نعم، (داعش) موجود في العاصمة، بل في قلبها، وهو يُعلن عن هذا الوجود في وضح النهار من دون وجل أو خوف، بل في وسعه تحدي قوات الأمن الحكومية ليعلن عن نفسه ووجوده على مقربة أمتار منها.
هذا ما أرادت قوله الصورة التي بثّها التنظيم الإرهابي عبر شبكة الانترنت.
والصورة تظهر فيها لافتة كُتب فيها:
"حملة المليار لدعم الدولة الإسلامية في العراق والشام
بغداد اليرموك أربعة شوارع
22 شعبان 1435".
وعلى يسار اللافتة رُسِم علم (داعش)، فيما أمسك باللافتة المكتوبة على ورق مقوى أبيض سبابة وابهام حملا مع اللافتة رصاصة لبندقية!
خلفية الصورة جزء من الشارع الرئيس في منطقة الاربعة شوارع في حي اليرموك البغدادي الذي كان يوماً من أهم أحياء بغداد، وغير بعيد من المكان المُفترض لالتقاط الصورة بدت بوضوح نقطة تفتيش أمنية (سيطرة) وسيارة للشرطة ترابط في موقع أكثر قرباً.
من الممكن أن تكون الصورة مُلفّقة، أُستعين في إعدادها ببرنامج "فوتوشوب" الذي صار حتى تلامذة الابتدائية يتقنونه ويعرفون آلية عمله. لكن من الممكن أيضاً أن تكون الصورة حقيقية، وفي هذه الحالة فان الأمر لا يتطلب أي قدر من الجرأة والشجاعة لتنفيذه، وبالتالي فلا بطولة فيه.. يُمكن أن يكون كل شيء قد رُتّب سلفاً، وفي لحظة ما رُفِعت اللافتة والتُقِطت الصورة بكاميرا تلفون محمول.. كله في غضون ربع دقيقة أو أقل.
المهم في القضية، سواء كانت ملفقة أو حقيقية، انها جزء من حرب نفسية يديرها (داعش) وحلفاؤه.. ولا مناص من الاعتراف بان حرب (داعش) وحلفائه الدعائية والنفسية ناجحة بدرجة غير قليلة، لكنه ليس نجاحاً بذاته.. هي حرب ناجحة لأننا فاشلون على هذا الصعيد .. نحن لا ندير الاعلام على نحو صحيح، ولم نطلق بعد حرباً دعائية ونفسية مضادة قوية. وهذا يرجع الى ان القائمين على الاعلام في دولتنا، من مدراء ومستشارين، في غالبهم بُلهاء وبُلداء، أو في الأقل محدودو المعرفة والكفاءة والخبرة، لا يعرفون شيئاً في الاعلام والدعاية والحرب النفسية ولا يميّزون في ما بينها، يعتقدون ان الاعلام والدعاية والحرب النفسية هي هوسات وشعر شعبي رديء مكررة أفكاره واستعراضات بليدة، أو هم مشغولون ومهمومون بامور أخرى: مصالح شخصية أو حزبية، مثلاً.
داعش في بغداد!
[post-views]
نشر في: 28 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عمر احمد
لم لا يعمل الاعلام العراقي احصاء لعدد المشاهدين والمتابعين لكي لا تذهب اموال الاعلام هدرا مع الاخذ بعين الاعتبار ان العديد من متابعي العراقية هم من طلاب المدارس الذين يتابعون القرارات الاستراتيجية في اعتبار اليوم الفلاني عطلة ام لا !!!