TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (وين راحوا اهل العيون)

هواء في شبك: (وين راحوا اهل العيون)

نشر في: 2 ديسمبر, 2009: 06:36 م

عبدالله السكوتييحكى ان رجلا اعمى كان قد تزوج من امرأه مبصرة، وكانت المرأة كثيرا ما تمتدح جمالها لزوجها الاعمى، فتصف له بياض بشرتها ، وزرقة عينيها ، وجمال شعرها ، واعتدال قوامها حتى اضجرته، فبينما هي ذات يوم – تطنب في وصفها لجمالها
 وتقول: (غير انت متشوف، وما تدري آني شلون حلوه...)، اخ لو تشوف جمالي فقال لها زوجها: (اي ولج اني اعمى وما شوف.. تمام.. بس اذا انت هيجي حلوه وجميلة وين راحوا عنج اهل الحواجب والعيون؟ وخلوج لواحد اعمى ياخذج؟). هذه الحكاية تعكس حال حكومتنا مع اننا لسنا عمياناً ونستطيع ان نرى القبيح ونميزه عن الجميل، ويمكن ان يعدد اي واحد حسناته ويستطيع ان يطنب في وصف ذاته وانجازاته، ويقول فعلت كذا وقدمت كذا لكننا نكون شهوداً عليه فباستثناء الجانب الامني لم تقدم الحكومة شيئاً يذكر مع امكانية تقديم الكثير فقد استتب الوضع الامني بخسارة القاعدة معركتها المصيرية في العراق، وذلك لخسارتها قاعدتها في المحافظات الغربية ،ولذا اصبحت بلا حاضنة وغادرت مأواها الوحيد وخلت الا من بعض العملاء يقومون بعملية هنا واخرى هناك وهؤلاء ايضاً بدأوا يستشعرون الفشل خصوصاً بعد انسحاب القوات الامريكية الى خارج المدن. والحكومة مطالبة بالكثير قبل ان تبدا بتجميل صورتها فنحن لا نرى شيئاً تغيروليست هنالك جهود واضحة، ممكن ان نقول انها انجازات مادية ظاهرة للعيان ونعدها من حسنات الحكومة، في حين تجهد نفسها في تلميع الصورة باكثر من اسلوب اعلامي ولكن تبقى حقيقة الاشياء هي سيدة الموقف وهي الحكم بين ما نسمع ومانرى وبين ما تحقق فعلاً على ارض الواقع. الجولة السابقة من الانتخابات شارفت على الانتهاء والبعض يحلم بجولة اخرى يتسيد فيها امكانات العراق ويمسك بمقلداته يمنون النفس ويصفون انفسهم ويعددون ماثرهم. بينما المنافسة هذه المرة ستكون على اساس النزاهة والشرف وعلى بياض الصفحات اما من كانت صفحته سوداء فهذا مستبعد لا اعتقد سيحظى بصوت واحد من اصوات العراقي ين خصوصاً وان الشعب العراقي جميعه (يبصر في التيزاب) كما يقولون ويعرف الصالح من الطالح ويستطيع ان يفصل بين الاثنين ببساطة شديدة. لا يمكن ازاحة الغبار عن وجه اللوحة التي تشوهت ومضى وقتها وبالتالي فان الاحرى بالبعض ان يقلل من حسناته الكلامية فقط فلعل الاعمى يستطيع ان يتلمس مواطن الجمال ويعرف القبيح، فما بالك بالبصير الذي رأى بعينيه موته وتسابق الاخرين واستعجالهم السير بجنازة جماعية يحصدون من ورائها التأييد. وبوادر اخرى استشفها العراقي ون من خلال تصريحات المسؤولين وهي ان محاصصة اخرى في طريقها الينا ولاندري متى سنتصرف على اننا شعب واحد وندع القانون الذي سرنا عليه في الاعوام السابقة (هذا لك وهذا لي)؟ وياليت ان ندع التقسيم الوظيفي حتى نستطيع ان نحاسب المقصرين وحتى لايتبجح احدهم ويقول انني جميل فنحن مبصرون ونرى ونميز بلا ادعاءات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram