اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > هزيمة الإرهاب الداعشي وتفرعاته مهمة وطنية ملحة ومباشرة

هزيمة الإرهاب الداعشي وتفرعاته مهمة وطنية ملحة ومباشرة

نشر في: 27 يونيو, 2014: 09:01 م

الاختلاف والتباين لا ينتهيان بالدعاء والدعوات، بل بالعمل المشترك، دون التخلي عن الثوابت، والاستحقاقات. وقد بات واضحاً، وصريحاً، ومتوافقاً عليه بإجماعٍ وطني، إلا استثناءً، مفهوم الدوافع والأغراض. ولا أحد من حقه أن يضع عصا الطاعة لمن لا طاعة له، ولا شر

الاختلاف والتباين لا ينتهيان بالدعاء والدعوات، بل بالعمل المشترك، دون التخلي عن الثوابت، والاستحقاقات. وقد بات واضحاً، وصريحاً، ومتوافقاً عليه بإجماعٍ وطني، إلا استثناءً، مفهوم الدوافع والأغراض. ولا أحد من حقه أن يضع عصا الطاعة لمن لا طاعة له، ولا شرعية تحميه، في طريق التغيير المطلوب الذي يستهدف إنقاذ العراق من قاعٍ لا قرار ولا مستقر له.
لكن اعتبار مواجهة الإرهاب وإلحاق الهزيمة بقطعان داعش والقاعدة والزمر الداعمة لها، مهمة وطنية ملحة، لا تتعارض أو تخل بالمطالب والتوجهات الوطنية، وإنما تخدم أغراضها، وتعزز أرضيتها. وليس صحيحاً أن الانتصار على قطعان الإرهاب المنفلت والمدعوم، يمكن أن يُجيّر لصالح من كان في أساس الهزيمة، وشكل لها حاضنة تغطي على أهدافها وتمكنها من اختراقٍ لا سبيل الى تبريره تحت أية حججٍ واهية أو ادعاءاتٍ بالكيد للغير وتحميله المسؤولية، سياسية كانت، أو عسكرية أو أخلاقية ، فكل هذه، عوامل متفرعة عن نهج سياسي، وتطبيقات لا دستورية، مجافيةٍ للعقل وما ينطوي عليه من حكمة وبعد نظر.
إن كل وطني عراقي، بغض النظر عن هويته ومضانّه، مستهدفٌ بالإرهاب وبما تريده له داعش وأخواتها، من مصير مظلم، تتحول فيه الهويات كلها، تحت لافتة الإسلام الظلامي، الى وقود لجحيمٍ يأتي على الجميع بنيرانه وأتونه، سوى أن هوية الواحد منا تصبح وقود محرقة الآخر.
ان الانتظار السلبي، لانكشاف الوجه القبيح لداعش، لتنضج ظروف النهوض الجماهيري في التصدي لها، ليس علامة عافية وطنية، مثلما يصبح عبئاً أشد وطأة على البلاد ومستقبل التعايش بين مكوناته، الركون الى التجييش المجرد، المبني على "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، دون استكمال عناصر هذه القوة المطلوبة في كل الاتجاهات، وعلى جميع المستويات، السياسية والعسكرية والاقتصادية والنفسية، وكل ما يجعل من القوة مظهراً من مظاهر وعوامل معافاة وطنية متظافرة.
العراقيون، يئسوا من المنظومة السياسية التي قادتهم الى ما هم فيه الآن من مهانة وطنية، ولا غرابة في أن التذمر سمة عابرة للطوائف والهويات الفرعية. لكن تصحيح المسار، لا سبيل لتحقيقه بتجاوز التوازنات والتوافقات، رغم ما أصابهما من انكسار وخللٍ، وما تعرضت له العملية السياسية من استعصاءاتٍ بلغت حداً، خلق وضعاً مريباً، وحالة من الشك في إمكانية المواصلة، في عمل مشترك، هو والعبث بالمقدرات والمستقبل سواء. 
لكننا الآن أمام واقعٍ يطرح افتراضاتٍ لا علاقة لها بما نرغب، وما نريد، في إطارٍ مصبوبٍ بماء الذهب وموشّى بالياقوت والألماس، يتوسطه عراقٌ يتباهى بالماضي التليد، والمجد الغابر. إن ما نواجهه اليوم واحد من أمرين، لا ثالث لهما: أن نبقى ونكون، أو نهاية مفتوحة على سبي الجهالة والانحطاط وضروب التكفير ومرابع الجاهلية..
لا يتوهم من يرى بعين نواياه لا بعين الواقع وما يفرضه من تمنيات، أن من الممكن، تسييل العملية السياسية، وترويضها، بالانفراد في معالجة الأزمة المستفحلة، لا لاستعادة عافية الوطن ودرء الأخطار المحدقة به، وإنما لإجراء تغييرٍ في المعادلة القائمة وموازين القوى، باعتماد المغامرة بالسلامة الوطنية، وتقويض ما تبقى من شبه الدولة بأنقاضها. كما ليس علينا أن نركن للإبقاء على أسباب الانتكاسة، أو حافة الهزيمة. 
داعش وأخواتها هي الخطر المحدق المباشر، الذي يؤثر علينا جميعاً، وعلى السنَّة بوجه خاص، لأنها تستهدف تجريدهم من قيمهم الدينية، وقسرهم على التخلي عن معتقداتهم، وعلى الشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين والأيزيديين، ولهذا فإننا أمام خيار مُلِحٍ مباشر، يتمثل في محاصرتها، والإجهاز على ملاذاتها، وخنق مشروعها.
بالوعي والعقل والحكمة والإرادة الوطنية الموحدة، بإمكاننا دون شك، إجراء انعطافة على كل المستويات، نستعيد بها مساراً يفضي الى ما كنا نريد، من عراق جديد، ديمقراطي، اتحادي، إنساني النزوع والهوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 11

  1. د. محمد معارج

    خوفنا من ان يطغي على الراي العام في العراق بما سمي ابان الحرب العالمية الاولى (بنظرية الدفاع عن الوطن ) وان ننسى اسباب المحرقة الجديدة ومن عمل على تأجيجها ولا يمكن الخلاص من المشاكل المتراكمة والمتزايدة الا باستئصال مسبباتها .

  2. أبوهمس الأسدي

    استاذ فخري .. لو كان المسؤول على درجة عالية من المسؤولية الوطنية ونكران الذات !! لكانت الأنعطافة الحقيقية الأولى التي تمهد لأعادة الأمل في عراق ديمقراطي اتحادي انساني ؟ تتمثل في قرار تنحية المسؤول الأول وولي الدم العرقي تمهيدا لأعادة العمل بالدستور ...

  3. د. اياد الجصاني

    هذا هو المنطق السليم والشريف . احسنت يا استاذ كريم ولاول مرة وارجو المعذرة اوافقك على مقالة تكتبها . ليس هناك من خيار غير الوحدة والالتفاف جميعا بغطاء الوطن الواحد هذا اليوم وترك السلبيات والحسابات وتاجيل كل ما يمكن تاجيلة والعمل بيد واحدة لمجابهة الارهاب

  4. محمود الشمرس

    اتمنى ان تكون جميع التعليقات تنشر ولكن اثبت لي من خلال التجربة الرأي الذي لايتماشى مع المدى لم يتم نشره وها انى يوميا اكتب تعليقا مستقلا بعيدا عن مناصرة اي طرف ولكن انطلق من كوني عراقي شريف اريد ان يسمع صوتي كل العراقيين الاصلاء لكي ننهى عن منكر ولو بكلمة

  5. حيدر العراقي ـ بغداد

    منطق سليم وصائب..نريد الاستاذ فخري كريم ان يكون وطنيا هكذا ، وان يعود الى تاريخه النضالي و ينأى عن الحسابات الاثنية؛ اذ ان الهم انساني مشترك ..وان المحنة التي يمر بها العراق، الخاسر الوحيد فيها هو الشعب وفقراؤه

  6. فادي أنس

    الاستاذ الفاضل يمكنك ان تدعي بان رايك يمثل طيف واسع من العراقيين الذين اتلوا بالقيادات الفاشله منذ ماسمي بثورة 14 تموز. اليوم وفي خضم الاحداث المتسارعه والتي تستوجب ان يكون عمل السياسيون اسرع لانقاذ مايمكن انقاذه مما تبقى من العراق يتمسك آخر القاده الفاشل

  7. نبيل

    العملة الرديئة تجلب عملة اكثر رداءا وكل فعل له ردة فعل نفس القوة ونفس الشيء مقابل داعش المالكي نشأت داعش بالمقابل لا يمكن القضاء على داعش الا بزوال داعش الماسكة بالسلطة وتعتبر جزء كبير من الشعب العراقي عدو وجزء كبير من الشعب ليس فقط لا يشعر بابوة الحك

  8. farid mohamad

    يا أستاذنا المناضل المخضرم والحويط إلايكفي التسترعلى أخطاء واضحة للعيان لادخل للمنظومة السياسية العراقية بذلك ولتتكلم بصراحة ما الذي يمنعك من ذلك رجاءاً (إيران ثم أيران ثم إيران) هل هو قدر مكتوب على العراقيون يا رجل تدخلوا بتعين رئيس الوزراء والحكومة و

  9. ابومزن

    يحزنني بل يؤسفني جدا اشغال نفسي في كتابة تعليق على موقعكم الغير ديموقراطي جدا جدا بألأمس كتبت تعليقين لم ينشر وقبلها عدة مرات كتبت تعليقات رغم التزامي التام بعدم الاساءة الشخصية لأحد ما . لكن المنبر غير ديموقراطي بأمتياز .

  10. اياد محمد علي

    العراق بلد المجد والخلود , نخجل الى اي حال وصلنا, عصابة من شذاذ الافاق تنجح في اختراق منضوماتنا الامنية ابتداءا بالمفخخات والتفجيرات اليومية ثم المزدوجة حتى وصلنا الى 12 تفجير في يوم واحد, ثم الهجوم على السجن , وووو.... انهم يسرحون ويمرحون ولا من رادع ول

  11. مواطن

    متى ما المواطن يرى في الحكومه العداله والسند الحقيقي فعند ذلك لا يبقى مكان لداعش على اراضينا بل سوف تفكر داعش مليون مره قبل ان تخطو خطوة واحدة نحو العراق, ولكن وجدت العراق ارض رخوه لا مناعة له امام الجراثيم التي تخترق الجسم المتداعي العليل..

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram