اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقلوبة يا ( الطهطاوي ) مقلوبة

مقلوبة يا ( الطهطاوي ) مقلوبة

نشر في: 6 يوليو, 2014: 09:01 م

حين تتواتر الأنباء الفاجعة عن تناسل وتشرذم وتشظي اعداد الملل والنحل التي لحقت بجوهر الإسلام الحقيقي الحنيف . وأصابته بمقتل ، وتركت المسلمين الجدد يتقاتلون ويتصارعون ويتقاذفون رؤوس ضحاياهم كما الكرة في الملاعب .. ليجيء الإعلان الرسمي عن انتشار التطرف الإسلامي في اثنتي عشرة دولة ، انتشار النار في الهشيم …. أستحضر مقولة قديمة قيلت على لسان الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي — ١٨٠١—١٨٧٣— الذي اوفد لفرنسا ضمن بعثة تعليمية إبان عهد محمد علي باشا الكبير . والذي عاد لمصر وجهر بآرائه التنويرية التي ضمنها مؤلفاته العديدة . لتغدو مقولته الشهيرة التي شاعت بين خصومه ومريديه:
— في فرنسا ، رأيت إسلاما ولم ار مسلمين .
عجب ، عجب ، كيف رأي في بلد الكفار ( إسلاما ) ولم ير مسلمين؟
شهد في فرنسا كيفية احترام القوانين ، والانصياع لهيبتها ، وعدم الزوغان من سطوتها او خرقها بحق كائن من كان، لا بشفاعة شفيع ولا بوساطة متنفذ .
لمس التسامح الديني بأبهى صوره ، فلا يسأل الجار جاره عن دينه او مذهبه او هويته ، ولا يعنيه كيف وأين يؤدي صلواته ، او يمارس طقوس عيده.
رأى الحرية الشخصية مصونة ومسؤولة . ما دامت لا تخرق قانونا ولا تتجاوز على حق .
تلمس مبدأ - احترام الرأي الآخر - ولو كان على التناقض والتضاد ، بعيدا عن قطع الرأس بالسيف ٫ او التلويح بمسدس ، او جز العنق بمدية صدئة .
راقب الحاكم وهو مسؤول عن رعيته . ضامن لهم أمنهم وعملهم وسبل معيشتهم . ولهم عليه حق المقاضاة إن هو هادن او تهاون .
رأى الناس سواسية كأسنان المشط .لا فضل ولا تفضيل لأحد على احد إلا بما يحققه من إنجاز او عمل صالح ، شرط كف الأذى عن الناس .
قرأ ترجمة حرفية لحديث متوارد : إذا اراد الله بقوم سوءا ، سلط عليهم كثرة الجدل وقلة العمل .
راقب المدارس والجامعات ودور العلم مكتظة بروادها ، متناغمة باختصاصاتها العلمية والثقافية ، متباهية بصفوة مدرسيها وكوادرها .
ماذا يقول عقلاء اليوم بعد اكثر من مائة سنة ونيف على رحيل الطهطاوي؟ والطواعين تنتشر وتتناسل باسم الدين الإسلامي في عموم الأقطار الإسلامية؟
* اللهم : إنا نسمع عن مسلمين ، ولا نرى إسلاما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram