من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (1997– 2007) جاءت الى رئيس حكومتنا السيد نوري المالكي منذ يومين نصيحة ثمينة، ففي مقابلة مع شبكة (أن بي سي) الأميركية، ضمن برنامجها الشهير (واجه الصحافة)، دعا بلير المالكي الى الإقدام على تغيير كبير أو التنحي عن السلطة، مشيراً الى أن العراق والمنطقة "ينزلقان الى الفوضى".
وبلير لم يكن سياسياً عادياً، فهو يعدّ من أهم رجال الدولة البريطانيين خلال نصف القرن الماضي، إذ في عهد حكومته الثانية اتخذ قراراً جريئاً بالمشاركة في الحرب التي أدت الى إطاحة نظام صدام حسين. وهو عندما تولّى رئاسة الحكومة في بلاده في ايار (مايو) 1997 كان أصغر رئيس وزراء بريطاني عمراً (أقل من 44 سنة) منذ عهد روبرت جنكنسون الذي تولى الحكم في العام 1812، فضلاً عن انه أول زعيم لحزب العمال يتولى رئاسة الحكومة لثلاث دورات متتالية (لم يسبقه الى ذلك سوى زعيمة حزب المحافظين مارغريت تاتشر في الثمانينيات من القرن الماضي).
ومثل تاتشر سجل بلير لنفسه مأثرة باستقالته من منصبيه الحزبي والحكومي في العام 2007، وهو في منتصف ولايته الثالثة في العام، نزولاً عند رغبة حزبه الذي وجد ان شعبيته قد تراجعت، فأراد أن يوقف ذلك أو يحدّ منه.
السيد المالكي يُصرّ على تولي رئاسة الحكومة للمرة الثالثة، لكنه يُواجه بمعارضة القوى السياسية الرئيسة في البلاد التي ترى انه لم يحقق على مدى ولايتين متتاليتين ما يدفع الى إعطائه هذه الفرصة، بل ان الكثيرين يرون انه قاد العراق الى وضع لم يكن ليتخيله أحد، أقله هذا الخطر الداهم بتقسيم البلاد الى ثلاث دول أو دويلات، وهو ما يُمكن أن يقود الى حرب طاحنة مديدة. والتأجيل الذي اعلن أمس للجلسة الثانية لمجلس النواب الجديد يعني فتح الباب واسعاً لتفاقم الأزمة السياسية الناجمة عن الانقسام السياسي الحاد بشأن قضية الولاية الثالثة للمالكي، فضلاً عن انه يعني تأخير إعداد البلد لمواجهة الخطر الارهابي الزاحف.
توني بلير يقترح على السيد المالكي التغيير أو التنحي، والسيد المالكي لم يطرح حتى الان ما يشير الى انه في الولاية الثالثة سيعمل بطريقة مختلفة عما فعله في الولاية الثانية ليطمّن القوى السياسية وعامة الناس الى ان ثمة تغييراً في الطريق اليهم .. السيد المالكي لم يطرح برنامجاً ينطوي على التغيير المرغوب فيه والذي عناه السيد بلير، بل ان السيد المالكي لم يُعط أي اشارة الى مراجعة التجربة السابقة لتمثل دروسها وعبرها وتجاوز أخطائها.. انه يتشبث بمشروع الولاية الثالثة، ويتمسك بفكرة انه كان على صواب وقد حقق إنجازات.
ما أثمن نصيحة السيد بلير لمن يتفكر!
نصيحة بلير
[post-views]
نشر في: 7 يوليو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو سجاد
استاذ عدنان نحن بصدد ماتريده ايران واميركا وليس بصدد مايريده هذا الجاهل التابع من توابع الذيول الايرانية لو المسالة بيده لبقي مدى الحياة وليس ولاية ثالثة كما يدعي اما برايي المتواضع هذه المساْلة لاتحل الا عند اهل الحل واصحاب صنع القرار السياسي وهو النجف ل
ابو سجاد
استاذ عدنان نحن بصدد ماتريده ايران واميركا وليس بصدد مايريده هذا الجاهل التابع من توابع الذيول الايرانية لو المسالة بيده لبقي مدى الحياة وليس ولاية ثالثة كما يدعي اما برايي المتواضع هذه المساْلة لاتحل الا عند اهل الحل واصحاب صنع القرار السياسي وهو النجف ل
عطا عباس
... وما أرخص نصيحة السيد بلير لمن لا يتفكر ! لا يمكن لمقترح يؤدي الى ( تغير أو تنحي ) السيد المالكي أن يكون مفيدا له ! والأمر ييساطة ، وبعيدا عن التحليلات السياسية التي صدّعت روؤسنا هذه الأيام ، محكوم بالأتي : سيرجع المالكي وكل طاقمه ( علي الموسوي ،
كاطع جواد
ارى من وجهة نظري ان بقاء السيد المالكي لولاية ثالثة هو لصالح العملية السياسية ليس كون المالكي لديه مفاتيح الحل للازمات العراقية بل لاغراق المشروع الطائفي بالوحل اكثر و اكثر و على يديه ، عسى و لعل ان يزول هذا المشروع الطائفي و الذي استفاد منه المالكي و من