TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > غلاف التايم: بوصلة وقمباز وناظور

غلاف التايم: بوصلة وقمباز وناظور

نشر في: 25 يونيو, 2014: 09:01 م

قبل قرار ترحيل الإمام الخميني من العراق أواخر السبعينات ( ١٩٧٨)، لم يكن قد سمع باسمه  إلا القلة، وربما - ربما - لم يكن قد رأى صورته  أحد.  لكنه احتل غلاف مجلة (تايم ) الأميركية — المحجوز اصلا للاحداث المصيرية  والساخنة — وهو يغادر منفاه الباريسي وصولا لطهران،ويغدو إسمه على كل لسان  ويستقبل ذاك الإستقبال التاريخي  الحاشد، الملفت للنظر  .
توجس المراقبون المعنيون  بالشأن السياسي، خيفة، — اولئك الذين يلمحون الدخان قبل إندلاع اللهب، ويوجهون إبرة  البوصلة حيثما يشاؤون —. وهم يمعنون النظر بتفاصيل الصورة ويقرأون الف باء اسرارها: بإمكان هذا الرجل قلب  او ( خلخلة )الموازين في المنطقة … وهذا ما حدث فعلا، إثر إشتعال الحرب العراقية الإيرانية — العبثية — التي راح ضحيتها خيرة الشباب من البلدين على السواء  وما اعقبه من حصار غاشم  جللته إرادة غزو الكويت، وأعيد  العراق إلى مرحلة  العصر الحجري. تماما كما  توقعه الراسخون  في تنفيذ لعبة الامم حتى الشوط الاخير  . 
تلك التداعيات الجارحة على الصعيد العام والخاص تطل برأسها مجددا وبإلحاح  ، وأمامي صورة جديدة لخارطة العراق مسجاة، على غلاف المجلة إياها ( التايم الأميركية )العراق المتداعي الذى افرغ من محتواه  الثر، ليس  من شبر فيه بمنجى، إمحت منه معالمه وتضاريس مدنه وإحترقت حدوده وتصاعد الدخان  والسخام من جوانبه. وحل محلها كلمات ينز منها الدم: نهاية العراق. THE  END  OF  IRAQ
في سياق الفنون العسكرية ثمة درس مخصص لقراءة الخرائط والدروس المستنبطة، فهل بين الزعماء المتكالبين على إعتلاء كراسي السلطة، ومنافع ومذاق عسل السلطة  ، من يقرأ غلاف مجلة التايم. فيغص بلقمته، او يتنغص منامه، او على الاقل يستحي مما آل  او سيؤول إليه  بلد كان منارا، وغدا بعض شظايا ورماد. 
## من تروق له رؤية العراق الجديد، ولا يفور دمه او يتقرح كبده، فليتفرج على عدد  المجلة الصادر بتاريخ الثلاثين من حزيران الجاري، والمعروضة صفحاته على الإنترنيت، استباقا لعرض العدد في الاسواق بنسخته الورقية، والتذكرة  ببلاش!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الحاج علي النداوي

    الاخ العزيز كاتب المقال .. لقد اجدت وابدعت ..ولكن نظرتك تشائمية الى حد بعيد فقط تذكر رسالة السيد الخميني الى الشاه المقبور وهو يقول له فيها : ان الشعوب لاتموت ولكن الحكومات هي التي تموت .

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram