TOP

جريدة المدى > سينما > السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني!

السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني!

نشر في: 2 ديسمبر, 2009: 04:33 م

يوسف أبو الفوز مؤخرا زار الممثل الهوليودي ريشارد جير (مواليد 1949)، المعروف عنه نشاطه السياسي وكونه يؤمن " أن الحرية والليبرالية ملك للجميع "، ومعروف أمر دعمه للشعب الفلسطيني، زار العاصمة الايطالية، روما، ليس لبرنامج سياسي في دعم اقليم التبت في الصين، بل لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد "هاجيكو، قصة كلب "،
الذي يروي قصة كلب ياباني شهير يحمل هذا الاسم كان رمزاً للوفاء النادر. الفلم من اخراج لاسي هالستروم (مواليد 1946) السويدي الاصل، الذي عرف جيدا باخراجه الاشرطة الموسيقية المصورة لفرقة ABBA الغنائية السويدية الشهيرة، واخرج أيضا بعض الافلام التي لم تنل الاهتمام الكافي في حينها، ولكن بعد نجاح فلمه "حياتي ككلب " في عام 1985، المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب السويدي ريدار يونسون، ونيل هالستروم العديد من الجوائز العالمية عن اخراجه للفيلم، صار يعمل في هوليوود واخرج عدة افلام رشح بعضها وتنافس على جوائز الإخراج. هذه المرة يبدو ان هالستروم توقف عند قصة الكلاب من جديد، هذا اذا ما تذكرنا انه في فلمه " حياتي ككلب " كان بطل الفلم في تداعياته يكرر مرارا حكاية الكلبة لايكا الشهيرة التي أرسلها الاتحاد السوفياتي عام 1957 في مركبة فضائية الى الفضاء الخارجي من دون رجعة. ان الاطلاع على تفاصيل القصة الحقيقية لهذا الكلب الياباني الذي يتناوله فلم هالستروم الجديد، يجعلك تتوقف مليا عند قصة تعتبر مثالا نادرا للوفاء تجعل الانسان يقف حائرا ومتسائلا: كم هو بني آدم بحاجة لأن يتعلم من قصص الحيوان؟ اعجبني قول الفنان ريشارد جير وهو يتحدث عن الفلم الجديد لوسائل الاعلام بان: "الحيوانات ليست أسيرة الماضي، فنحن نفكر في الأمس ونحلم بالغد، في حين الماضي والحاضر ليسا من الأمور الواقعية. أما الحيوانات فهي تعيش في الواقع تماماً". وقال الفنان ريشارد جير إنه تأثر كثيراً عندما قرأ قصة الكلب هاجيكو، التي قال عنها إنها تؤكد أن "الحب الحقيقي ليس له بداية أو نهاية... لدرجة أنها هزته من داخله وجعلت دموعه تفيض ". ويعتبر النقاد مساهمة الفنان ريشارد جير في الفلم طبيعية، انطلاقا من تقديره وارتباطه بالفلسفة الشرقية، فالفلم الجديد، اقتبس قصته عن قصة حقيقية، سبق وقدمتها السينما اليابانية قبل عشرين عاما بأكثر من فلم. الفلم الحالي اجرى بعض التغيرات في بعض التفاصيل وكيفها للحياة الامريكية، لكنه حافظ على الخطوط الدرامية الاساسية للقصة الاصلية، فالممثل ريشارد جير، الذي هو ايضا يساهم في انتاج الفيلم، يمثل فيه دور استاذ الموسيقى باركر ويلسون الذي يعثر، وهو في طريق عودته من عمله، على جرو مهمل فيأخذه معه الى البيت على اساس مؤقت، فيجابه باعتراضات زوجته كاتي ويلسون، التي لعبت دورها الممثلة جوان ألين، وتتطور القصة ليكون الكلب بالتالي جزءا من العائلة. ودرج الكلب على انتظار استاذ الموسيقى، الذي غمره بالحب، عند عودته من العمل، وبالرغم من اختفاء أستاذ الموسيقى وعدم عودته بسبب موته المفاجيء، يواصل الكلب انتظار صاحبه في نفس المكان لسنوات طويلة. وطوال هذه السنوات الطويلة من الانتظار في محطة القطار يتعرف ويتلمس الكلب هاجيكو حياة الناس الذين يعملون بالقرب من مكان انتظاره. النقاد اعتبروا الفلم مصنوع لاجواء العائلة، وان الأطفال خصوصا سيحبونه كثيرا، وان لحظاته النهائية ستجعل دموع الامهات والأباء تطفر قسرا. وذكرت التقارير انه خلال تصوير الفيلم تم أستخدام ثلاثة كلاب بالغة وعشرين جروا لتؤدي دور الكلب هاجيكو، ومعها عدد لا يستهان به من مدربي الكلاب! فما هي تفاصيل القصة الحقيقية لهذا الكلب الوفي؟ كان الكلب المخلص هاجيكو Hachikōمن فصيلة أكيتا إينو (1923 - 1935) ولد في مدينة أوداته، محافظة أكيتا اليابانية. أُحضره إلى مدينة طوكيو معه في عام 1924 البروفسور اوينو Hidesaburo Ueno الاستاذ في كلية الزراعه في جامعة طوكيو. كان الكلب يرافق البروفيسور الى محطة قطار شيبويا يومياً في الصباح وينتظره يوميا بعد الظهر عندما يعود في الساعه الثالثة عصرا في زاوية من المحطة. وظل على هذه المنوال يوميا، وفي يوم من الايام، وهو في الجامعة تعرض البروفيسور الى ازمة صحية أدت الى وفاته. لكن الكلب هاجيكو ظل على برنامجه اليومي في انتظار صاحبه الذي لن يعود. ولاحظ الناس استمرار وجود الكلب، وعرفوا قصته، وكونه ينتظر صاحبه الميت، فراح الكثيرين يطعمونه، وسمح مدير المحطة ببقائه بعد ان لاحظ انه لا يؤذي الناس وخصص له مكانا للنوم، حتى بادر احد طلاب البروفسيور واخذ الكلب للاعتناء به، ولكن هاجيكو مع ذلك ظل على برنامجه في انتظار البروفسيور كل يوم الساعة الثالثة بعد الظهر، وظل على هذا الحال من الانتظار لمدة عشر سنوات. أكرر لمدة عشر سنوات!! وبما لكل قصة من نهاية، ففي يوم من الايام في سنة 1935، وتحديدا في الثامن من اذار وجدوا الكلب هاجيكو ميت عند المحطة في المكان الذي اعتاد ان ينتظر صاحبه فيه، ولغرابة قصته تم تحنيط وحفظ جثته في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو! قصة وفاء هاجيكو كتبت عنها الصحافة اليابانية في حينها كثيرا، والفت عنه العديد من الكتب، وانتشرت بين الناس في عموم المدن اليابانية، أعجابا بوفائه الذ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram