تعلو في هذه الأيام الحرجة صيحات شعبية، ومثلها سياسية، ان دعوا الخلافات جانبا واهتموا بالوطن لأن رأسه مطلوب. في الحقيقة إننا لا نسمع الصيحة إلا اذا ارتفع صوت المعترضين على تولي المالكي لولاية أخرى أو أنها تحمله جزءا كبيرا من مسؤولية ما حدث.
مع هذا نقول نعم. فالوطن وحياة الناس اهم من الولاية وصاحبها ويجب ان نسموا على خلافاتنا ونؤجلها إلى حين.
أصحاب صيحات ترك الخلافات يرددون، بوعي أو بدونه، ان كل الشعوب والأمم التي مرت بأزمات كالتي نمر بها تفعل ذلك.
هذه التي يراها البعض حقيقة، هي ليست كذلك. كل شيء قد تتغاضى عنه الأمم الحيّة التي يتعرض وجودها للخطر، إلا الأسباب التي أدت للكارثة. تلك يجب ان يفكروا بها ويبعدوا مصادرها، سواء كانت أشخاصا أم قرارات أم قوانين، وأحيانا قد يعطلون الدستور كله ان كان هو السبب.
ثم الأهم من ذلك كله انهم يفتحون الباب واسعا أمام العقل ويوصدون كل أبواب الجهل والانفعالات التي تزيد الخراب خرابا أو تسرّع في منح العدو فرصة لتحقيق أهدافه.
المشكلة عندنا اليوم ان الجانب الحكومي الذي يطالب بنبذ الخلافات هو نفسه لا يتورع في توجيه التهم، بعضها يصل لدرجة الخيانة العظمى، إلى كل سياسي أو إعلامي أو حتى مواطن عادي ينادي بتقديم مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.
ينهون الآخر عن خلق ويأتون بمثله أو أتعس.
أما الأخطر في المسألة كلها هي تصور البعض ان نبذ الخلافات من أجل المصلحة العامة يعني تحريم وتجريم التفكير بالخلاص إلا بالطريقة التي يفرضها السلطان. هل كان التفكير بحكومة الإنقاذ الوطني جريمة حقا؟ ألم تسبقنا إليه أمم وشعوب أكثر منا ديمقراطية وتحضرا؟ أهي حجة لا تقبل الدحض ؟إنها تؤدي إلى تعطيل الدستور.
ثم، وهذا الأهم برأيي، هل من الحكمة والتعقل ان نعطي الفكرة برمتها أذنا طرشاء لا لشيء إلا لأنها تصطدم بجدار نرجسية الولاية الثالثة!
نبذ الخلافات أم العقل؟
[post-views]
نشر في: 27 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
يا اخي الفاضل المشكلة حتى المرجعية لاترضى بحكومة انقاذ وطني ولانعرف بالظبط هل هي مع المختار ام ضد المختار مرة تقول لاتنتخبوه ومرة تعطي الجهاد تحت لواءه وباشرافه رغم تسببه بانهيار الدولة العراقية والحاق العار بالجيش وقتل الالاف من العراقيين مدنيين وعسكريين
احمد العنزى
استاذنا انا احد المتابعين لما تنشره وارى ان يتم محاسبة كل من اوصلو العراق الى حالة التمزق والاحتراب اما ان نغض الطرف عن المالكى فهذا متاءخر جداولن ينهى الازمة الا اذا كنتم على مبداء انصر اخاك ....