TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الزواج خارج المحكمة جنحة يعاقب عليها القانون..41536 حالة طلاق فـي عام واحد فقط

الزواج خارج المحكمة جنحة يعاقب عليها القانون..41536 حالة طلاق فـي عام واحد فقط

نشر في: 2 ديسمبر, 2009: 06:03 م

بغداد/ إيناس طارقوسط قاعة المحكمة وأمام قاضي محكمة الأحوال الشخصية في منطقة الكرخ صرخت سعاد (في العقد الثالث من عمرها) طالبة الطلاق من زوجها  بعد زواج استمر ثماني سنوات (ليكون نتاجه طفلين) الصبي في السابعة من عمره والصبية  في عامها الخامس من دون مبرر او سبب مقنع
 وهذا  ما كان واضحاً من ارتباكها أمام القاضي وليد عبد الملك عندما سألها: لماذا أنت مصممة على الطلاق بعد كل هذه السنوات من الحياة الزوجية، أجابت سعاد: ان زوجها طلال يعاني من مرض الكآبة واكتشفت ذلك من تصرفاته غير الصائبة،خصوصا انه يستخدم العنف ضدي بشكل مستمر وأمام الأطفال من دون أي  مبرر وهذا ما  جعل استمرار الحياة الزوجية بيننا مستحيلاً، بينما كان جواب الزوج  طلال انه ما زال متمسكا بها رأفة بحالة الطفلين لانهما سوف يكونان ضحيتي تصرفات أمهما الطائشة، واخبر القاضي، ان سبب خلافهما الحقيقي هو كثرة خروجها من البيت طوال النهار وعدم اهتمامها بأمور المنزل والأطفال وقال الزوج: عندما أسألها عن سبب تصرفاتها ترفض الإجابة وتبدأ بالصراخ ثم تأخذ الطفلين الى بيت أهلها وتبقى هناك لمدة شهر او شهرين ومن ثم تعود وهكذا الحال طوال فترة زواجنا، وأكد الزوج  استعداده لكتابة تعهد خطي أمام المحكمة بعدم استخدام العنف ضدها لانه حقا لم يرفع يده عليها يوماً!منظر من هذا الطراز يحدث يوميا و باستمرار أمام المحاكم العراقية، وللأسف يحدث ذلك أمام أعين الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم في سوء تصرفات الأبوين واختياراتهما غير المدروسة.إحصاءات مجلس القضاءالمتغيرات التي حصلت للمجتمع العراقي والمشكلات العميقة التي يعاني منها (البطالة، التهجير، الهجرة، العنف) زادت من معدلات الطلاق بنسب ملفتة للنظر ما يستدعي وقفة حقيقية من مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية للحد من تصاعد هذه الظاهرة التي عادة ما يدفع ثمن تفصيلاتها الأطفال والتي غالبا  ما تنعكس على حياتهم المستقبلية بإشكال مختلفة وخصوصا النفسية.وحسب إحصاءات رسمية نشرت على أكثر من موقع الكتروني صادرة عن مجلس القضاء الأعلى، تؤكد هذه الظاهرة، فقد تضاعفت  حالات الطلاق التي تقع سنويا في المحاكم العراقية منذ عام 2003، فارتفعت من عشرين ألفا و649 حالة في 2003 الى أن وصلت دعاوى الطلاق عام 2004 إلى 28 ألفا و689 وفي عام 2005 ارتفعت إلى 33 ألفا و348 وفيما ارتفعت عام 2006 إلى 35 ألفا و627 لترتفع مجددا في عام 2007 إلى 41 ألفا و536 حالة طلاق .ولحد الآن لم تصدر إحصاءات رسمية عن أعداد حالات الطلاق لعام 2008.rnقصة الأطفال الأربعة اما قصة الأطفال الأربعة فهي أنهم كانوا ضحية الأم نبأ (في العقد الرابع من عمرها) التي فضلت البقاء في إحدى الدول المجاورة على العودة مع زوجها الذي عاد الى البلد بعد تحسن الوضع الأمني ليعاود عمله السابق، لكنه اصطدم  بإصرار زوجته على عدم العودة فضلا عن طلبها الطلاق وحضانة الأطفال! وبعد استمرار المشاحنات وكثرة المشاكل انتهت بموافقة المحكمة على حضانة الأم لأطفالها الأربعة، ودفع النفقة كاملة لهم، لكن بعد مرور 6 أشهر تقدم الأب بطلب  للمحاكم العراقية لإسقاط حضانة الأطفال عن طليقته  بحجة تزوجها من رجل آخر مقيم في نفس البلد الذي هي فيه. وفي هذا الفصل من القصة تبدأ معاناة الأطفال بين المحاكم ورغبات الأبوين.rnالقاضي الأوليقول القاضي الأول في محكمة الأحوال الشخصية في الكرخ وليد عبد الملك لـ (المدى): من أسباب الطلاق هو الاختيار غير الصحيح، أو التسرع في الاختيار دون معرفة تفاصيل حياة الطرف الآخر وجهالة احدهما بتصرفات الآخر، فضلاً عن عدم التوافق العمري، مثلا  الزوجة تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً والزوج يبلغ  العقد الرابع  من عمره.. وأضاف عبد الملك، ان العامل المادي يعتبر من أهم أسباب الطلاق في الوقت الحاضر نتيجة رغبة الزوجة في استقلالية السكن، وحين يعجز الزوج عن تأمين متطلبات الزوجة يصبح الطلاق هو الحل الوسيط بينهما، وهناك مشكلات أخرى تؤدي للطلاق، مثل التباين الواسع في الثقافة بين الزوجين.rnاغرب حالات الطلاق وعن اغرب حالة طلاق حدثت في عام 2009 يقول القاضي وليد: انها حكاية يمكن ان تحدث في الخيال او في قصص الأفلام، الأمر الذي حدا بنا الى اتخاذ امر قضائي صارم بحق الزوج خصوصا بعد إثبات الواقعة وسماع ذلك من عدة شهود، فالزوج يقوم  بربط كلب مسعور بكماشة الباب الداخلي لغرفتهما  ويفعل ذلك منذ ذهابه الى عمله  صباحا حتى عودته ظهرا! وأثناء هذا الوقت لا تستطيع الزوجة  ان تمارس حياتها بشكل طبيعي بما في ذلك حاجتها للأكل والشراب واستخدام الحمام! ونتيجة فعلته هذه هربت الزوجة بينما هو كان داخل الحمام بعد شهرين فقط من زواجهما. اما الحالة الثانية فهي  قيام زوج بتطليق زوجته بعد ان أكلت قطعة من اللحم المشوي،الذي جلبه وجبة عشاء، نعم قطعة واحدة،رمى عليها يمين الطلاق، ولان الأمر حدث نتيجة قلة إدراك ووعي الزوج كان لابد من توبيخ الزوج على سوء فعلته وعملنا على مصالحتهما  لان الأ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram