TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نيمار.. هل أسدَل الستار؟

نيمار.. هل أسدَل الستار؟

نشر في: 5 يوليو, 2014: 09:01 م

ليس رجماً في الغيب، أو تكهناً يُلقى على عواهنه، فإن منتخب البرازيل اصبح مهدداً بالإقصاء من مونديال بلاده العشرين التي جيّشت من أجله شعباً بأكمله وثروة كبيرة وتحمّلت حكومتها سخط المعارضين ومظاهراتهم العارمة منذ ثلاث سنين من أجل ضمان اللقب السادس في تاريخها العاشق لارتواء النصر من كأس العالم.
فالخسارة الفادحة التي تلقاها منتخب السامبا بخروج "المنقذ" نيمار باكياً من شدة الألم نتيجة كسر الفقرة القطنية الثالثة في ظهره ستلقي بظلالها على مصير المنتخب في المواجهة المقبلة مع المنتخب الالماني التي ستكون بلا شك واحدة من اقوى مباريات المونديال ليس في هذه النسخة فحسب، بل في جميع البطولات نظراً لتوفر جميع عوامل الإثارة التي تجعل من لقاء القمة منافسة لن تتكرر.
وأجد نفسي صراحة متضامناً من نداء المدرب البرازيلي فيليب سكولاري بضرورة إبداء الحكام قدراً عالياً من الجرأة في اتخاذ القرار المناسب أزاء هكذا اصابات خطرة ربما تصيب اللاعب بالشلل التام وتجبره على التنقل بالكرسي المتحرّك . فالكسر الذي تعرّض له نيمار في الظهر نتيجة تلقيه ضربة بالركبة من المدافع الكولومبي زوينغا ينبغي أن لا يمر بسهولة وأن يعاقب عليها الأخير بكارت أصفر في الأقل ، ولهذا فإن وسائل الاعلام البرازيلية تشن هجوماً عنيفاً على (فيفا) بسبب عدم تشديد التعليمات الخاصة بحماية النجوم وكذلك عدم كبح جماح المتهورين بالكروت الحُمر!
فنياً، هناك مشكلة كبيرة يعاني منها سكولاري ضاعفت من محنته ومأزقه في برنامج تأهيل منتخبه للقاء المانيا في الدور نصف النهائي يوم الثلاثاء المقبل، وتتمثل بغياب قائد الدفاع تياغو سيلفا بسبب ايقافه فضلاً عن حرمان خط الهجوم من لاعب عبقري مثل نيمار، وهما حالتان تسهمان بكل تأكيد في خلخلة العمود الفقري للمنتخب امام خصم متمكن في لعبة الحسم أو جرّ المباراة الى ركلات الترجيح.
نعم ربما ينبري سائل عن عدم نضوب المواهب في ساحة السامبا بالبرازيل وبالتالي هناك من يعوّض غياب نيمار ، هذا صحيح ، ولكن بروز نيمار في هذه البطولة وتسجيله اربعة اهداف في مرمى منتخبي كرواتيا والكاميرون مناصفة، ولعبه دور المنقذ وسط تدني مستوى الثلاثي هالك وفريد ومن خلفهما أوسكار وتباين اداء اغلب اللاعبين يجعل استمرار البرازيل من دون نيمار أمراً في غاية الصعوبة، ومن المتوقع ان تكون موقعة الثلاثاء امام المانشافت تحمل الذكرى السيئة للبرازيليين وهم يروا لاعبيهم يحزمون حقائب المغادرة الى بيوتهم.
ولذلك لن تكون الفرصة مواتية لتعويض غياب نيمار إذا ما علمنا ان الزمن المتبقي للمواجهة ليس كثيراً ، وفي المقابل هناك سعي محموم من المدرب الالماني يواكيم لوف لاستثمار الاحباط البرازيلي للاجهاز على اقوى المرشحين لنيل اللقب، وستكون صفوف المانيا جاهزة للمواجهة بأدوات كاملة وضاربة للعبور الى الدور النهائي حيث كشفت مباراة فرنسا عن مناورة لوف بأكثر من ورقة راجحة لصناعة الفارق في منطقة الجزاء مثلما دفع باللاعب هوميلس ليلبس طاقية الاخفاء وسط حشد من "الديوك" ليغمز بكرته في مرماهم حاسماً اللقاء بهدف يتيم أوجز به الصورة الفقيرة التي ظهر عليها أداء المنتخبين والتي يراها لوف طبيعية بسبب رغبته الخروج بالفوز من دون ان يخسر لاعباً واحداً لأهمية الجولتين المقبلتين نصف النهائي والنهائي.
ترى هل سيقف ابن البلد سكولاري متفرجاً امام المحركات الألمانية العتيدة لتدك السامبا في الصميم وتحيل البلاد الى السواد أم ستكون لديه أكثر من مفاجأة على صعيد التكتيك والعناصر البديلة لينسف بها طموحات نـدّه لوف ويواصل الحلم الأصفر لبلوغ منصة التتويج في الثالث عشر من تموز الحالي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram