تعدّدت الأسباب والموت واحد! والموت يحدث إما نتيجة مرض فتاك أو نتيجة إصابة قاتلة، وأي منهما يُشار إليه تحديداً بصفته سبباً للوفاة، أي أن أسباب الوفاة لا تعدو أن تكون مرضاً أو إصابة. بيد أن سبب الوفاة؛ سواء كان مرضاً أو إصابة، ينجم في معظم الأحيان في ظ
تعدّدت الأسباب والموت واحد! والموت يحدث إما نتيجة مرض فتاك أو نتيجة إصابة قاتلة، وأي منهما يُشار إليه تحديداً بصفته سبباً للوفاة، أي أن أسباب الوفاة لا تعدو أن تكون مرضاً أو إصابة. بيد أن سبب الوفاة؛ سواء كان مرضاً أو إصابة، ينجم في معظم الأحيان في ظروف معتادة، أو في أحوال نادرة تكتنف أي منهما ظروف غير معتادة أو استثنائية مما يجعلنا نصنفها ضمن غرائب الوفيات.
في عام 1912م اخترع خياط فرنسي يدعى (فرانز ريشيل) معطفاً خاصاً أراده أن يستخدم كمظلة هبوط (باراشوت)، وأراد أن يختبر اختراعه بواسطة دمية يلقي بها من برج إيفيل في باريس، أو هكذا زعم للسلطات كي يطلب الإذن للقيام بالتجربة. ولكن يبدو أن حماسه دفعه لأن يحل هو محل الدمية ويقفز من البرج ليلقى حتفه بهذه الطريقة المبتكرة!
وقد توفي الراهب الروسي الشهير (جريجوري راسبوتين) عام 1916م غرقاً بعد أن نجا من السم الذي دسه له خصومه الذين أطلقوا عليه عدة رصاصات، إصابته إحداها في رأسه، وعاجلوه بعدة طعنات، وعلى الرغم من ذلك فرّ هارباً، ثم وُجِد جثماناً لاحقاً في نهر متجمد!
أما الكاتب والموسيقار (جوستاف كوب) فقد لقي حتفه عام 1918م عندما اصطدمت طائرة مائية بالقارب الذي كان يبحر به قريباً من جزيرة (لونج أيلاند) في نيويورك بالولايات المتحدة.
وفي عام 1920م توفي المؤلف السويدي (دان أندرسون) مسموماً بالسيانايد في غرفة كان يستأجرها بفندق هيلمان بمدينة ستوكهولم وذلك لأن إدارة الفندق استخدمت غاز سيانايد الهيدروجين لقتل الحشرات بالغرفة، ولم ينتظروا وقتاً كافياً لتجديد هواء الغرفة قبل تأجيرها له.
وكان (جورج هيربيرت) أول من يتوفى في مصر عام 1923م نتيجة ما صار يُطلق عليه (لعنة توت عنخ آمون)، والحقيقة أن تلك خرافة لا أصل لها من الحقيقة. والسبب الحقيقي لوفاته تلوث بكتيري دموي نشأ بسبب خراج أصابه في الوجه نتيجة قرصة بعوضة، ولم يهتم بعلاج الخرج فأصابه ما أصابه، وكان موته بداية لانتشار تلك الخرافة.
وقُتل سائق سيارات السباق (باري توماس) عام 1927م عندما انفصلت سلسلة الحركة من محرك سيارته بينما كان يقودها بسرعة (275 كم في الساعة) وأصابته وهو جالس خلف عجلة القيادة ففصلت رأسه عن جسده.
وفي عام 1930م تمكن (ويليام كوجوت) من الانتحار بطريقة مبتكرة عندما كان في سجن (سان كوينتين) بالولايات المتحدة في انتظار تنفيذ حكم بالإعدام. تمكن من استخلاص مادة (النيتروسيليولوز) من الحبر الأحمر المستخدم في أوراق اللعب (الكوتشينة) في ذلك الوقت، واستخدم تلك المادة المتفجرة مع أنبوب عبأه بقطع صغيرة من ورق اللعب وبعض الماء، ووجه فوهة الأنبوب إلى رأسه بعد أن سد الفتحة المقابلة بعصا مكنسة، واستخدم المدفأة في زنزانته لتسخين مادة النيتروسيليولوز إلى درجة الانفجار ليندفع الماء مع قطع ورق اللعب الصغيرة بقوة شديدة كافية لاختراق جمجمته وموته. وقد ترك رسالة يقول فيها إنه قرر أن يكون هو من يعاقب نفسه على جرائمه!
وفي عام 1960م قتل مائة من الفنيين العاملين في قاعدة إطلاق صواريخ فيما سمي لاحقاً (كارثة نيدلين) عندما ضغط أحدهم على زر إطلاق صاروخ عن طريق الخطأ، ومن بين الذين قتلوا كان الماريشال نيدلين أحد قادة الجيش الأحمر الذي كان جالساً على مسافة أربعين متراً يشاهد عملية تجهيز الصاروخ للإطلاق؛ وقد جرى تصوير هذه الحادثة بأجهزة التصوير الأوتوماتيكية .
وأصبح رجل الفضاء السوفييتي فلاديمير كوماروف أول ضحية يقتل أثناء رحلة فضائية عندما كان عائداً إلى الأرض عام 1967م في كبسولة الهبوط، فلم تنفتح المظلة عندما دخل الغلاف الجوي، فهوى بسرعة ولقي حتفه مع تحطم الكبسولة.