تفاجأت الاوساط السياسية التركية بإعلان حزبي المعارضة الرئيسيين عزمهما على ترشيح الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي اكمل الدين إحسان أوغلو مرشحا مشتركا لهما لانتخابات الرئاسة في اغسطس/آب القادم. وقال زعيما حزبي (الشعب الجمهوري) و (الحركة القو
تفاجأت الاوساط السياسية التركية بإعلان حزبي المعارضة الرئيسيين عزمهما على ترشيح الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي اكمل الدين إحسان أوغلو مرشحا مشتركا لهما لانتخابات الرئاسة في اغسطس/آب القادم. وقال زعيما حزبي (الشعب الجمهوري) و (الحركة القومية) اليميني في بيان مشترك " ان هذا الترشيح جيد لامتنا".
وكان الحزبان قد دخلا في مباحثات مكثفة استمرت اسابيع لتحديد شخصية يرشحانها للانتخابات الرئاسية تكون قادرة على مواجهة اردوغان الذي يتوقع ان يعلن في الأيام المقبلة دخوله السباق الرئاسي. الا ان هذا الترشيح سرعان ما اثار ردود فعل في الأوساط العلمانية ،اذ اعتبرت النائبة عن( حزب الشعب الجمهوري) ميلدا اونور " ان هذا القرار لا يتفق مع المرشحين المطروحين".وكان اوغلو البالغ من العمر ( 71 عاما) اكتسب شهرة اثناء ترؤوسه مركز الدراسات التأريخية و الفنون ،التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي سابقا ،وعلى امتداد سنوات ،ما كان ليكون امينا عاما للمنظمة لولا ترشيح ( حزب العدالة و التنمية) له وتبنيه في اطار تعزيز الحضور التركي في العالم في سياق سياسة ( العمق الستراتيجي)التي انتهجها وزير الخارجية احمد داوود اوغلو. ويعرف عن اوغلو عدم تأييده و تحمسه لنجم الدين اربكان ،ولكنه كان داعما للحالة الاسلامية ،ورافضا الاصطدام العلني بالمؤسسة العسكرية، وهو كان مؤيدا لحركة التجديد في (حزب الرفاه) و(حزب الفضيلة) بقيادة عبد الله غول ،ودعم بقوة سلطة ( العدالة والتنمية).ولهذا فأن عليه ان يخوض حملة انتخابية شرسة في مواجهة رفاق سابقين على الرغم من انه لم يكن يوما عضوا في (العدالة و التنمية).ويقول مراقبون " ان السبل افترقت بين اوغلو واردوغان بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي والانتقاد اللاذع من جانب رئيس الحكومة له لصمته كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي على ( انقلاب السيسي).
وولد اوغلو في القاهرة العام 1943 ،وتعلم فيها و انهى دراسته الجامعية في عين شمس و الأزهر ،والدكتوراه في أنقرة ،وعمل بعدها في بريطانيا ،وله عشرات المؤلفات في الدراسات التأريخية و العلمية. ورأى محللون اتراك في ترشيح اوغلو من قبل اكبر حزبين في المعارضة " رسالة قوية وواضحة بجديتها في سعيها لإسقاط اردوغان وابعاده شعبيا عن الرئاسة التركية ،وهي تراهن في تحقيق هدفها على هوية اوغلو الاسلامية وعلاقاته القوية مع اردوغان وغول و دواد اوغلو في السابق" ،مشددين على " ان التضحية الكبرى بترشيحه جاءت من حزب (الشعب الجمهوري) كون اوغلوا لا يمثل ابدا الخط الكمالي و الاتاتوركي للحزب ،ما يعكس ان الاولوية الان بالنسبة للحزب هو الاطاحة بأردوغان بغية احداث اختراق في " الستاتيكو" السياسي القائم منذ العام 2003".