أكدت وكالة "انتر فاكس" الروسية للأنباء، أن الرئيس الجورجي السابق ادوارد شيفرنادزة توفى امس الاثنين.
وأضافت الوكالة أن إدوارد شيفرنادزة مات عن عمر يناهز 86 سنة وقد ولد في 25 يناير 1928 وشغل منصب وزير الداخلية في جورجيا الاشتراكية السوفياتية، والسكرتير الأول للحزب الشيوعي الجورجي، ووزير خارجية الاتحاد السوفياتي وفي عام 1995 - 2003 كان هو رئيس جورجيا.

ولد إدوارد شيفرنادزه، ثاني رئيس لجورجيا، في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 1928، وانضم في بداية مسيرته السياسية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، وأصبح رئيس اتحاد الشباب الشيوعي، وظل يترقي إلى أَنْ أصبحَ عضو مجلس السوفيت الأعلى في جورجيَا في 1950، ثم عُيّنَ لحفظ النظام العامِ في 1960، ثم وزيرًا للشؤون الداخلية من 1968 إلى 1972 ثم سكرتيرًا عامًا للحزب الشيوعي الجورجيِ مِن قِبل الكرملين.

ووكلت له مهمة قَمع رأسمالية السوق السوداء، التي كانت تشكل تحديا للشيوعية في الاتحاد السوفيتي آنذاك.

وأجبرت فضيحة فساد في 1972، فاسيلي مزافاندازه، السكرتير الأول للحزب الشيوعي الجورجي، على الاستقالة، وحل «شيفرنادزه» محله كسكرتير أول، وواصل مهاجمة الفساد، وتعامل بحزم مع المنشقين.

وفي 1977 قامت حكومته بسجن عدد من المنشقين الجورجيين البارزين فجذب انتباه السلطات السوفيتية، فانضم إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في 197، وفي 1978 رقى‏ عضوا للمكتب السياسي في الحزب الشيوعي‏ السوفيتي وفي 1980، وعندما ترك وزيرِ الشؤون الخارجية السوفيتي المخضرم «غروميكو» منصبه، قام السكرتير العام للحزب الشيوعي ميخائيل غورباتشوف بتعيين إدوارد شيفرنادزه، وزيرًا للشؤون الخارجية فلعب دورًا رئيسيًا في السلام في نهايةَ الحرب الباردة، ثم استقال في ديسمبر/كانون الاول 1990، احتجاجًا ضد سياسات «غورباتشوف»، وحين انتهى حكم «جامسخورديا» في يناير/كانون الثاني 1992، إثر انقلاب دموي، هرب إلى الجمهورية الشيشانيةِ، عينَ «شيفرنادزه» رئيسًا بالوكالةَ لمجلس الرئاسة الجورجي في مارس/اذار 1992.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1995 أعيدت الانتخابات في جورجيا وفاز «شيفرنادزة» بنسبة 70 % من الأصوات، وفي أبريل 2000 أعيد انتخابه لفترة ثانية، ولكن اتهم هذه المرة بتزوير أصوات الناخبين، وحين اندلعت الحرب الأهلية في غرب جورجيا في 1993 بين أنصار «جامسخورديا» و«شيفرنادزه»، وانتهت بفعل التدخل الروسي إلى جانب «شيفرنادزه» وموت «جامسخورديا»، رئيس جورجيا السابق، في 31 ديسمبر /كانون الاول 1993، وتعرض «شيفرنادزه» لمحاولتي اغتيال في أغسطس /اب1995 وفبراير/شباط 1998، واتهم حزب «جامسخورديا».

كما واجهَ حركات انفصاليةَ أيضًا في أقليم أبخازيا وإقليم أوسيتيا الجنوبية أدت إلى مقتل 10 آلاف شخص تقريبًا، بالإضافة إلى قيام حكم ذاتي مستقل بشكل قاطع في أقليم أجاريا، وأثارت الحرب الروسية في الشيشان على حدود جورجيا الشمالية خلافًا‏ كبيرًا بين جورجيا وروسيا.

وفي 2 نوفمبر 2003 نظمت جورجيا الانتخابات البرلمانية التي شجبت على نحو واسع، واتهمت بأنها غير عادلة من قبل مراقبي الانتخاب الدوليين، ومن قبل الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية، وأثارت النتيجة غضبًا شديدًا بين العديد من الجورجيين، أدت إلى المظاهرات الجماعية في العاصمة تبليسي وغيرها من المدن، واقتحم المحتجون مبنى البرلمان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2003 في الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، مما أجبر الرئيس «شيفرنادزه» على الهروب مع حراسه، وأعلنت فيما بعد حالة الطوارئ في البلاد وأصر «شيفرنادزه» على عدم الاستقالة.

وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2003 اجتمع «شيفرنادزه» بزعماء المعارضةَ، وبعد هذا الاجتماع أعلن الرئيس استقالته من منصبه رغبة منه لتفادي أي صراع دامي على السلطة.