قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخام، أمس الأربعاء، إن هناك "خلافات جوهرية" بين إيران والقوى العالمية الست في المباحثات النووية، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه تم إحراز بعض التقدم.

يذكر أنه من المفترض أن تتوصل الأطراف المشاركة في المباحثات إلى اتفاق قبل حلول يوم العشرين من يوليو، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.

وأدلت أفخام بتلك التصريحات في الوقت الذي تعمل أطراف التفاوض على صياغة مشروع اتفاق يهدف إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني لقاء إنهاء العقوبات المفروضة على طهران.

وقال مسؤولون على اطلاع بما يجري في المباحثات المغلقة إن تخصيب اليورانيوم لا يزال يمثل المشكلة الرئيسية، إذ يمكن استغلاله كوقود للمفاعلات وتطوير أسلحة نووية.

وتنفي إيران رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، لكنها تصر على امتلاك 50 ألف جهاز من أجهزة الطرد المركزي أو عدد أقل من آلات أخرى أكثر تطورا تحقق معدل إجمالي الإنتاج ذاته، إلا أن أميركا ترغب في تقليل هذا البرنامج بنسبة أكبر من ذلك بكثير.

وتشارك كل من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في المباحثات التي تعقد في فيينا.

من جانب اخر صرح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون امس الأربعاء أنها تفكر بدعوة وزراء خارجية دول المجموعة 5+1 للمجيء إلى فيينا من اجل المحادثات حول الملف النووي، لكن القرار لم يتخذ بعد بشكل نهائي.

وقال المتحدث مايكل مان لوكالة فرانس برس إن اشتون التي تتفاوض مع ايران باسم الدول الكبرى الست "تفكر" في إمكانية "اشراك الوزراء في وقت نتقدم فيه (في المفاوضات)، لكن لم يتخذ بعد أي قرار (في هذا الخصوص). ستكون مناسبة جيدة بالنسبة لهم لاستعراض حالة تقدم العملية".

وكانت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية نقلت عن دبلوماسي إيراني الثلاثاء ان وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) سيتوجهون على الأرجح الجمعة إلى فيينا حيث تجري المفاوضات وسيمكثون هناك حتى الأحد.

واوضح الدبلوماسي الذي لم يشأ الكشف عن اسمه "سيأتون للمساعدة على التوصل إلى اتفاق ثم سيعودون إلى بلدانهم والمفاوضات ستستمر".

وقد بدأت المفاوضات النهائية للتوصل إلى اتفاق يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني في الثالث من تموز في فيينا.

وهذه المحادثات الماراثونية التاريخية قد تمتد حتى الموعد الأقصى المحدد في 20 تموز، عندما تنتهى مدة العمل بالاتفاق المرحلي المبرم في جنيف. لكن هذه المدة يمكن أن تمدد لستة اشهر أن رغب الطرفان في ذلك.

ويفترض ان يسمح التوصل إلى اتفاق نهائي ايضا برفع جميع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني. وتريد إيران الاحتفاظ ببرنامج تخصيب لليورانيوم بمستوى صناعي بغية التمكن من انتاج الوقود لمحطاتها النووية المقبلة.

وأعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي يملك سلطة القرار في هذا الملف، مساء الاثنين أن إيران ينبغي ان يكون لديها قدرة لتخصيب اليورانيوم ضرورية لانتاج ما يكفي من الوقود لمحطة بوشهر، وهذا ما يذهب ابعد مما قد يقبله الغربيون.

ويذكر ان أعمال جولة المفاوضات النووية السادسة والأخيرة والحاسمة بين إيران والدول الغربية 5+1 (أمريكا، ألمانيا، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا)، تواصلت امس الأربعاء، في العاصمة النمساوية فيينا، حيث من المقرر عقد لقاء تشاوري جديد بين مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ونظيرته الأوروبية، هيلجا شميدت، نائبة منسقة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، كاثرين آشتون، لاستكمال كتابة مسودة نص الاتفاقية النهائية النووية الشاملة.

ويعد اجتماع امس هو السادس على مستوى مساعدي رؤساء الوفود بين إيران ومجموعة (5+1)، بعد أن عقد، ، اجتماع ثنائي بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وآشتون بحضور مساعديهما للتعرف على حجم التطور فى مسيرة المفاوضات والتعامل مع النقاط العالقة بين الجابين، وذلك بالتزامن مع عقد اجتماعات تقنية على مستوى الخبراء للتعرف على آرائهم في القضايا المطروحة أمام المفاوضين.

وهناك أنباء عن اجتماع مرتقب بين وزراء خارجية أمريكا وفرانسا وبريطانيا مع إيران نهاية الأسبوع الجاري أيام الجمعة والسبت والأحد، ونقلت وكالة فارس عن أحد أعضاء الفريق النووي الإيراني المفاوض أن حضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لا يعني حصول اتفاق، بل للتعاون على الاتفاق.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن انضمام وزراء خارجية دول "5+1" للمفاوضات النووية سيكون في ضوء اطلاعهم على مسيرة واستمرار المشاورات، وأعلنت بان بلادها عازمة على الوصول إلى الاتفاق النووى ولكن ليس بأي ثمن كان، معربة عن أملها بان يتخذ الجانب الغربى قرارا عقلانيا إزاء البرنامج النووي الإيراني السلمي.

وتهدف الجولة الأخيرة من المفاوضات إلى صیاغة مسودة نص الاتفاق النهائی الشامل بشأن البرنامج النووی الإیرانی فى نهاية الأشهر الستة الأولى لاتفاق جنیف المؤقت الذى أبرم فى نوفمبر الماضى، و وبموجبه قلصت طهران أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات من 6 دول كبرى، وافقت على تعليق تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20%، وفى المقابل تستعيد إيران تدريجيا 4.2 مليار دولار من إيراداتها النفطية المجمدة بالخارج، إلى جانب تخفيف عقوبات أخرى