يحاول الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس ان يعكس السيد المسيح عليه السلام في شخصه وافكاره، ويجسد صراعات كازنتزاكي الخاصة بمعاييره نافياً عنه القداسة كصفة ملازمة له تدل على عظمة نبي مرسل وصاحب معاجز سماوية.. وذلك في روايته (الإغواء الأخير للمسيح) والصاد
يحاول الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس ان يعكس السيد المسيح عليه السلام في شخصه وافكاره، ويجسد صراعات كازنتزاكي الخاصة بمعاييره نافياً عنه القداسة كصفة ملازمة له تدل على عظمة نبي مرسل وصاحب معاجز سماوية.. وذلك في روايته (الإغواء الأخير للمسيح) والصادرة عن دار (المدى) للثقافة والنشر بترجمة اسامة منزلجي، فهو لم ينقل حياة المسيح كما نقلتها الكتب المقدسة، وانما خلق شخصية وهمية وصار يحاروها بافكاره من خلال شخصية كازنتزاكي إذ يقول: "كان مصدر ألمي الاساسي ومنبع كل افراحي واحزاني بدءاً من طفولتي فصاعدا صراعاً متواصلاً لا يعرف الرحمة بين الروح والجسد.. في داخلي تكمن القوى المطلقة السحيقة للجانب الشرير الانساني وما قبل الانساني.. وكانت روحي ساحة تصادم عليها هذان الجيشان وتقاتلا.." ويقول "لقد احببت جسدي ولم ارد له ان يفنى.. واحببت روحي ولم ارد لها ان تبلى.."، لا شك ان هذا الصراع الذي يعيشه كانتزاكي يعيشه الكثير من البشر.. الا ان فكرة كازنتزاكي عن الروح سلبية، فهو يعتقد ان المسيح كان في كل المراحل التي مر بها يتصارع مع الجسد، وان معاناته مألوفة لديه.. صحيح ان المسيح انسان وكل نبي انسان (انا بشر مثلكم).. الا ان الانبياء لم يكونوا نموذجاً لحياتنا الا لانهم سلكوا طريقين الوحي والعقل.. وليس التحرر من الجسد كما يعتقد كازنتزاكي.. وان الافراد الذين يختارون الروح بدلاً عن الجسد في اعتقاده معذبون وغير سعداء..