اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الثلاثاء ان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو "أصبح يتحمّل الآن مسؤولية" استمرار العمليات العسكرية في شرق البلاد بعدما رفض تمديد العمل بوقف اطلاق النار. وقال بوتين في خطابه السنوي حول السياسة الخارجية أمام
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الثلاثاء ان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو "أصبح يتحمّل الآن مسؤولية" استمرار العمليات العسكرية في شرق البلاد بعدما رفض تمديد العمل بوقف اطلاق النار.
وقال بوتين في خطابه السنوي حول السياسة الخارجية أمام أعضاء السلك الدبلوماسي "حتى فترة خلت لم يكن لبوروشنكو علاقة مباشرة مع بدء العمليات العسكرية. لكنه الآن أصبح يتحمل بالكامل هذه المسؤولية. ليس فقط من وجهة نظر عسكرية وانما ايضا سياسية، وهو امر اكثر اهمية بالتأكيد".
وأعلن بوتين ان روسيا تعتزم من الآن فصاعداً إقامة علاقات "على قدم المساواة" مع الغربيين بعد ان دافعت عن مصالحها الجيوسياسية في الازمة الاوكرانية.
وقال ان "ما حصل في اوكرانيا هو اعلى درجات الميول السلبية في الشؤون العالمية"، مضيفاً: "آمل ان تسود البراغماتية على الرغم من كل شيء، ان يتخلى الغربيون عن طموحاتهم (...)، ان يبدأوا في بناء العلاقات على قدم المساواة مع الاحترام المتبادل".
وكان الرئيس الاوكراني أعلن استئناف العملية العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وذلك بعد ان قرر عدم تمديد العمل بوقف اطلاق النار.
وقال بوروشنكو في رسالة الى الأمة "بعد دراسة الوضع، قررت بصفتي قائدا للقوات المسلحة، عدم تمديد وقف اطلاق النار الأحادي الجانب".
ثم اعلن رئيس البرلمان الأوكراني اولكسندر تورتشينوف الثلاثاء لدى افتتاح جلسة البرلمان ان القوات الاوكرانية استأنفت "عملية مكافحة الإرهاب" ضد الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا.
ويمكن ان يؤدي ذلك الى تصعيد خطير في النزاع المستمر منذ اشهر خصوصا بعد فشل مسعى ديبلوماسي فرنسي وألماني لإقناع كييف بتمديد العمل بوقف إطلاق نار هش مستمر منذ 10 أيام.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات على محادثات هاتفية رباعية حاول خلالها الرئيسان الروسي والفرنسي، وكذلك المستشارة الألمانية دفع كييف الى تمديد وقف إطلاق النار الذي انتهى مفعوله مساء. وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت ان كييف وموسكو تعملان على "اتفاق حول وقف ثنائي لإطلاق النار"، ما أثار أملاً بتمديد العمل بوقف إطلاق النار.
إلاّ أن كييف قالت إن الأطراف اتفقوا فقط على التباحث في وقف ثنائي لإطلاق النار خلال جولة جديدة من "المشاورات" يشارك فيها مبعوث من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا وديبلوماسي روسي والزعيم الأوكراني السابق ليونيد كوشما.
وأعلن الكرملين تأييده لإجراء محادثات جديدة غير مباشرة، وأشار الى ان بوتين "شدد على أهمية تمديد العمل بوقف إطلاق النار" الذي يجب ان يشرف عليه مراقبون دوليون.
ميدانياً، لم يؤد إعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد قبل عشرة أيام الى وقف العنف بينما يتبادل الجانبان الاتهامات بالاستمرار في اطلاق النار.
والاثنين، قتل صحافي يعمل في الشبكة الأولى من التلفزيون العام الروسي بالرصاص في شرق أوكرانيا الذي يشهد حركة تمرد انفصالية موالية لروسيا، وهو الصحافي الروسي الثالث الذي يقتل في أوكرانيا.
في المقابل، أعلنت السلطات الاوكرانية ان 27 جندياً قتلوا خلال وقف اطلاق النار وأصيب قرابة 70 آخرين بجروح، وفق وسائل الإعلام المحلية. ويواجه بوروشنكو ضغوطا متزايدة لشن هجوم شامل، وتظاهر قرابة 500 شخص أمام مكتبه الأحد احتجاجاً على وقف اطلاق النار، رافضاً لقاء انفصاليين "ارتكبوا جرائم قتل" كما ندد بالطريقة الفاضحة التي ينتهكون بها وقف اطلاق النار".
وحاول بوروشنكو طمأنة السكان في المناطق الانفصالية حيث اتسعت دائرة النزوح نحو روسيا، كما نحو مناطق أخرى في البلاد خلال الأسابيع الماضية.
وقال الرئيس الأوكراني ان "القوات المسلحة الأوكرانية والحرس الوطني والوحدات الأخرى لن تسمح أبداً باستعمال القوة ضد السكان المسالمين. وهي لن تطلق النار أبداً على الأحياء السكنية". وكان يرد بذلك في شكل غير مباشر على اتهامات الانفصاليين بأن قوات كييف غالباً ما تصيب المدنيين ومنازلهم