TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في انتظار أعياد أروع وأحلى

في انتظار أعياد أروع وأحلى

نشر في: 2 ديسمبر, 2009: 04:01 م

سعد محمد رحيميبحث الناس في خضم مشاغلهم وهمومهم وأحزانهم عن كوى للفرح. فانشدادهم القوي للحياة والحرية يجعلهم يستغلون المناسبات العامة ليغادروا منازلهم ويلتقوا الأقرباء والأصدقاء والأحبة، من أجل تمضية بعض الوقت السعيد معهم. والأطفال هم أكثر من يتلهفون للعيد وينتظرونه،
 لكن الخروج في أيام العيد يصبح مكلفاً وصعباً لأرباب الأسر، ولاسيما لأولئك الذين لا يمتلكون سيارات خاصة بهم. والجميع يعاني من الزحام في الشوارع وفي أماكن اللهو، وكذلك من ارتفاع الأسعار (ولا أدري لماذا ترتفع الأسعار في المناسبات عندنا وتنخفض في بعض الدول المجاورة وغير المجاورة؟!). وأي زائر لحديقة الزوراء، في سبيل المثال، خلال أيام العيد لابد من أن يفكر بضرورة إنشاء حدائق أخرى شبيهة بالزوراء في مناطق متعددة من بغداد، فيها مدن ألعاب وحدائق حيوانات ومطاعم وأماكن استراحة ليتسنى للعائلات ارتيادها. وهذا ما سيقلل الزخم في الشوارع والحدائق ومدن الألعاب الرئيسة. وحتى من المنظور الاقتصادي تعد إقامة حدائق كبيرة ومدن ألعاب في أنحاء العاصمة والمحافظات فرصاً للاستثمار يمكن أن تدر ربحاً لأمانة بغداد ودوائر البلديات في المحافظات، فضلاً عن تشغيل عدد كبير من اليد العاملة فيها، ليس في أيام الأعياد فقط وإنما في أيام العطل أيضاً. وخلال أيام هذا العيد المبارك، وعلى الرغم من مناشدات أجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني إلا أننا رأينا انتشار لُعب الأسلحة والعنف بكثرة بيد الأطفال ومنها تلك التي تستخدم الكرات البلاستيكية والمعدنية كمقذوفات وتتسبب في إيذاء الآخرين. كذلك بقينا طوال أيام العيد نسمع أصوات انفجارات اللعب النارية التي يطلقها الأطفال وحتى بعض الشباب في الشوارع والأزقة وكأننا لم نشبع بعد من دوي انفجارات الإرهابيين القاتلة. وفي هذا العيد كان ثمة سجال حام بين الشباب وبعض الكهول حول مباراة القمة في الدوري الإسباني بين ناديي برشلونة وريال مدريد. وربما بسبب غياب المنافسات القوية والمثيرة في الدوري العراقي مثلما كان عليه الأمر في السبعينيات والثمانينيات اتجه المهووسون بكرة القدم في بلادنا إلى الانقسام بين الفريقين الإسبانيين. أو ربما كان هذا من تداعيات العولمة الرأسمالية حيث يغدو أفق كل شيء عالمياً وخاضعاً لحسابات الربح والخسارة والدعاية المؤثرة. إذ يبدو أحياناً وكأن العالم الرياضي برمته في كل عاصمة ومدينة مقسّم بين الفريقين (الكتلوني والملكي). نتمنى أن نرى في السنوات المقبلة أندية عراقية تنافس أقوى أندية العالم. وأن تضاهي بطولة الدوري عندنا بطولات الدوري في أوروبا. وأن تجري المباريات في ملاعب فخمة وعصرية في بغداد والمحافظات كالتي نشاهدها على شاشات التلفزيون. عندئذ سيتساجل شبابنا بانفعالهم المعهود حول أندية الطلبة والزوراء والجوية والميناء وأربيل وغيرها من أندية العراق بدل أن يتساجلوا حول الأندية الغربية. وبذا ستكون أعيادنا حقيقية وبهيجة للكبار والصغار في الوقت نفسه. في العيد حين تطالع الوجوه تجد وجوه الأطفال فرحة مستبشرة سعيدة بملابسها الجديدة زاهية الألوان وبنقود (العيدية) في جيوبهم، لكن وجوه الكبار في الغالب ما تزال قلقة ومهمومة في انتظار فَرَج حقيقي ينتشل الجميع من مآزق الإرهاب والفساد والضائقة الاقتصادية والأزمة السياسية الخاصة بقانون الانتخابات وغيرها من القوانين مؤجلة الإقرار حتى أجل غير مسمى. وسنبقى نحلم بأعياد أروع وأحلى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram