محاربو الصحراء اسم يعني الكثير من الدلائل والعلامات الدالة على شجاعة وبسالة وإمكانية ومهارة وكفاءة المنتخب الجزائري الممثل العربي الوحيد في مونديال البرازيل ، خصوصا في مباراته الأخيرة التي خاضها أمام المنتخب الألماني المرشح الساخن لخطف اللقب لما يضمه هذا المنتخب من لاعبين قادرين على انتزاع اللقب بكل مهارة ، إلا أن محاربي الصحراء كانوا على الموعد حقا ليحبسوا أنفاس الملايين من القارة الأوروبية في أمسية رمضانية رائعة عندما عزفوا لنا أجمل ألحان الموسم بقيادة عازف الأوركسترا رايس أمبولحي الحارس الأمين لمرمى المنتخب الجزائري الذي أظهر مقدرة فنية عالية وكان حقاً نصف الفريق عندما تصدى للعديد من الهجمات الألمانية وأحبطها بكل بسالة لامتلاكه قوة انفجارية هائلة وتمتعه بردة فعل سريعة أذهلت مهاجمي المنتخب الألماني وأحبطت الروح المعنوية لديهم بعد أن أصبح ســـداً منيعاً حال دون ان تلامس كراتهم الشباك الجزائرية لفترة 92 دقيقة حتى آن الأوان لتسجيل هدفهم الاول .
عن ماذا نتحدث عن سليماني أم عن براهيمي أم فغولي الذين تلاعبوا بمدافعي (المانشافت) وتمكنوا من التهديد الحقيقي للمرمى الألماني بصورة ملفتة للنظر وتمكنوا من إصابة الشباك عن طريق رأسية سليماني في الدقيقة 16 من زمن المباراة لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل ، ليضعوا حداً لتطلعات الألمان وثقتهم المفرطة بتحقيق الفوز الذي بات عصياً على المنتخب المتخم بنجوم أوروبا ليصبح العالم كله على يقين ان ركلات الترجيح من علامة الجزاء هي مَن ستحمل معها نتيجة المباراة لاسيما ان منتخب الجزائر يتمتع بحارس مرمى من الطراز الخاص لتذهب أغلب التوقعات أدراج الرياح تلك التي كانت ترجح كفة المنتخب الالماني لتحقيق الفوز، وبات الفوز قريباً من متناول يــد محاربي الصحراء الذين كتبوا التأريخ بأحرف من ذهب بكل اتقان وليثبتوا للعالم أجمع أن خارطة الطريق تغيرت وأن بوصلة العالم تغيـَّر مسارها بالاتجاه الذي رسمه العرب ليحسب لنا الغرب ألف حساب من هذه البطولة التي تعد العلامة الفارقة التي من خلالها سيكون للعرب كلام آخر في البطولات المقبلة خصوصا أنها أفصحت عن قدرات المنتخب الجزائري الذي تحدث لاعبوه بلغة خاصة لم نألفها من قبل وكأنهم من كوكب آخر بعد أن أمتعوا العالم في ليلة ليلاء عشنا تفاصيلها ولا يمكن للزمن أن يمحوها بعد أن حفظنا تأريخها وهي تحمل معها آخر يوم من ايام شهر حزيران من عام 2014. لا يسعنا إلا ان نتقدم بوافر الشكر والامتنان لكل من ارتدى فانيلة المنتخب الجزائري ومَن وقف وراءه وأعدَّه لهذه البطولة التي دخل التأريخ من خلالها ليفرض نفسه منافساً شرساً أسوة بمنتخبات أوروبا وأمريكا، لكن ماذا نقول للحظ الذي جانب لاعبيه ووقف حائلا أمام تطلعات حليش وبراهيمي وبوقرة وسليماني وسوداني وامبولحي ومصطافي وجابو الذي نُقدم له شكراً خاصاً كونه أشفى غليلنا بهزه الشباك الألمانية التي أصبحت عصية على زملائه حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي ليغادروا المونديال من بابه العريض وهم مرفوعو الرأس ليصفق لهم ملايين العرب وليكونوا حقاً الحصان الأسود في هذه البطولة والعلامة المميزة لها .
محاربو الصحراء يكتبون التأريخ
نشر في: 1 يوليو, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)