ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية الصادرة امس "الثلاثاء" أن أعضاء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يعتبرون تزايد قوة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" خطرا يحدق ببلادهم، بينما يرفض الديمقراطيون مشاطرتهم هذا الرأي.
ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية الصادرة امس "الثلاثاء" أن أعضاء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يعتبرون تزايد قوة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" خطرا يحدق ببلادهم، بينما يرفض الديمقراطيون مشاطرتهم هذا الرأي.
واستهلت الصحيفة تقريرها – الذي بثته على موقعها الالكتروني- بذكر أن أغلب الشعب الأمريكي يلقون باللوم على رئيسهم باراك أوباما في صعود وتنامي قوة داعش في العراق، بينما يرى الديمقراطيون والجمهوريون الأزمة من منظور مختلف.
وقالت إن "الأمريكيين ربما يتفقون مع أوباما عندما أعلن عدم نيته ارسال عدد كبير من جنوده إلى سوريا أو العراق، لكنهم لا يتفقون كثيرا مع سياسته في الاستجابة على التقدم الذي حققته داعش في الدولتين".
وتساءلت عمن يوجه له اللوم في نجاح داعش في بسط سيطرتها على أراضي شاسعة من العراق ثم إعلانها قبل أيام عن دولة الخلافة الاسلامية في المناطق الممتدة من حلب في سوريا إلى اقليم ديالى بشمال بغداد؟.. وقالت: "إن الأمريكيين يوجهون أصابع الاتهام في ذلك إلى أوباما، معتبرين أن فشلة في معالجة هذه القضية مهدت الطريق لداعش للسير في العراق بحرية".
ورأت الصحيفة أن الأخبار القاتمة تصدم أوباما الذي جاء إلى الحكم في عام 2009 متعهدا بإنهاء ملف العراق وتحويل محور الاهتمام العالمي لأمريكا صوب آسيا التي تشهد ازدهارا، فيما يعتبر 69% من الشعب الأمريكي أن رئيسه لا يملك سياسة واضحة إزاء العراق.
وأفادت الصحيفة أن هذه الاحصاءات جاءت وفقا لاستطلاع رأي نشرته الصحيفة؛ حيث تطرق إلى إلمام الرأي العام الأمريكي بعد اقل من شهر على الخطبة التي ألقاها أوباما في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، والتي كان يفترض أن تكشف عن ملامح سياسته الخارجية خلال الفترة المتبقية من ولايته الثانية والأخيرة، ولاسيما استجابته لتنامي قوة المتطرفين في أفريقيا وجنوب آسيا.
وأشارت إلى أن أوباما تعهد في هذه الخطبة بتقديم 5 مليارات دولار في شكل مساعدات لمكافحة الإرهاب في الدول التي تعاني منه، بجانب تفعيل برامج لتدريب قوات الأمن المحلية للتصدي للإرهابيين.
وكشفت (مونيتور) أن ما يزيد عن نصف الأمريكيين – أي حوالي 55% منهم- يعتبرون أن فشل بلادهم في احتواء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ثلاثة أعوام تسبب في تهيئة المناخ لتنظيم القاعدة حتى يفرض وجوده في العراق وفي أنحاء مختلفة من المنطقة.
إلى جانب ذلك، يرى 56% ممن شملهم الاستطلاع أن قرار أوباما باستكمال سحب قواته من العراق بنهاية عام 2011 ساهم في تصعيد الأزمة التي يعيشها العراق اليوم.
وقالت الصحيفة ان الاستطلاع اظهر عدم صحة الأقاويل التي تتحدث عن أن الشعب الأمريكي أدار ظهره تجاه القضايا الدولية حيث قال 8 من بين كل 10 اشخاص شملهم الاستطلاع (نحو 79 في المئة) انهم يتابعون عدم الاستقرار في العراق سواء كانت متابعتهم عن كثب او يتابعونها إلى حد ما.
وأرجعت الصحيفة سبب هذا الاهتمام من الشعب الأمريكي إلى تنامي الاعتقاد بأن قيام جماعة تعتبرها واشنطن "تنظيما إرهابيا دوليا" بالسيطرة على مناطق كبيرة من عدة دول ربما يشكل تهديدا كبيرا لأمن الولايات المتحدة نفسها ،وهو ما يراه 53% من الشعب الأمريكي .
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن 73% من الجمهوريين يرون أن مكاسب داعش في العراق تضعها في مكانه يمكن أن تهدد الأراضي الأمريكية، بينما اتفق 39% فقط من الديمقراطيين مع هذه النظرية.
وقالت أن أكثر من 80% من الجمهوريين يقولون إن أوباما لم يكن أمينا في تعليق المسؤولية على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بينما يعتبر القليل من الديمقراطيين (27%) أن رئيسهم لم يكن أمينا حيال تحمل مسئولية الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق".
وحول طريقة التعامل مع العراق ، قالت (مونيتور) إن نحو 70% من الأمريكيين يتفقون مع أوباما على ضرورة عدم إرسال جنود إلى هناك ، لكن مشاعر مختلطة تنتابهم حيال مسار السياسات التى يجب اتخاذها حيال العراق