كثير من المرضى يصومون في شهر رمضان دون الرجوع إلى الطبيب المختص الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للبعض ممن يكون الامتناع عن تناول الطعام والشراب بما في ذلك الأدوية بمعاييرها ومواعيدها الدقيقة صعباً عليهم، خصوصاً أصحاب الأمراض الحادة والمزمنة.&nb

كثير من المرضى يصومون في شهر رمضان دون الرجوع إلى الطبيب المختص الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للبعض ممن يكون الامتناع عن تناول الطعام والشراب بما في ذلك الأدوية بمعاييرها ومواعيدها الدقيقة صعباً عليهم، خصوصاً أصحاب الأمراض الحادة والمزمنة. 

فما تأثير الصيام في مثل هؤلاء المرضى من وجهة نظر الأطباء؟ وكيف يتعاملون مع الصيام كلاً حسب حالته الصحية؟
يؤكد الدكتور عمار صبحي زيدان استشاري أمراض باطنية على أهمية استعداد مرضى السكري والضغط والقلب وأصحاب بقية الأمراض المزمنة، لإجراء فحوص قبل بدء الصوم واستشارة الطبيب المعالج لمتابعة الخطة العلاجية وتعديل أوقات العلاج خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن طرق متابعة المريض تختلف حسب نوع المرض ودرجته، كما أن تنظيم أوقات الدواء في رمضان يختلف بطبيعة الحال عن الأيام العادية، فجرعات الأنسولين لمريض السكري تؤخذ قبل السحور وبعد الفطور بكميات محددة حتى لا يحدث تعارض مع أدوية أخرى.
ويتابع الدكتور عمار قائلاً: "يجب الأخذ بمسبب المرض، فمريض الكلى إذا كان السكر سبب مرضه، فإن طريقة علاجه تختلف بالتأكيد عن مريض كلى آخر، فنتجه مباشرة إلى علاج المسبب ومن ثم الكلى، ونأخذ في الاعتبار المرضى الذين لديهم أكثر من مشكلة صحية، ذلك إن مريض السكري وضغط الدم يختلف في تعاطي العلاج عن مريض السكري وتصلب الشرايين، وتتعدد طرق علاج مرضى الكلى خلال شهر رمضان وفق شدة المرض".
ويوضح أنه في حالة حدوث أي أمر طارئ أثناء الصيام يكون الإفطار الفوري هو العلاج الأنسب للمريض، لأن استكمال صيامه سيعرضه لمخاطر تتجاوز وضعه الصحي.
وشدد الدكتور ظافر هاشم سلمان أخصائي أمراض القلب والشرايين على أن التعامل مع المرضى يتم بتشخيص كل حالة، وحسب الوصفة التي ينبغي على المرضى اتباعها، في حال تضمنت ضرورة الإفطار أثناء الصيام أو استكماله، بناءً على الحالة الصحية لكل مريض.
ويكمل:"الانتباه للطعام أثناء شهر رمضان أمر شديد الأهمية مع ضرورة أن يتناول المريض وجبات تتكون من الخضراوات والسوائل والتقليل من النشويات واستخدام الخبز المصنوع من القمح الأسمر، مع تجنب الأطعمة التي تتضمن بهارات شديدة الحرارة والأطعمة والدسمة ذات الدهون العالية"، ناصحاً بتقسيم الوجبات الرمضانية إلى ثلاث أو أربع وجبات وعدم الاكتفاء بوجبتين فقط، حتى لا تتعب المعدة، فتقسيم الوجبات يعد من العناصر الصحية جداً للمريض.
ومن جانبه يؤكد الدكتور فاضل عباس علي اختصاص أمراض الدم ضرورة مراجعة الطبيب المعالج قبل بدء الصيام لتعديل نظام الطعام والدواء وذلك للوصول إلى أفضل حالة ممكنة وأكثر الأوضاع استقراراً بالنسبة لحالتهم المرضية.
ويؤكد أن النصيحة لا تختلف من مريض إلى آخر، فالهدف في النهاية واحد، وهو عدم البدء في الصيام في حال عدم استقرار الأوضاع الصحية حتى يستطيع المريض أن يبدأ صيام الشهر الفضيل من دون أية مشكلات، فمريض السكري مثلاً، وهو من أكثر الأمراض شيوعاً، ينبغي عليه تجنب هبوط السكر أو انخفاض مستوى السكر في الدم.
ويقول الدكتور فاضل:"هناك عدة أمور يجب اتباعها في التعامل طبياً خلال شهر رمضان بالنسبة للأدوية التي يتناولها المريض، وهي تعديل مواعيد العلاج باستشارة الطبيب المعالج بحيث تتوافق والفترة ما بعد الإفطار حتى السحور".
وعن كيفية التعامل مع عدة أمراض مثل الضغط والسكري يوضح الدكتور محمد يونس أن مريض الضغط في حالة استخدامه لأدوية مدررة للبول، فعليه أن يتناولها عند الإفطار وليس السحور، ومريض السكري في حالة تناوله نوعاً واحداً فقط من الأدوية يفضل أخذها عند..... (الإفطار، وفي حالة تناوله أكثر من حبة تؤخذ الجرعة الأكبر قبل الإفطار والجرعة الأصغر عند السحور، أما مريض السكري من النوع الثاني الذي يستخدم الأنسولين متوسط المفعول فيعطى الحقنة عند الإفطار.
ويفضل الدكتور فاضل عباس مراعاة بعض الترتيبات أثناء فترة الإفطار، وهي أن يتم تناول وجبة بين الإفطار والسحور، وأن يتفادى المريض الأطعمة المحتوية على سكر وكذلك المحتوية على ملح مثل الحلويات والمكسرات أو المسليات، وتأخير السحور إلى وقت قريب من الإمساك.
كما ينصح بتناول الفاكهة الغنية بالألياف والامتناع عن تناول العصائر الخالية منها مثل تناول 3 حبات مشمش بدلاً من تناول عصير قمر الدين أو عصير التفاح.
ومن وجهة نظره يفضل تناول السكريات المعقدة مثل تناول العدس مع الأرز، وفي حالة الاضطرار إلى تناول شيء حلو مثل حالات انخفاض السكر في الدم لدى مرضى السكري، يتم تناول قطعة من الجبن لتأخير امتصاص السكريات لتفادي الارتفاع المفاجئ للسكر.
ويحذر من محاولة بعض المرضى الصيام مثل مرضى قصور وظائف الكلى،، ومرضى قرحة المعدة، ومرضى اضطراب وظائف الكبد المتقدم، ومرضى السكري من النوع الأول إذا كانوا يتناولون من 3-4 جرعات أنسولين (سكري غير مستقر).