أربعة منتخبات حجزت مقاعدها في المربع الذهبي لأكبر وأقوى بطولة في العالم للتنافس على خطف بطاقة المباراة النهائية التي سيبتسم الحظ لعريس العالم المرتقب خصوصاً بعد أن أقصي بطل العالم للنسخة الماضية المنتخب الاسباني ليبقى وصيفه المنتخب الهولندي يقارع الزمن للإطاحة بعرش نجوم الأرجنتين يوم غد في مباراة الدور نصف النهائي والوصول إلى المباراة النهائية.
من خلال تأهل منتخبين من قارة أمريكا اللاتينية ومثلهما من قارة أوروبا لقد نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تحقيق التوازن المطلوب بعد أن أشارت النسخ الماضية إلى علو كعب منتخبات القارة الأوروبية على حساب نظرائها من قارة أمريكا اللاتينية، لكن اليوم ألغيت هذه المعادلة تماماً وفق معطيات جميع المنتخبات التي أعدّت نفسها إعداداً يتلاءم مع مستوى الحدث لتنجح تلك المنتخبات بالتواصل بقوة من خلال نكران الذات لنراها متواجدة بقوة خلال الأدوار النهائية.
مباراة اليوم ستجمع منتخبي ألمانيا والبرازيل وكلاهما من مدرستين مختلفين فالأول ينتمي إلى المدرسة الأوروبية والثاني ينتمي الى المدرسة الأمريكية اللاتينية ما يجعل أسلوبيهما مختلفين جداً في مواصلة المشوار خصوصا ان لقاءهما اليوم لا يقبل أنصاف الحلول، بل انه في نهاية المطاف سيمنح احدهما بطاقة العبور إلى النهائي ويقصي الآخر ليتواجد ضمن مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع فقط ، وهذه المباراة وبحكم كونها ستكون بوابة العبور إلى المباراة النهائية لابد أن نشير إلى حالة تقارب مستوى المنتخبين اللذين وحسب معطياتهما قد ترجّح كفة المانشافت على حساب راقصي السامبا لتكامل خطوطهم والمستوى الرائع الذي ظهروا به خلال مباراة الدور ربع النهائي الذي تمكنوا إزاءه من الإجهاز على المنتخب الفرنسي الذي لم يكن صيداً سهلاً، بل كان منافسا شرسا طوال وقت المباراة إلا إن خبرة ونشاط وإصرار الألمان على تحقيق الفوز كان منسجما مع طموحاته ليبتسم له الحظ بكرة المدافع ماتياس هوميلس الرئيسة التي هزت شباك الديوك معلنة ارتقاء الألمان إلى المربع الذهبي بكل جدارة واستحقاق ليدق الألمان جرس الانذار أمام صاحب الارض والجمهور الذي اعتمد على هذين العاملين ليمنحاه جرعة معنوية عالية مكنته من التواجد في المربع الذهبي برغم حضوره الخجول وأدائه المحير لأنصاره إلا ان ما يجعلنا ان نمنحه ثقة الفوز اليوم هو غياب نجمه الأول نيمار الغدّار كما يحلو لمحبيه أن يصفوه بعد أن غدر به الزمن وجعله غائباً أو مغيباً بفعل فاعل بعد أن ركله الكولومبي كاميلو زوينغا على ظهره بتعمد ليجعل الحيرة تبدو على محيا البرازيل منتخباً وشعباً وحكومة كونه الرقم الأقوى واللاعب الأوحد والورقة الرابحة التي يعتمدها سكولاري في أي وقت من أوقات المباراة ، لذلك تبدو كفة المنتخب الألماني هي الأرجح اليوم ليكون طرفاً في المباراة النهائية، لكن تبقى كرة القدم مفتوحة الاحتمالات وكل شيء جائز بها وتبقى حظوظ المنتخبين قائمة في مباراة اليوم.
وفي ما يخص مباراة يوم غد التي ستجمع أيضاً مدرستين أوروبية وأمريكية لاتينية نرى أن الحال ينطبق تماما لتشابه ظروفها مع ظروف مباراة اليوم كونها ستجمع منتخبي هولندا والأرجنتين وقد تذهب ترشيحات اغلب المحللين إلى الطواحين الحمر الذين تصاعد أداؤهم من مباراة إلى أخرى لتكون المباراة الأخيرة التي خاضوها خير دليل على إصرار هذا المنتخب على خطف اللقب بعد أن أجهز على منتخب كوستاريكا العنيد وأقصاه بفارق ركلات الترجيح من علامة الجزاء حيث عانده الحظ وأضلت كرات لاعبيه طريق المرمى بعد سيل جارف من الهجمات الهولندية الرائعة، فيما تبدو حظوظ التانغو ضئيلة في التواجد بالمباراة النهائية برغم تواجد الفتى الذهبي ليونيل ميسي إلا إن غياب صانع الألعاب انخيل دي ماريا لإصابته هو من سيلقي بظلاله على حظوظ المنتخب لكن وكما أسلفنا تبقى ظروف المباراتين هي الحد الفيصل في منح اثنين منهما بطاقة التأهل للنهائي بعد خوض مخاض عسير في المربع الناري الملتهب الذي سيسفر عن بطل العالم ووصيفه.
المربع الناري
[post-views]
نشر في: 7 يوليو, 2014: 09:01 م