وسواها، من أجل إسقاط صدام ونظامه؟
يا جماعة الخير مرة أخرى، أليس أفضل لجيش العراق وشعب االعراق أن تهتموا بشؤون وزاراتكم ودوائركم وأن تنخرطوا في تقديم الخدمات للناس من أن تلبسوا المرقط المزركش (زرق ورق)؟ .. ليس الجيش العراقي في حاجة إلى هذه المظاهر الاستعراضية الكاذبة ليكون بمعنويات عالية، فمما يقوّي معنويات الجيش أن يطمئن الضابط والجندي الى ان لديه خطةً صحيحةً يقاتل على وفقها، وان لديه ادارةً مخلصة وموثوقاً بها .. ومما يقوّي معنويات الجيش أن يطمئن الجنود والضباط أيضاً الى ان عائلاتهم ستكون في مأمن وان وزارات الدولة تقوم بواجباتها لتقديم خدماتها لهم .. ومما يقوّي معنويات الجيش أكثر الا يرى الضابط والجندي عبر التلفزيون وزيراً أو نائباً أو رئيس بلدية أو إمام جامع باللباس العسكري المرقط، وإنما ان يجد إلى جواره في معسكره وفي جبهة الحرب أبناء هؤلاء يقاتلون معه... تمام؟
من الزيتوني إلى المرقّط !
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عطا عباس
ولم العجب سيدي العزيز في المشهد السائد ( والبايخ ) الأن ؟ كلهم جنرالات ! وليكن ، فهنا تكمن ذات الأسباب في التعويض عن نفقص ما ولو كان الناقصون في المعارضة ( الله يرحمهه ) ايام زمان ! هم كالجراد ، لا يتركون شيئا وراءهم ، شهية مصحوبة بجشع عجيب : نهب منا