العالم اليوم مختلف تماما عمّا كان عليه قبل قرن من عدة أوجه. ووفقا له فإنّ الدليل الصارخ على الاختلاف هو أن وجود أسلحة نووية توفر للزعماء السياسيين ما يشبه كرة الكريستال التي تستشرف ما سيكون عليه العالم ولاسيما دولهم بعد الحرب. وربما لو كان لدى القيص
العالم اليوم مختلف تماما عمّا كان عليه قبل قرن من عدة أوجه. ووفقا له فإنّ الدليل الصارخ على الاختلاف هو أن وجود أسلحة نووية توفر للزعماء السياسيين ما يشبه كرة الكريستال التي تستشرف ما سيكون عليه العالم ولاسيما دولهم بعد الحرب.
وربما لو كان لدى القيصر أو الإمبراطور تلك الكرة التي تظهر إمبراطوراتهم مدمرة بعد الحرب وعروشهم وقد فقدت عام 1918 لكانوا أكثر حذرا، وفقا لنايي. ولعل مفعول كرة الاستشراف الكريستالية كان واضحا أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، أو ربما تلعب الآن دورها بين الولايات المتحدة والصين.
هناك أيضا، وفقا لنايي، اختلاف آخر، وهو أن إيديولوجيات الحرب باتت ضعيفة هذه الأيام، فعام 1914 بدت الحرب أمرا لا مفرّ منه مدفوعة بتنامي فكرة "الداروينية الاجتماعية" التي ترحّب بالحرب لأنها "ستنظف الهواء مثل عاصفة صيفية" وهو ما عكسته مثلا مذكرات وينستون تشرشل عندما كتب قائلا "كان هناك مزاج غريب في الهواء.. يدفع إلى الاعتقاد بأنّ العالم كان يرغب في أن يتألم."
هناك أيضا معطى أنه بالنسبة إلى البعض فإنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ هو القيصر غيوم الثاني. فالصين رغم قوتها الاقتصادية إلا أنها مازالت لم تصل بعد إلى مستوى الولايات المتحدة، حسب محللين، بل إنها ليست حتى في مستوى اليابان نفسها.
وأيا كان الأمر فإنّ الدرس الذي ينبغي الخروج به من إعادة دراسة عام 1914 هو الحذر من المحللين الذين يستندون إلى "دغمائيات التاريخ" النظرية ولاسيما عندما يشيرون إلى حتمية الحرب. فوفقا لنايي، الحرب، في كل الظروف، ليست أمرا حتميا، رغم أنّ الاعتقاد بأنه يمكنها أن تكون كذلك، قد يكون أحد أبرز أسبابها.
ترجمة المدى